أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول لحزب سياسي إسرائيل تساوم بـ"اجتياح رفح" في مفاوضات غزة .. ووفد مصري إلى تل أبيب أوقاف القدس: 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى مسؤول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما مسيرة في وسط البلد دعمًا لـ غزة 34.356 شهيدا و77368 إصابة جراء العدوان الإسرائيلي على غزة الأمن يحذر من حوادث الغرق نتيجة السباحة بالأماكن غير المخصصة الأرصاد تحذر من السيول والانزلاق على الطرقات السبت دراسة: تحسن الرفاهية والصحة النفسية للأردنيين واللاجئين العراقيين منذ 2020 أسعار النفط ترتفع عالميـا الإسعاف والإنقاذ يواصل انتشال جثامين شهداء من مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي متحدثة باسم الخارجية الأمريكية تعلن استقالتها احتجاجا بشأن غزة فتح باب اعتماد المراقبين المحليين لانتخابات النيابية المعايطة: لن تكون الانتخابات مثالية رسو سفينة قبالة سواحل غزة لتجهيز رصيف لإدخال المساعدات الاحتلال يحبط محاولة تهريب مخدرات إلى الأردن مقتل إسرائيلي بقصف جنوبي لبنان شبهات بسرقة الاحتلال الإسرائيلي أعضاء لضحايا المقابر الجماعية في خان يونس انطلاق منافسات ألتراماراثون البحر الميت اليوم أميركا تعلق على تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات بالجامعات

الخطوط الحمراء

13-05-2013 07:27 PM

تملك الدول المعنية بالأزمة السورية رؤى خاصة بها قد تختلف بالمجمل عن الرؤى التي تملكها الشعوب ، هذه الرؤى المتعددة والمتباينة تجعل اصحاب المواقف والمصالح تتعامل مع الاحداث بأشكال متباينة ومختلفة وغير متوقعة احيانا على الصعيد الإنساني، فنحن الان لا نتوقع وبكل تأكيد ان قلوب القادة في الدول الغربية والفارسية تنفطر على ابناء سوريا وهي تساق الى حرب ضروس تأكل الأخضر واليابس.. بل نجزم أن معظم فرسان المصلحة باتوا ينظرون الى مسننات المفرمة باشمئزاز فالمسألة بالنسبة لهم هو طول انتظارهم الطويل لرؤية منتوجات المذبحة.
وبعد أكثر من عامين من الأزمة السورية وبعد مراجعة تصريحات الغرب والشرق وتحليل كل حركات اصابع اليد التي شاركت بالتنظير والوعيد والتهديد.. نجد ان القراءات والتطلعات والخطط تغيرت واختلفت من زمن لآخر ومن مكان لآخر وهي بالمحصلة كانت بعيدة تماما عن الإمكانيات المتاحة وغير مرتبطة بالأخلاقيات والمبادئ المعلنة، بل كانت متعلقة تماما بتوفر الفرص المحتملة والمخاطر المتوقعة بالنتائج على صعيد الدول صاحبة الأنوف الطويلة وليس على صعيد الشعب السوري.. حيث رأينا وبوضوح كيف كانت مراكز القوى وأصحاب القرار يدفعون الاحداث بجيمع الاتجاهات التي تقاطعت احيانا مع المبادئ والأخلاقيات المشرعة.. وطبعا كان ذلك بحثا عن اكبر قدرا من الغنائم أحيانا هربا من استحقاقات السبات الطويل للمجتمع العالمي على قهر الشعب السوري لأكثر من اربعة قرون.
لقد كان من البديهي ان تتلازم الرؤى مع الاحداث الدموية المستمرة على سوريا بما يجعلها تتبدل او يعاد تقيمها عند تبديل الوقائع على الارض او عند ثبوت المثبت اصلا وبأكثر من طريقة.. ولكن ردات الفعل سارت بعكس قانون الجاذبية وبمعادلات ابتعدت تماما عن المنطقية العلمية المفترضة.. فسقوط الضحايا اليومي التصاعدي لم يدق اجراس الخطر بل عمم اباحة القتل والذبح الذي اصبح متاحا ومبررا احيانا من (حراس هيكل) الخراب السوري طالما خليت وسائل القتل من استعمال (الكيمياء) التي استنتج الجميع ان (اوباما) يتحسس منها حين جعل استخدام مشتقاتها خطا أحمر.
ولكن الفضائح لم تمهلنا جميعا ووضعتنا في موقف لا نحسد عليه حين انتظرنا بزوغ الفجر الذي يسبقه انفجار الخط الاحمر فلم يولد الفيل سوى فأرا بعض تمخضه.. فعراب الفجر الموعود (اوباما) مصابا بعمى الالوان وجل ما يمكن أن يمارسه هو الشعوذة الذاتية لا اكثر فالحد الفاصل الذي وضعه اوباما كان بلا سبب.. فالقنابل الكيمائية محرمة دوليا قبل ان يولد بشار الاسد .. وربما مفعولها اقل بكثير من مفعول صواريخ سكود التي بات يطلقها النظام السوري على المدن السورية كلما شعر بالملل.
لقد شارك الجميع بأحجية البحث عن الخط الأحمر في حين أن مراكز القوى الطامعة في ادوار مستقبلية لم تتوانى عن البحث في طيات الاحداث اليومية عن ثغرات تبيح لهم (شحط) الخط الأحمر للأمام حيث أصبحت سلاسة (دحل) هذا الخط امرا مثيرا حتى للنظام السوري الذي وجد نفسه في تحدي للوصول الى هذا الخط.. فأوغل في جرائمه حتى طالت الحدود التركية.. ولكنهم خذلوه وأنكروا عليه انجازه في الوصول الى اخر الخطوط الحمراء وتركوه يبحث عن إنجازات اخرى لكي يمتع قدمه فوق الخط الاحمر.
سقطت عشرات الالوف من الضحايا على يد هذا النظام ومع ذلك تركوا مصير الخط الأحمر كمصير الشعب السوري وحدقوا بانتظار وصول البسطار العسكري الأسدي على هذا الخط المرن مما اباح للنظام كل وسائل الاجرام والقتل والتعذيب طالما لم تصل قدماه لخط النهاية الأحمر.. فاللعبة ما زالت مستمرة واللاعب ما زال يملك الفرصة للبقاء في الميدان ولحين ايجاد اللاعب البديل الذي يجيد القفز عن الحواجز وخاصة الحمراء.
لقد أوجد عرابوا الخراب في المسألة السورية مسرحا جانبيا لنا وضعوا فيه خطوطا حمراء لا يراها احد واستطاعوا على الجبهة الأخرى إطلاق يد منظومة (المقاومة) على ما تبقى من سوريا وشعبها.. فالجميع اصبح الآن منشغل بالتسابق على مقعد (مستمع) في مؤتمرات اصدقاء وأعدقاء سوريا في حين أن هذه اللقاءات في نتائجها لن تضاهي النفايات التي تخرج من لقاءات العشاق المحرمة.. ولحين يدرك شهريار الصباح سيبقى في سوريا كل شيء مباح واللون الاحمر غير متاح.. وكأن ذبح الاطفال بالسواطير على ايدي شبيحة الاسد في بانياس والقصير ودرعا (يعطي الكون اجمل لون).
جرير خلف





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع