زاد الاردن الاخباري -
توقعت دراسة صادرة عن منظمة العمل الدولية "زيادة انتشار مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) بالأردن في الفترة القريبة المقبلة"، جراء استفحال الفقر والبطالة، وارتفاع حدة الصراعات الإقليمية والحروب في المنطقة، فضلا عن زيادة تنقلات عدد كبير من السكان، بمن فيهم اللاجئون والعمال المهاجرون.
كما أرجعت الدراسة أسباب توقعاتها إلى ما وصفته "عدم المساواة في النوع الاجتماعي، والعنف القائم على أساس الجنس، بما في ذلك الاتجار بالنساء".
وترافقت الدراسة مع إطلاق الأردن مؤخرا، سياسته الوطنية بشأن الفيروس في مكان العمل، حيث تؤكد الدراسة "زيادة احتمال مواظبة العمال المصابين بهذا الفيروس على العلاج بنسبة 40 % عن العاطلين عن العمل".
وتهدف السياسة الوطنية الأردنية إلى ضمان الحق في المساواة وعدم التمييز، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان حماية حقوق الإنسان بما فيها الحق في العمل ومكافحة التمييز ضد الأشخاص المتعايشين مع الفيروس في مكان العمل.
أما دراسة منظمة العمل الدولية التي تحمل عنوان "أثر الاستخدام على الالتزام بعلاج فيروس نقص المناعة البشرية"، فتحلل نتائج 23 دراسة أجريت حول العلاقة بين العمل وعلاج الفيروس، والتي تغطي أكثر من 6500 مريض، واستُكملت بسلسلة مسوح ومقابلات هاتفية أجرتها المنظمة.
وتوصلت الدراسة إلى أدلة تفيد بأن العمال المصابين بالفيروس هم أكثر مواظبة على العلاج مقارنة بالعاطلين عن العمل.
ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى أن العامل يملك مصادر مالية منتظمة تسمح له بدفع تكاليف الخدمات الصحية، والأدوية، والدعم، فضلاً عن الحصول على ما يكفي من الطعام.
بدوره، اصدر مشروع "العمل اللائق" الذي تنفذه منظمة العمل الدولية في الاردن، تقريرا اكد فيه أهمية استخدام مكان العمل كمدخل لوضع حد للمرض، من خلال التعاون بين الحكومات ومنظمات أصحاب العمل والعمّال وبرنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس (الإيدز) والمجتمع المدني، لإنهاء التمييز ضد المصابين بهذا المرض في أماكن العمل.
ولفتت المنظمة إلى أن الأمراض المتعلقة بالإيدز ما تزال تهدّد حياة العديد من العمّال ومن الذين يعتمدون عليهم من العائلات والمجتمعات والمنشآت، حيث ألقت الأزمة الاقتصادية والمالية الحالية في العديد من الدول الصناعية والتباطؤ المتأتي عنها في الدول النامية بظلالها على هدف الوصول إلى نقطة الصفر من حيث الموارد.
وأعلنت عن نيتها إطلاق حملة بعنوان "الوصول إلى نقطة الصفر في عالم العمل"، مشيرة إلى انضمام رؤساء الوكالات المشاركة في الرعاية لدى برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز والأمانة العامة للحملة، "اعترافا منها بالدور المحوري الذي يلعبه مكان العمل في إطار المكافحة العالمية للحدّ من انتشار وآثار هذا الوباء".
وفيما يخص الأردن، أفادت دراسة صادرة عن المنظمة "أن ما يقارب ثلاثة ارباع المصابين بالفيروس هم من فئة العاملين في الخارج".
وأكدت الدراسة أهمية اعتماد الاردن للتوصية رقم 200 للدورة التاسعة والتسعين لمؤتمر العمل الدولي عن الإيدز، التي عقدت في حزيران (يونيو) 2010، والتي تدعو إلى تطبيق السياسات والبرامج الوطنية حول المرض في مكان العمل، من أجل تسهيل الوصول إلى الوقاية من الفيروس.
وتحاول المنظمة توفير مناقشات ثلاثية بين ممثلين عن وزارة العمل ومنظمات العمال وأصحاب العمل حول الفيروس وعالم العمل، من اجل وضع سياسة وطنية مشتركة لدعم تطبيق الخطة الاستراتيجية الوطنية بشأن المكافحة والممتدة من (2012-2016)، وضمان الحماية الاجتماعية وحماية العمال المصابين من التمييز.
ووفقا لمسودة الاستراتيجية، فإن مكان العمل في قطاعات معينة قد تتأثر أكثر من غيرها من الأماكن، ويمكن أن تسهم في زيادة خطر الإصابة بالإيدز.
وتوضح أن هذه القطاعات هي تلك التي توظف الشباب العاملين في وظائف لا تتطلب المهارات، إضافة إلى القطاعات التي تكون فيها النساء اكثر عرضة لخطر الإصابة مثل المصانع.
وبينت الدراسة التي أعدتها المنظمة أن للفقر والبطالة تأثيرا كبيرا على العديد من عوامل الخطر المحتملة للإصابة، ومنها تنقلات الرجال على نطاق واسع بحثا عن فرص العمل والدخل.
الغد