أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الاحتلال يحبط محاولة تهريب مخدرات إلى الأردن مقتل إسرائيلي بقصف جنوبي لبنان شبهات بسرقة الاحتلال الإسرائيلي أعضاء لضحايا المقابر الجماعية في خان يونس انطلاق منافسات ألتراماراثون البحر الميت اليوم أميركا تعلق على تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات بالجامعات الأردن .. تراجع تأثير الكتلة الهوائية الحارة الجمعة 7 وفيات و521 حادثاً مرورياً أمس بالأردن إعلام عبري يعلن عن حدث صعب للغاية على حدود لبنان الحبس لأردني سخر صغارا للتسول بإربد اليكم حالة الطقس في الأردن ليومي الجمعة والسبت السيناتور ساندرز لنتنياهو: التنديد بقتل 34 ألفا ليس معاداة للسامية "بيتزا المنسف" تشعل جدلاً في الأردن البنتاغون: الولايات المتحدة بدأت بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات تنظيم الاتصالات تتخذ تدابير لإيقاف التشويش في نظام “GPS” حماس ترد على بيان الـ18 : لا قيمة له الإحصاء الفلسطيني: 1.1 مليون فلسطيني في رفح الذكور يهيمنون على الأحزاب الأردنية إحباط تهريب 700 ألف كبسولة مكملات غذائية مخزنة بظروف سيئة المومني: الأحزاب أصبح لها دور واضح في الحياة السياسية الأردنية قوات الاحتلال تكشف حصيلة جرحاها في غزة .. وتسحب لواء "ناحال"
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام اليوم هو المعتقل .. وغدا قد تكون أنت

اليوم هو المعتقل .. وغدا قد تكون أنت

18-09-2013 11:30 PM

شاء الله لي أن أتشرف بالتعرف على أحد معتقلي نشطاء الحراك الأردني عبر صفحات التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" ، هو شاب كما كل الشباب الأردني الحر في العشرينيات من عمره يعمل في أقدس مهنة إذ كاد أن يكون رسولا، يسابق نسمات الفجر متوجها كل يوم الى عمله بهمة عالية وعزة تعلو هامته يعلم أبناءنا ويربيهم بكل إخلاص وتفان، يحلم ببيت وأسرة تكمل معه مشوار الحياة، ولكن الفاسدين سرقوا حلمه كما سرقوا أحلام غيره من الشباب الاردني، لم أجد في كتاباته يوما على صفحته إلا كل عشق لثرى الاردن، ولم أجد في مداخلاته إلا كل حرص على أمن الأردن، ولكن كل جريمته كانت رفض الفساد والمطالبة بمحاسبة الفاسدين كما هو مطلب كل أردني حر، لقد علًم طلبته هذه المرة درسا عمليا لن ينسوه ولن ننساه نحن ولن ينساه الأردنيون، درسا في الدفاع عن الحرية والكرامة والجرأة في قول الحق، إنه المعلم الشاب "هشام الحيصة" من عشائر بني حميدة .

لم تسنح لي الفرصة للأسف التعرف عليه شخصيا أو على بقية المعتقلين من شباب الحراك إلا أن إصرارهم على تنفيذ الإضراب عن الطعام منذ شهر أو يزيد وتحمل التبعات الصحية لذلك استوقفني كثيرا، فمالذي دفعهم لاتخاذ هذا القرار؟ وماهي النتيجة التي كانوا يرجونها؟

بداية لا ندري إن كان قرارهم بالإضراب فرديا ام بإيعاز أو موافقة قيادة الحركة الاسلامية التي ينتمون إليها؟ قد يكون الهدف من الإضراب بعث الحياة في الشارع الأردني وشده للحراك مرة أخرى أو الضغط على القيادات المطالبة بالإصلاح للخروج من حالة الجمود والترقب التي تمر بها لما يحدث حولنا في مصر وسوريا، الشارع الأردني لم يتفاعل مع الاعتقال بالشكل المطلوب ربما لانشغال الشارع بالأحداث في الدول المحيطة أو ترقب رفع الأسعارالمتزايد أو لضعف الماكنة الإعلامية للترويج لقضيتهم .

لم يقتصر الاعتقال على الشباب الاسلامي بل أضيف الى معتقلي الحراك الناشط المهندس الكيماوي رامي سحويل والذي اعتقل إثر مشاركته في فعالية تضامنية مع معتقلي الحراك يوم الإثنين الفائت وعقب كلمة ألقاها، وهذه ليست المرة الأولى التي يتم اعتقاله فيها، صادفته يوما في نقابة المهندسين يحاول البحث عن عمل إذ غلقت الأبواب في وجهه لمواقفه كما قال حينها، كما تم اعتقال صحفيين من" موقع جفرا نيوز"، هما ناشر موقع جفرا نيوز نضال فراعنة مساء الثلاثاء بعد مداهمة لمكاتب الموقع كما تم اعتقال رئيس تحرير الموقع أمجد معلا، ووجهت لهما تهمتا 'تعكير صفو علاقات مع دولة شقيقة' و'نشر أخبار كاذبة'، كما تم رفض تكفيلهما.



يحمل هذا الاعتقال الجديد في ثناياه أن لا إفراج عن المعتقلين وأن القبضة الامنية ماضية في طريقها لكل من يرفض أو ينتقد الوضع الحالي ولو بكلمة في ظل الارتفاع المتزايد للأسعار والتضييق على الناس ليصل الأمر الى رفع الضرائب على الملابس ونحن مقبلون على الشتاء فالرسالة تقول "نحن ماضون في سياساتنا الخانقة للشعب في كل النواحي الاقتصادية والحريات والسياسات الخارجية وعلى الجميع السمع والطاعة وإلا".

فإلى متى سيستمر الشباب الاردني صابرا على هذا الفساد وهذه القبضة الأمنية التي تطوله وهو في سيارته مع زوجته وأبنائه وفي موقع عمله ليلا ونهارا لا لشيء إلا لعشقه ثرى الأردن وتطلعه الى استنشاق نسمات الحرية في كل صباح دون شوائب فساد الخائنين؟! وإلى متى سنتحمل نحن سرقة أحلام أبنائنا فأصبح كل همنا وشغلنا الشاغل توفير لقمة العيش ولباس يسترون به أنفسهم وتحصيل علم لا أدري إن كان يرجى منه فائدة ونحن نرى أن المناصب العليا تذهب إلى من لا يزيد تحصيلهم عن المرحلة الثانوية وإلى ابن فلان وفلان؟!

نتفهم تماما طبيعة العلاقة التاريخية السلمية بين الحركة الإسلامية والنظام الأردني، وضرورة المحافظة عليها لضمان أمن وسلامة الأردن وهذا ما نأمله من الحركة ونؤكد على ضرورته، ولكن أضراب الشباب – وإن تم فكه لفترة أسبوعين لإعطاء الفرصة للحوار للإفراج عنهم - واستمرار الاعتقالات يضع الحركة الإصلاحية في الأردن على المحك.

ولا بد من التعامل مع ملف الاعتقالات المتكرر بطريقة ترقى لتضحيات هذه الثلة الشابة التي تمثل الكثيرين مع وجود خطاب يقترب أكثر من القواعد الشبابية ويستوعب تطلعاتها في الإصلاح، واتخاذ خطوات عملية جادة مقنعة على أرض الواقع وليس فقط إطلاق الوعود لأن الاستمرار في تعميق الهوة قد يدفع بهذا الشباب المتحمس الغاضب الى مسارات شاذة .

كما أن صياغة أجندة إصلاحية خاصة بالأردن تتناسب وتتلاءم مع الأوضاع الأردنية وبمشاركة جميع القوى المطالبة بالإصلاح سيكون له دور إيجابي في هذه المرحلة، ولا بد من فتح قنوات جديدة واستيعاب شرائح أكبر من المجتمع الاردني مما يثري الحركة الإصلاحية ويقويها، وأخيرا لا مناص من جدولة المطالب الإصلاحية والبداية بخطوات عملية يلمسها الشارع الأردني على أرض الواقع.

ختاما تحية إجلال وتقدير يسبقها الاعتذار لهذه الثلة الشابة الصادقة التي سبقتنا كثيرا ... وضحت لأجل حريتنا... ولا أدري إن كنا نحن أهلا لهذه التضحيات ...لكن ما أنا متأكدة منه أنه على الجميع تحمل مسؤولياته تجاه قضية الاعتقالات لأن تضامننا معهم إنما هو تضامن مع حرياتنا ومع حقنا في عيش حر كريم... فاليوم هم المعتقلون ... وغدا قد يكون المعتقل ابني أو ابنك أو أنت.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع