ذبحتونا:مجلس التعليم العالي حوّل ظاهرة العنف الجامعي إلى كارثة العنف الجامعي

زاد الاردن الاخباري -

تمر اليوم الذكرى السنوية السادسة لانطلاقة الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة “ذبحتونا” ، هذه الحملة التي كرّست جهدها وطاقات شبابها وصباياها للدفاع عن حقوق الطلبة والارتقاء بالعملية التعليمية وكشف كافة المخططات الرسمية لتحويل جامعاتنا إلى مؤسسات استثمارية ربحية بما يحمه هذا المخطط من تدمير لسمعة جامعاتنا ومخرجات التعليم وضرب للدستور والمواثيق الدولية التي تلزم دور الدولة بتوفير التعليم لمواطنيها.

لقد كنا ننوي في هذا البيان طرح رؤيتنا لأهم المعيقات التي تواجه العملية التعليمية في المرحلة القادمة وتوضيح أهم المحطات التي توقفت أمامها الحملة خلال العام الماضي، إلا أن حجم المشاجرات والعنف الذي وقع اليوم في جامعاتنا يلزمنا ان نعطي الأولوية لهذه الظاهرة اتي لم تأل الحملة طوال السنوات الماضية جهداً في العمل على كشفها وطرح المقترحات لحلها والتخلص منها.

إن ما اصطلح على تسميته ب”يوم العنف الجامعي” لهو مؤشر آخر على حجم المأساة التي وصلت إليها جامعاتنا، فها نحن نرى طالباً يقوم بطعن زميله برقبته في منظر يعكس مستوى العنف الذي وصلت له جامعاتنا. وفي “آل البيت” تتحول مشاجرة عشائرية إلى استعراض بإطلاق الأعيرة النارية، أما الطامة الكبرى فكانت في ”مؤتة” حيث وقعت يوم الخميس مشاجرة طلابية ذات أبعاد مناطقية على خلفية انتخابات اتحاد الطلبة التي جرت يوم الأربعاء الماضي، وبدأ طلبة المنطقتين بالتحشيد منذ يوم الخميس ل”معركة الأحد”. وعلى الرغم من علم إدارة الجامعة بهذه الأجواء، إلا أنها وقفت مكتوفة الأيدي بل إن رئيس الجامعة أصر على عدم تعليق الدوام ليوم الأحد دون ان يقدم على خطوة عملية واحدة لمنع وقوع هذه المشاجرة. فكانت النتيجة مشاركة المئات من الأشخاص من الطلبة ومن خارج الجامعة في مشاجرة ضخمة استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة البيضاء إضافة إلى المولوتوف، كما امتدت المشاجرة إلى كلية الكرك.

إننا في الحملة الوطنية من اجل حقوق الطلبة “ذبحتونا” نؤكد على ما يلي:

1_ لا تزال إدارات الجامعات الرسمية تتعاطى مع ملف العنف الجامعي من على قاعدة ردة الفعل وليس الفعل، فالخطوات التي تقوم بها هذه الإدارات لا تتعدى تعليق دوام هنا أو اتخاذ عقوبات بحق مجموعة من الطلبة (يتم بعد فترة زمنية قصيرة الغاء العقوبة عنهم)، فيما تغيب غياباً تاماً أي استراتيجية حقيقية لمواجهة هذه الظاهرة.

2_ إن سياسة وزير التعليم العالي السابق وجيه عويس تجاه العنف الجامعي والمتمثلة ب”نحن كوزير لا علاقة لنا بهذه الظاهرة وهي قضية تخص كل جامعة على حدة”، إضافة إلى سياسات أقرانه السابقين “سياسة النعامة” كانت أحد أهم عوامل تعزيز وتأجيج هذه الظاهرة، بل إن مجلس التعليم العالي بسياسته كان عاملاً رئيسياً في تحويل ظاهرة العنف الجامعي إلى كارثة العنف الجامعي.

3_ إن أي محاولة حكومية لامتصاص غضب الرأي العام هي محاولة مرفوضة إذا لم تقرن بخطة متكاملة لمواجهة ظاهرة العنف الجامعي بعيداً عن فناجين القهوة وتبويس اللحى، كما ان أي مصالحة عشائرية يجب أن تكون بعيدة كل البعد عن العقوبات الأكاديمية بحق الطلبة.

4_ إن أدراج مكتب وزير التعليم العالي مليئة بتوصيات لجان شكلتها الوزارة للبحث في حلول حول ظاهرة العنف الجامعي، إلا أن هذه التوصيات بقيت حبيسة الأدراج لأسباب لا نعلمها حتى هذه اللحظة. وكأن هنالك من هو معني بإبقاء هذه الظاهرة سيفاً مسلطاً على رقاب الطلبة والتعليم العالي.

5_ إن حملة “ذبحتونا” كانت قد عقدت ورش عمل ومؤتمرات حول العنف الجامعي شارك فيها نخبة متميزة من الأكاديميين والمختصين وخرجت بتوصيات تؤكد على أن أول خطوة لحل هذه الظاهرة هو الاعتراف الرسمي بوجودها وخطورتها إضافة إلى تعزيز الحريات الطلابية ورفع مستوى الوعي الطلابي وإعادة النظر في أسس القبول الجامعي وغيرها … الخ.

في الختام نؤكد ونحن نحتفل في الذكرى السادسة لانطلاق “ذبحتونا” على مواصلة النضال دفاعاً عن حقوق الطلبة، ونتوجه بالشكر إلى كافة وسائل الإعلام التي احتضنت الحملة وكان لها الدور الأبرز في تسليط الضوء على القضايا الطلابية.

31/3/2013

الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة “ذبحتونا”