الإنتفاضة الثالثة تبدو قريبه

زاد الاردن الاخباري -

زيد فهيم العطاري - تعودنا وعبر السنوات الطويلة التي مرت بها القضية الفلسطينية أن تبدأ الإنتفاضات الفلسطينية وكأنها ردةُ فعلٍ على سلوكٍ من سلوكيات الإحتلال التصعيدية حيث تكون أحدى الممارسات الصهيونية قشةً تقسمُ ظهر البعير, ففي الإنتفاضة الفلسطينية الأولى كان قيامُ شاحنة إسرائيلية بدهس سيارة فلسطينية يستقلها عمالٌ فلسطينيون السبب الرئيسي الذي ادى لإندلاعها وقد سُميت إنتفاضة الحِجارة ذلك لإن السلاح المتاح للفلسطينيين في ذلك الوقت هو الحجارة وقد كانت هذه الإنتفاضة في اواخر ثمنينات القرن الماضي.
أما الإنتفاضة الثانية والتي عُرفت بإنتفاضة الأقصى فقد كان سببها الرئيسي هو زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق اريل شارون للحرم القدسي الشريف واليوم فإن لإستشهاد عرفات جردات الأسير الفلسطيني الذي قضى تحت تعذيب سُلُطات الإحتلال دورٌ كبير في ظهور بوادر إنتفاضة فلسطينية ثالثة خاصةً وان المعطيات التي تشهدها الساحة الفلسطينية تشكلُ بيئةً خصبة لإندلاع هذه الإنتفاضة التي قد تحمل أسم (إنتفاضة للأسرى) في حال إندلاعها.
أن ابرز العوامل التي قد تؤدي إلى شروق شمس إنتفاضةٍ ثالثة هي:-
1- تردي الأوضاع المعيشية والإقتصادية للمواطنين الفلسطينيين والتي تعود إلى الأجرأت الإسرائيلية التي تفرضها قوات الإحتلال وكذلك عدم تقاضي الفلسطينيين لرواتبهم وذلك يعود لعجز السلطة الفلسطينية عند فع هذه الرواتب بسبب عدم وفاء السلطات الإسرائيلية بإلتزاماتها فيما يتعلق بتحويلات الضرائب كما هو متفقٌ عليه بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي, فالأخيرة تستخدم الأموال الفلسطينية كوسيلة للضغط على الجانب الفلسطيني
2- سياسات الإستيطان والتهويد والإعتداءات المتكررة التي يقوم بها الإحتلال على البشر والحجر داخل المدن والبلدات الفلسطينية وخاصةً في مدينة القدس والتي شهدت في الأوزنة الأخيرة ممارسات استفزازية كثيرة وكان ابرزها الفيديو الذي سُرب لفيلمٍ يُظهرُ انهيار قبة الصخرة المشرفة.
3- الجمود الكبير الذي تشهده عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وكذلك جمود عملية المُصالحة الفلسطينية والتي قد يؤدي عدم إكتمالها إلى حالةٍ من الإحباط قد تضع الشارع الفلسطيني أمام خيار الإنتفاضة الشعبية ضد الإحتلال والتي قد يرون فيها السبيل الوحيد لتحقيق الوحدة الفلسطينية.
4- ثورات الربيع العربي والتي كشفت مدى الثِقل الذي تتمتع به الحركة الشعبية في الشارع والتي قد تجعل المواطنيين الفلسطينيين على أتمة الاستعداد من أجل الخروج لمواجهة الإحتلال الصهيوني وبالتالي الضغط على المجتمع الدولي الذي يشهد في الوقت الحالي تغيراً وتبدلاً في موازين قواه تتزامن مع التطورات التي تشهدها الخارطة السياسية للمنطقة والتي قد تؤثر بشكلٍ ايجابي على القضية الفلسطينية وإنتفاضتها الثالثة في حال نشبت.
إذن وفي ظل الظروف العصيبة التي تعيشها القضية الفلسطينية بمختلف جوانبها وفي ضوء المواجهات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية بين المواطنين الفلسطينيين وقوات الإحتلال على خلفية استشهاد الأسير عرفات جرادات يبقى السؤال المطروح هل بدأت بوادر الإنتفاضة الفلسطينية الثالثة أم ان التطورات القادمة لقضية الأسير المُضرب عن الطعام منذ أكثر من 215 يوماً سامر العيساوي ستكون بمثابة القشة التي ستقسم ظهر البعيروستشعل الإنتفاضة ؟؟ في حال استمر الإحتلال في سياسته التعسفيه بحق هذا الأسير الذي هو أحد افراد شعب الجبارين ( الشعب الفلسطيني).