زاد الاردن الاخباري -
تركت الازمات الاقتصادية تارة والطبيعية تارة اخرى التي تتوالى على القارة الأوروبية الاثر الكبير على النشاط السياحي في الأردن الذي يعتمد بشكل كبير على السياحة الاجنبية وخاصة الاوروبية منها.
فقبل اسابيع مضت اصابت الازمة الناجمة عن ثوران بركان ايسلندا التي عملت على بروز ازمة فريدة من نوعها تمثلت بشلل حركة الملاحة الجوية من والى قارة اوروبا, قطاع السياحة الأردني بضرر تفاوتت آراء الخبراء في تحديد وتقييم الآثار السلبية الناجمة عنه, كما ان الازمة الاقتصادية التي تعصف بقارة اوروبا في الوقت الحالي بسبب ازمة اليونان وما تبعها من تراجع لقيمة العملة الاوروبية خاصة اليورو والجنيه الاسترليني سيكون لها الاثر الكبير الذي سيلحق الضرر بقطاع السياحة الأردني خلال هذا العام.
وقال الناطق الاعلامي للجمعية الأردنية للسياحة الوافدة مهند ملحس ان تأثير أزمة اليونان وتراجع الاقتصاد والعملة الاوروبية اليورو مقابل الدولار سيكون جذريا وليس فوريا مع الاخذ بعين الاعتبار ان الفصل الاول من موسم السياحة الاوروبية في الوقت الحالي قد انتهى ويتم الاستعداد للمرحلة المقبلة والفصل الثاني, وهو ما سيعمل على تقليل التأثر بالازمات التي تصيب أوروبا حاليا.
واضاف ان طبيعة تأثر قطاع السياحة نتيجة تراجع العملة الاوروبية يورو سيكون على شقين الاول, فيما يتعلق بمكاتب السياحة والسفر الأردنية التي تتعامل مع نظيرتها الاوروبية بالعملة الاوروبية يورو وتحديد السعر الشامل للرحلات السياحية, لذلك فان الاموال وتكاليف الحجز والرحلات تكون مدفوعة مسبقا ولكن فرق السعر الذي سينجم عن تغير الاسعار ستتحمله مكاتب السياحة والسفر الاردنية.
اما الشق الثاني فهي مكاتب السياحة والسفر الأردنية التي تقوم بالاتفاق مع نظيراتها الاوروبية بالعملة الامريكية الدولار وعليه فان فرق تحويل العملة من الدولار الى اليورو ستتحمله شركات السياحة والسفر الاوروبية وهو ما سينعكس على مقدرة السائح الاوروبي المالية, وهذا الجزء هو الاكثر اهمية وهو الذي سيلحق الضرر بالسياحة الاوروبية كون السائح نفسه هو من سيتحمل فرق تقلب اسعار العملات.
وقال ملحس ان طبيعة عمل مكاتب السياحة والسفر يحتم عليها الاتفاق مع المجموعات السياحية ومع المكاتب في أوروبا منذ بداية العام, لذلك فان جميع الحجوزات للعام الحالي منتهية ويتم العمل على ابرام الاتفاقيات الجديدة للعام المقبل.
وتابع قائلا: ان الازمة الحاصلة في اوروبا جراء انخفاض سعر صرف اليورو مقابل العملات الاخرى خاصة الدولار سيكون تأثيرها أقل من الازمة السابقة التي كان سببها شلل حركة الملاحة الجوية, وذلك بسبب ان موسم السياحة الاوروبية في هذه الاوقات من كل عام في الأردن يكون خفيفا ولا يعتمد عليه مقارنة مع بداية كل عام, مشيرا ان المملكة تعتمد في السياحة الاوروبية على جزءين هما الاشهر الاولى من العام وبعدها الاشهر التي تتبع النصف الثاني من العام, متوقعا ان يظهر تأثير الازمات التي تعاني منها اوروبا حاليا بعد النصف الثاني من العام الذي تعاود فيه حركة السياحة الاوروبية من جديد.
العرب اليوم - ياسر مهيار