أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
ما تفاصيل عدم الاستقرار الجوي في الأردن الأسبوع القادم؟ إصابة بن غفير بجراح جراء انقلاب مركبته اثناء توجهه الى عملية الطعن في الرملة. نقابة الصحفيين توصي بتحويل منتحلي المهنة للمدعي العام. السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية مطالب بشمول أحياء بشبكات المياه في عجلون استعدادا للسيناريو الأسوأ .. إسرائيل تجهز مشفى تحت الأرض استشهاد (روح) بعد عدة أيام من إخراجها من رحم والدتها حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول لحزب سياسي إسرائيل تساوم بـ"اجتياح رفح" في مفاوضات غزة .. ووفد مصري إلى تل أبيب أوقاف القدس: 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى مسؤول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما مسيرة في وسط البلد دعمًا لـ غزة 34.356 شهيدا و77368 إصابة جراء العدوان الإسرائيلي على غزة الأمن يحذر من حوادث الغرق نتيجة السباحة بالأماكن غير المخصصة الأرصاد تحذر من السيول والانزلاق على الطرقات السبت دراسة: تحسن الرفاهية والصحة النفسية للأردنيين واللاجئين العراقيين منذ 2020 أسعار النفط ترتفع عالميـا الإسعاف والإنقاذ يواصل انتشال جثامين شهداء من مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي متحدثة باسم الخارجية الأمريكية تعلن استقالتها احتجاجا بشأن غزة فتح باب اعتماد المراقبين المحليين لانتخابات النيابية
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام النَّسْرُ لا يَمُوتُ إلا مَنْتَحِرًا

النَّسْرُ لا يَمُوتُ إلا مَنْتَحِرًا

21-10-2013 02:25 AM

النَّسْرُ لا يَمُوتُ إلا مَنْتَحِرًا
هذه الصورة فازت بجائزة بوليتزر عام1994،هزت الضمير العالمي ،التقطت إبان مجاعة السودان الشهيرة ،لطفل سوداني جائع يزحف نحو معسكر لتوزيع الطعام الخاص بالأمم المتحدة ،والذي يبعد مسافة كيلومتر من ذلك المكان ،ويظهر في الصورة نسر يتربص بالطفل في انتظار سقوطه ميتا ليلتهمه ،بعد أن فقد أمله في الحياة ،وفقد كل أدوات الحركة ،واتصاله بالأشياء ،ونضب من جسده معين الحياة .
وقد أودت هذه الصورة بحياة مصورها "كيفين كارتر" ،بعد ثلاثة أشهر من التقاطها ،فقد انتحر بسبب حزنه الشديد على ذلك الطفل .
أنعمت النظر في الصورة ،فلم أصدق ما رأته عيناي ،فقلت في نفسي :أيّ العذابات كيلت إلى هذا الجسد ،أين الرحمة ؟؟!
فلم يطل بي المقام ،ثم قلت هذه هي الجبلة التي خلق عليها النسر في كل زمان ومكان فالنسر من المخلوقات الوضيعة عند العرب لأنه يتصف بخلال شتى أهمها الجبن ، فهو لا يقدم على فريسته ولا يحرك ساكنا حتى تخرج روحها، وهو من بين الطيور والجوارح مختص بالتعامل مع الميتة.
لكن في العصر الحديث ،أصبح النسر رغم مكانته الوضيعة في مخيلة العرب ،يرمز لصفات إيجابية تشيد بالنسر ،وتخصه من بين الطيور بالفضل والتنويه به ،كالشجاعة والصمود والإقدام والكرامة والعلو والسمو حتى غطى على الصقر.
الشيء بالشيء يذكر ،قادني هذا المشهد المأساوي ،إلى سياسة التجويع والتعذيب بالآمال الكاذبة الممنهجة التي يعاني منها الشعب الأردني ،والتي أصبحت من أهم مرتكزاته.
فلم يبق للشعب شيء يملكه في وطنه ،فمعظم روافد الوطن ومقوماته الاقتصادية بيعت ، فما عاد يملك شيئاً يعزّ عليه فراقه ،سوى الحوقلة والقليل من حطام الدنيا ،لأنهم لم يبقوا له دنيا ولا أبقوا له دينا ،ولم يعد الصوت يسمن ويغني من جوع ،فقد صُمَّتْ الأذان وما عاد أحد يصغي لشكواهم ويجديهم ،كي لا يسمعَ نحيب الثكالى وتنهيدة الأطفال وأنين الشيوخ من ألم الجوع.
وليس لهم من خيار ،سوى الانحناءِ أجلالا للمعلم الأول النسر.
فلم أجد وصفا للمشهد الذي يدمي القلب ،ويدمع المقل ،أبلغ من هذه الكلمات المفجوعة، للشاعر العربي عبد الرحمن العشماوي حيث يقول :
مُتْ فهذهِ الحياةُ لا تَسْتَحقُّ فِيهَا أنْ تَبْقَى
لكَ فِيها أنْ تَجُوعَ .. وَتظْمى َ... وَتَشْقَى
... فنحنُ مِنْ قَبلِكَ مَيّتونَ مُتْ فَنحنُ مِنْ بَعدِكَ مَيتون
ونحنُ مَعكَ مَيّتونَ
نحنُ الذِين شَبِعْنَا مَوتاً
وشبِعنَا ترَفاً .. وَقرفاً .. وَسُخفاً .. وَ هَزْلاً
تعالَ أيّهَا النَسْرُ واغرس مخالبك في كل مكان
فالعالم كله أصبح جيفة ... هامدة
أجساد "ميتة" تتحرك على الأرض
لا تحمل من الحياة إلا اسمها
والمفاجأة الصادمة التي لا يعرفها كثير من الناس ،أن النسر لا يموت إلا منتحراً ،ملقياً بنفسه من أعلى نقطة فى السماء إلى الأرض.

Montaser1956@hotmail.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع