خولة أبو الهيجاء

إنسانة ليست معروفة كثيرا وليست شخصية تحتل مكانا مرموقا أو منصبا رفيعا ،
إنسانة طبيعية بدأت حياتها كغيرها من النساء ولكنها تميزت عنهن بامتلاكها روح مثابرة وقلب ينبض بالحياة ومشاعر إنسانية تشاركها الآخرين وضمير يوجه بصيرتها نحو الحق والعدالة ، ولأنها كذلك إستحقت أن تكون مديرة التربية والتعليم للواء الرصيفة .

كان لزاما عليها أن تتعامل مع الجميع وأن تكون على مسافة واحدة منهم ، وعلى الرغم مما قيل ويقال عن تربية لواء الرصيفة من استفحال للشللية والشكل العصابي وبروز ظاهرة المحسوبيات وبدايات تشكل أنوية مافيات ، إلا أنها ناضلت ــ وما زالت ــ ضد كل هذه الأشكال من الفساد وضد كل ما من شأنه الإساءة للتربية والتعليم في لواء الرصيفة .

عام مضى منذ توليها منصبها استطاعت أن تنتهي من ملفات كانت مغلقة وفتحها من المحرمات ، من ملفات مدارس تخوض حربا بين معلمين ومدراء وأهالي إلى ملفات غرف صفية جديدة إلى ملفات ظلم المسؤولين ضد المعلمين إلى ملفات مشاكل الطلبة إلى ملفات الواسطة والمحسوبية إلى ملفات زمر الفاسدين والمفسدين ، ...
ملفات كثيرة تم إغلاقها ولم يكن من مصلحة أي مسؤول فتحها أو التحقق منها بل كان البعض حريصا أن تبقى مغلقة لاستمرارية الظلم والفساد .

( خولة أبو الهيجا ) وحدها ناضلت ضد من سولت له نفسه أن يستغل وظيفته ومنصبه لتحقيق مآرب شخصية ، وناضلت ضد كل من اعتقد أنه فوق الشبهات وفوق المسائلة وضد كل من قتله غروره واعتقد أن المعلمين هم موظفين تحت إمرته ،
لا نستطيع أن ننكر أن هناك بعض الأشخاص الذين يشكلون عبئا على مديرية التربية في لواء الرصيفة ويعتقدون أن مناصبهم تحميهم مما يحفزهم لاستغلال مناصبهم ولم يخطر ببالهم للحظات انهم وضعوا في مناصبهم لخدمة المعلمين والطلاب ،
وحدها ( خولة أبو الهيجا ) حاربت وما تزال كل ما قيل ويقال عن الفساد والتسلط والعنجهية ، تحارب ضد كل ما يحاك حولها من خيوط تحاول سحبها بعيدا عن انسانيتها وضميرها واخلاقها ، تحارب ضد كل من سيعيق المسيرة التربوية وهاهي تتجاوز كل العقول البالية والشخصيات الممجوجة .

أعتقد أنه نادرا ما حاول مدير تربية وتعليم للواء إحداث تغيير إيجابي ملموس على كل من له علاقة بمديرية التربية والتعليم للواء الرصيفة ، إلا أن ( خولة ) تميزت بإحداث هذا التغيير الذي بدأت ملامحه تتشكل بشكل واضح ، وعلى الجميع الالتفاف حولها ومساندتها لتحقيق المزيد من التقدم والتطور في المسيرة التربوية .

وعلى كل من تدار حوله شبهات الفساد واستغلال المنصب وعلى كل من قيل عنهم وعن تسلطهم وغرورهم أن يرتدعوا وأن لا يكونوا حجر عثرة أمام من يريد الإصلاح .
( خولة أبو الهيجا ) فلتبقي كما انت ذات الروح والقلب والمشاعر ، ولتبقى هامتك مرفوعة بوقوف الكثيرين من شرفاء التربية والتعليم حولك ولتعلمي أن هناك الكثير من اخوانك المعلمين الشرفاء يساندونك ويشدوا على يديك ,
ولتستمر مسيرة الإصلاح في مديرية التربية والتعليم للواء الرصيفة .