زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - كانت تنام بهدوء على احلام وطنية، كانت تستيقظ على صوت الحسون وصياح الديك وطلوع شمس أبية اردنية، كان أبناؤها يحملون أمانيهم متوجهين إلى وظائفهم وجامعاتهم ، على جباههم نياشين أردنية .
هي المفرق مضارب العشائر الأردنية الأصيلة، وأرض النخوة التي حملت على عاتقها زراعة أرضها بالوطنية والإنتماء والإخلاص ، لتضحي اليوم مكانا للعابثين باستقرارها وأمنها بعد ان كان لصوت البلابل فيها حق في الاستمتاع بهدوئها.
أيام خلت ونحن نستمع ونقرأ ونشاهد حالات القتل التي كثرت خلال الأسبوعين الماضيين، وكأنها"عين" وأصابت المفرق ، فبعد ان كانت من أقل المناطق حدوثا للجريمة ، باتت اليوم من أكثر المناطق ارتفاعا للجريمة، فما كدنا ننهي قراءة خبر مقتل رجل وابنه بخيمة في المفرق ، حتى اعتلت العناوين في الصحف بخبر يشير إلى العثور على جثتين متفحمتين داخل مركبة من نوع "نيسان" ، ولا ننسى حادثة العثور على جثث لفتايات سوريات في صحراء المفرق ، وغيرها من الحوادث التي شهدتها المحافظة في زمن قياسي.
هذا الامر يحتم على الأجهزة الأمنية وضع خطة آمنة تقي من هذه الحوادث ، فوجود لاجئين سوريين في رقعة صغيرة وبعدد كبير يساهم في إحلال الجريمة في وقت قياسي بالرغم من دواعيها الضعيفة، فالبيت إن صغرت مساحته وزاد ساكنوه زادت المشاكل وانهالت الكوارث ، وهذا حال المفرق فقد زاد سكانها بزيادة تواجد اللاجئ السوري على ارضها ، في ظل إنعدام الآلية المناسبة في الحيلولة دون وجود جرائم من العيار الثقيل.
السوري يعاني ونحن الأقرب لنلئم جرحه، ونحن الأقرب لجعل احضاننا له وسادة، ونحن الأقرب لنداويه من صداع الأزمة السورية، إلا أن من الضروري أن يعود الحسون ليشدو من جديد في المفرق ، بدلا من نعيق الغراب الذي بات يلازم تلك المحافظة التي "كانت" وديعة ، حيث أشجارها، وسماؤها، وأبناؤها الأشاوس، التي باتت في غياهب المأساة الحقيقية.
المفرق يعاني والجريمة تزداد وعيون الوطن الساهرة لها تحية إجلال وإكبار ، إلا أن رسالتنا واضحة ، اشتقنا لسماع الحسون ونريده العودة ، فهل يمكن ذلك؟!!