الا في دور الكومبارس الثانوي والغير مهم, فلا فكرة ولا سيناريو ولا حوار, فقط في معركة البناء فهو من يحمل الأثقال والدبش ويعمّر ويقْصُر ويبلّط ويحمل ديكور مسرح الدُمى قبل العرض, وكل هذا طبعا خلف الكواليس, وفي معركة الدفاع فهو من يستشهد وتُقطع أوصاله ويسهر ويرضى بالكفاف ويغني للرشاش والمدفع والكرامة والبطولات والوطن والعبادلة, وفي معركة الديموقراطية فهو أيضا من يَنتخب ولا يَنتخب ويُنتخب ولا يُنتخب ويُناقش تحت القبة ولا يُناقش ويتباطح و"يتصارم" على وزن "يتحاجر" أي يتقاذف الحجارة, ويسحب المسدسات وينام ويصحى ويأكل المكسرات ويأكل البهدلات من بعضه البعض, ويقترح ويشكل اللجان, وفي معركة الإصلاح والفساد والربيع, فهو أيضا من ينقسم على بعضه ويوالي ويعارض ويُبلطج ويتبلطج عليه, وفي النهاية,
يبقى في دور الكومبارس, ويعين عبد الله عبد الله, وتُسدل الستارة.
السيدات والسادة في كل موقع ودور في المسرحية,
بالله عليكم,أما كان بالإمكان خير مما كان؟
نعم, لقد كان بالإمكان خير مما كان, وأوفر وأكثر ترشيدا ورحمة بالموازنة العامة وبأعصابنا البالية. وما دمنا أصبحنا جميعا "قطاريز" عند البنك الدولي ومن يمثله محليا, وعبيدا عند العبيد والجواري المرتزقة والمتأردنين الجدد, مع جنسية ثانية "سبير" بالجيبة, ونتجه بسرعة البرق وبدون كوابح نحو الوطن البديل والكونفيدرالية, فرضا لا طوعا واختيارا, وما دام أن الجميع قد وافق على أن فلسطين لليهود والأردن للجميع, فلماذا كل هذه المصاريف و "قلة الخواص" والتمثيل وتضييع الوقت والزندقة؟
ولماذا مسرحية الإنتخابات البائسة والمكلفة, ولماذا المشاورات الماراثونية من أجل اختيار عبد الله او عبد الله, ولماذا لا نعين النواب أيضا, والفكرة الديموقراطية جدا هذه للباشا عبد الهادي, ولماذا بالله إشغال الشعب بالجانبيات ومباطحة بعضه البعض ما دامت الأمور لدى صُناع أو منفذي القرار واضحة وجلية ولا لبس فيها؟
أعتذر بقوة للشعب الأردني العزيز الكريم الحليم, ولنفسي كجزء من هذا الشعب, ولكن الظلم كبير والحيف أكبر والقهر يُعجز الجبال والوطن تُحدق به الأخطار من كل صوب, ولا وقت لترف الفكر واللسان والمجاملات.
وللسابع فشر نقول: أحسنتم الأداء ومنه لدور البطولة انشاء الله.