أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الجيش الإسرائيلي: رصدنا أمس إطلاق قذائف من وسط غزة معاريف : هناك رئيس وزراء جديد لاسرائيل اسمه بن غفير إدارة السير تحذر من خطورة هذه المخالفة! إقبال ضعيف على "المزارع السياحية" الفلبين تستدعي دبلوماسيا صينيا على خلفية توتر ببحر الصين الجنوبي امطار يصحبها الرعد تشهدها هذه المناطق اليوم النفط يخسر أكثر من 5% خلال أسبوع إعلام عبري: فقدان إسرائيليين في البحر الميت شهداء وجرحى في قصف الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة ارتفاع عدد المعتقلين باحتجاجات الجامعات الأميركية إعلام عبري: فرنسا اقترحت قمة ثلاثية لتهدئة الجبهة الشمالية خبير: 4.8 دنانير زيادة التضخم المتوقعة لمتقاعدي الضمان نحو نصف الإسرائيليين يعتقدون أن على نتنياهو الاستقالة أسعار الذهب تعاود الارتفاع في الاردن الخميس الخميس .. طقس دافئ وفرصة للأمطار "حماس": الورقة الأخيرة التي وصلتنا أفضل مقترح يقدم لنا الحرب النووية .. 72 دقيقة حتى انهيار العالم اعتراف أسترازينكا يثير المخاوف والتساؤلات في الأردن مغردون يفسرون إصرار نتنياهو على اجتياح رفح ويتوقعون السيناريوهات صدور قانون التخطيط والتعاون الدولي لسنة 2024 في الجريدة الرسمية
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة عمّان "تتحلّل" من عقدة إسقاط بشار...

عمّان "تتحلّل" من عقدة إسقاط بشار الأسد .. !

27-02-2013 02:08 AM

زاد الاردن الاخباري -

بسام البدارين - ما يريده القيصر الروسي من بلد كالأردن واضح ومحدد ويمكن إستنتاجه فالمسألة أولا وأخيرا تتعلق بسورية وموطىء قدم في ساحة كانت دوما مخصصة للنفوذ الأمريكي.

لكن ما تريده عمان من قيصر موسكو وصديقها بوتين قد لا يكون محددا بعد فالعلاقة المتفاعلة بنشاط مع روسيا هذه الأيام أنعشت آمال العاهل الأردني الملك عبدلله الثاني ليس في سياق إنتاج هامش مناورة تكتيكية يصلح للأيام الصعبة ولكن الأهم في إحياء مشروع النووي السلمي الأردني المتعثر.

بوضوح وعلنا أحبطت واشنطن على مدار سبع سنوات طموحات عمان بإنشاء مفاعل نووي أردني للأغراض السلمية حيث طرق صانع القرار الأردني أبواب فرنسا وألمانيا وكوريا وقبلها الولايات المتحدة نفسها وإشتم دوما رائحة شريك السلام الإسرائيلي تضع العراقيل بدعم خلفي من الصديق الأمريكي.

مدير ملف الطاقة الأردني البروفوسور والوزير الأسبق خالد طوقان تحدث علنا وسرا عدة مرات عن المؤامرات الإسرائيلية التي تحاك في الظلام عندما يحاول ورفاقه البحث عن خيارات في مجال الطاقة النووية السلمية، وفي إجتماع تقييمي لمجلس السياسات وهو بمثابة مؤسسة سيادية بعيدة عن الأضواء أتفق أركان الدولة على عدة مسائل مؤخرا كان من بينها تأطير منجزات 'أمنية' حصلت في العراق والتقارب قدر الإمكان من الروس .

اليوم تلقى طوقان توجيها بإعادة تجيهز أوراقه فموسكو قررت 'المساعدة' في مجال النووي السلمي وتم الإتفاق مبدئيا على تدريب 12 عالما أردنيا في مجال الفيزياء النووية.

الأهم هو التسريبات التي أعقبت زيارة الملك عبدلله الثاني الأخيرة لموسكو والتي كان عنوانها الأبرز قصة مصنع السلاح الروسي العملاق في صحراء الأردن.

مصدر التسريب موسكو بطبيعة الحال والأرجح أن المسألة ليست أكثر من بالون إختبار كما يقدر المحلل الإستراتيجي المتابع للإستراتيجية الروسية في المنطقة عامر سبايله لكن السؤال: من يختبر من ولماذا؟

علي العربي المحلل السياسي البارز المقيم في واشنطن قال بأن روسيا من الممكن أن تبني مفاعلا نوويا للأردن حسب ما جاء في لقاء بوتين مع الملك الاسبوع الماضي. فالاردن، بالإضافة إلى دول اخرى، يصنع حالياً بترخيص روسي منذعام 2011 سلاح فردي خفيف مضاد للدبابات RPG32 تحت إسم هاشم.

قصة مصنع السلاح الروسي بالنسبة للكثير من المراقبين لا تعدو كونها جملة تكتيكية تحاول لفت الأنظار لان عمان مستعدة لتغيير بوصلة تحالفاتها بما يتجاوز التفويض الممنوح لها أمريكيا إذا ما أصر الأشقاء والأصدقاء على تجاهل 'محنتها' الإقتصادية وفقا للتعبير الذي يستخدمه رئيس الوزراء عبد الله النسور وهو يتحدث مع أعضاء في البرلمان.

الخبراء في روسيا وهم قلة في مؤسسة النخبة الأردنية عموما يشككون في أن موسكو قد تكون مهتمة فعلا بإقامة مصنع عملاق للسلاح في صحراء أردنية كما يشككون بنفس القدر في أن تستطيع عمان 'بلع' مجازفة من هذا النوع ستغير شكل وهوية تحالفاتها وبوصلتها في المنطقة .

المسألة لذلك مرتبطة بحاجة بعض شركات تصنيع السلاح الروسية لأسواق جديدة ومحطة ترانزيت تساعد في نقل بضاعتها لإفريقيا مثلا أو لدول في الجوار الأردني مقابل عمولات ونشاط تجاري. عمليا التعاون في مجال تصنيع السلاح بين عمان وموسكو ليس حديثا فعبر مؤسسة أردنية متخصصة بالصناعة العسكرية تحظى بالعناية في عمان وقعت إتفاقيات لتطوير قاذفات قنابل وأسلحة رشاشة من الطراز الخفيف وقذائف آر .بي جي مع أسلحة فردية خفيفة مضادة للدروع والدبابات تحمل إسما أردنيا 'هاشم'.

هنا حصريا تتوافق الأوساط النخبوية الأردنية على أن قصة المصنع قد لا تكون أكثر من بالون إختبار للروس يتعلق بمقدار إقترابها من منطقة حساسة تدين بالولاء الكامل لواشنطن..بالنسبة للأردنيين المسألة تختلف وهي لا تتجاوز رسالة سياسية فيها قدر محدود جدا من المناكفة وسعي للفت الأنظار خصوصا في ظل الإتهام الرسمي المباشر لواشنطن بالإصرار على تجاهل التحديات المالية التي تواجهها الخزينة الأردنية.

لكن عمان بكل الأحوال ليست بموقع يؤهلها للعب بين الكبار على أساس مناكفات من هذا النوع، الأمر الذي يرجح أن مسألة مصنع السلاح ولقاء بوتين ـ العاهل الأردني وما أعقبهما وسيعقبهما ليس أكثر من مناورة تكتيكية من كل الأطراف في سياق تفاهمات ضمنية بين واشنطن وموسكوعلى تقاسم جديد لخارطة النفوذ في المنطقة بهدوء ودون صدام أو مواجهات كما يرى سبايله.

التحالف الروسي مع نظام الرئيس بشار الأسد عزز نفوذ موسكو في عمق منطقة الشرق الأوساط التي تدين بالولاء بالعادة للأمريكيين وإستمرار عملية 'تغذية' الحضور الإقليمي تطلب تقديم 'جزرة' روسية للأردن خصوصا وان عمان تتحرر بنعومة وبوضوح من سيناريو التخاصم مع نظام بشار الأسد أو إسقاط نظامه وخيارات الثورة السورية والحركات الإسلامية والجهادية.

لكن هذه العملية تمأسست على تفاهم محدد الملامح بين موسكو وواشنطن على خلفية الملف السوري مما يعني ضمنيا بأن الحراك الروسي في المنطقة من حيث المبدأ لا يجد معارضة أمريكية حقيقية لأسباب متعددة ومفهومة، الأمر الذي أنتج ثغرة يمكن أن يدخل اللعبة من خلالها اللاعب الأردني على أن يلعب بطريقة مأمونة ودون مراوغات أو إنقلابات وفي إطار السماح له بالبحث عن مصالحه الحيوية ليس أكثر ولا أقل.

على هذا الأساس يمكن قراءة تسريبة المصنع الروسي المشار إليها وعليه يمكن فهم المناورة الأردنية فعمان تبحث عن حقها في حصة طبيعية على هامش التقاسم الأكبر الهادىء والناعم للنفوذ في المنطقة بين الروس والأمريكيين والذي بدأ عمليا من سورية وسينتهي بالأردن والعراق والسعودية وسيصل إلى محطة إسرائيل على الأرجح.

القدس العربي





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع