زاد الاردن الاخباري -
بقلم: داليا العفيفي
تابعت عن كثب مسلسل المصالحة مثل المواطنين الفلسطينيين عامة والغزيين خاصة استناداً إلى مقدار ضررهم وتضررهم جراء استمرار حالة التشرذم والإنقسام الذى بدأ منذ منتصف حزيران 2007 حتى يومنا هذا ، فى كل مرة كنا نتفاءل ونضع الأمل فى وجه الخالق لننتظر ظهور ما يشرح الصدور من الامنيات القادمة علينا لعل وعسى أن يهدى الله قيادتنا في فك أسر هذا الشعب وإعادته للحياة من جديد.
لكن ما اتضح لنا فى هذه الخطوات طويلة المدى وتحديداً ما جرى خلال الأيام القليلة الماضية أن القيادات الفلسطينية / - " الحمساوية " ، ( الفتحاوية ) - لاتريد مصالحة إنما ما ترغب به هو إدارة الإنقسام وهو المصطلح الجديد والمستجد الذى ولد من رحم المصالحة المنشودة ليصبح البديل الاجرائي عنها لتأمين شكل ومظهر القيادة الفلسطينية أمام العالم الخارجى ويخفف الحرج عنها ، بحيث يخرجون بمظهر وحدوى موحد خارج حدود الوطن ولا يهم كثيراً شعور المواطن وما وقع عليه من ضرر وأضرار مادية وبشرية ومعنوية .
رغم أن الواقع الخفى لهذه القيادات يتحدث عن لقاءات ومقابلات ومجاملات ومشاركة في الأفراح والأحزان بين البعض منهم خلف الكواليس ، أما مايظهر أمام المواطن هو فقط صراع وتصارع ديوك وتغريدات وتلحينات وهرولات وراء المصالحة الفلسطينية بحيث يكسب كلا منهما الشعب لصالحه ويخرج أمامه بمظهر الحزب الوحيد الذى يرغب فى تحقيق طموح وحلم ورغبة هذا المواطن المغلوب على أمره !!!
فما أن يلتقى الديوك داخل قاعة واحدة ويطرحون الملف سرعان ماتبدأ المشاجرات بالعودة إلى نقطة الصفر ، ليخرج كلا الطرفين بإلقاء التهم على الآخر بتخريبها وإفشالها !!!
فهذا ما أكدته جميع تصريحات القيادات / - " حماس " ، ( فتح ) - ، حيث يخرجون علينا ليغردوا خارج السرب بمفاهيم وأيدلوجيات عمومية وشمولية عقيمة / - لا تسمن ولا تغنى من جوع - ، دون اللجوء والخوض فى التفاصيل الهامة للقضايا الاساسية للمواطن والكشف عن حقيقة النقاط المتفق والمختلف عليها وكيفية وضع وتنفيذ حلولها العملية التى تستجيب للتطلعات والمصالح العامة ، كما يمتنعون عن الحديث بمضمون الملف السياسى من ناحية الاجراءات والمفاهيم والاستحقاقات على كل الصعد مثل مستقبل منظمة التحرير الفلسطينية والشراكة والتعددية السياسية ، الالتزام بالاتفاقيات التى وقعتها المنظمة ، الذهاب إلى انتخابات المنظمة والسلطة ، إضافة إلى الملفات الأمنية وإعادة بناء الأجهزة بتفاصيلها والعقيدة الأمنية للمؤسسة وفلسفة عملها وما يتصل بالجماعات والتشكيلات المسلحة على الارض بما تمثله من قوة إكراه خارج نطاق السيطرة والسلطة الشرعية .
الأهم والأشد حساسية للمواطن هو ملف المصالحة الاجتماعية والمقصود بها آلية إصلاح ما تضرر سواء بشريا أو ماليا أو معنويا خلال سنوات الإنقلاب الحمساوى على السلطة الشرعية .
كذلك بالنسبة للملف الإدارى وكيفية إعادة توحيد مؤسسات السلطة من وزارات وهيئات مدنية تابعة لها من الناحية الهيكلية ومتطلبات الكادر البشري في طرفي المعادلة بما يترتب عليه من إلتزامات وظيفية ومالية.
حقيقة كنا نتمنى أن تثبت القيادة - " حماس " ، ( فتح ) - صدق نواياها فى إنهاء حالة التشرذم الشديدة والطويلة التى عاشها ويعيشها شعبنا من خلال الخوض فى هذه النقاط وشرح وتوضيح كيفية التوصل للمصالحة والسبل لحل كافة العقبات للإجابة على كافة الأٍسئلة المتشعبة والخارجة عن حالة الكتمان والضياع والسرية الموجهة التى يحاصرنا بها قادتنا لتضليل الشعب وخداعه ، لكن من الواضح أن الطرفين قد اتفقا على الشعب ، ليبقى الحال على ما هو عليه تحت شعار المحاصصة التى تمثل الخيار الأفضل لهم جميعا / - بعيدا عن المواطن – إضافة إلى الوحدة الشكلية أمام المجتمع الخارجى بعدما أًصبح يرفض كلا منهما بحجة تجزئتهم وانقسام الجسم الفلسطينى .
فهل حقا صدق محمود الزهار عندما خرج علينا ووعد بقطع يده فى حال تحققت المصالحة في ظل وجود عباس وزلم رام الله على حد زعمه ،، أم أن الزهار يدرك مسبقا أن حماس لا تريد المصالحة أصلا وستظل تمارس كل أشكال المناورة والمداورة بهدف كسب الوقت لتكريس مكتسباتها الحزبية وتعزيز سلطة الانقلاب في غزة ؟ !!!!