زاد الاردن الاخباري -
بقلم:عريب الخطيب
تعرف القسوة بأنها الغلظ والصلابة والشدة في التعامل مع الاشياء والأمور,وتظهر القسوة في مواقف حياتية كثيرة عند من يمتلكون قلوبا جامدة غير رحيمة ,فكثيرا ما نعطي للاخرين دون أن ننتظر منهم أي مقابل..لكننا وفي لحظات ضعف نمر بها ,نحتاجهم ولكنهم ولقسوة قلوبهم ولفقدانهم معنى العطاء والمحبة نجدهم وبقسوة ودون أدنى تقدير يخذلوننا متنكرين لشهامتنا ومواقفنا الطيبة لهم.
ما أصعب أن يجد الانسان نفسه تعيش في غربة المكان والنفس معا,وسط الناس وبين من نحترم ونقدر,وفي النهاية نكتشف اننا لسنا بينهم ولسنا معهم.
وما أصعب أن يخيب أملنا اولئك الذين راهنا عليهم يوما ما لاعتقادنا ان شهامتهم تفوق كل التصورات لنجدهم جاحدي لأي معنى من معاني الانسانية..ناكرين للمواقف الجميلة وذلك لانهم يحملون بين أضلعهم قلوبا قاسية لا مكان فيها للمعاني الانسانية والراقية.
لا أحد منا لم يذق طعم القسوة أو لم يشعر بها,فغالبيتنا تعرضنا لمواقف في الحياة بأختلاف شدتها,شعرنا من خلالها بقسوة الزمن وقسوة من تسبب بألمنا,فكم من أسرة تشتت بسبب قسوة أحد أفرادها على الاخر..وكم سمعنا عن أرباب أسر طغوا على أولادهم بانفعالاتهم وعصبيتهم وعدم تحكمهم بغضبهم وتسببوا بتدمير اسرهم واولادهم بسبب قلوبهم القاسية التي لا تعرف للعاطفة واللين والرحمة أي معنى.
وكم من مسؤول يعتلى أعلى المناصب ويبني علاقات اجتماعية يستغلها لمصلحته الشخصية ليخدم أحبائه وأقربائه راميا بعرض الحائط مبادئ العدل والمساواة بين المواطنين فيقسو على الاخرين ويغرس الحقد والعداء في أنفسهم..ذلك من تبهرهه المناصب فيتعالى على كل القيم الانسانية والاخلاقية الرائعه في الحياة ,لن يجني الا قلبا قاسيا يبعده عن الناس...وكم من قلوب قاسية تعيش بيننا مقنعة بابتسامة مصطنعه تنقشع يوما فتظهر حقيقة قلوبهم وينكشف زيفها,وكم من أصدقاء نتقاسم معهم همومنا وأفراحنا وفي ظرف معين يفاجئونا بكذبهم وقسوة قلوبهم.
وكم من ابن يقسو على والدية فيتنكر لهم ويدير ظهره عنهم في وقت يكونون بأمس الحاجة له وذلك ليرضي رغباته وأناس يعنون له أكثر منهم للأسف....ما أصعب قسوة الاحزان والألم التي تسببها تلك القلوب القاسية...فالقلوب مزارع علينا أن نزرع فيها طيب الاخلاق فانه حتى لو لم ينبت كله,ينبت بعضه...ليكون جزءا كافيا يساعد في أن تخلو القلوب من القسوة التي تسبب ألما للاخرين.
الى اولئك الذين طغت على حياتهم الماديات وحب المراكز وكثرت لديهم المطامع والرغبات فقست قلوبهم...تذكروا أن الحياة تمضي مسرعة وحتما سيأتي اليوم الذي ينتهي فيه الوجود الانساني فتنطفئ نجوم الليل وتتوقف مياه البحر وسنقف بين يدي العزيز الغفار..اغسلوا قلوبكم بالمطروأزيلوا القسوة والحقد منها..ما أنتم الا بشر تتعاملون مع بشر مثلكم ..ولنتذكر جميعا أن قسوة القلوب ما هي الا عقوبة للانسان كما يقول ابن القيم الجوزية رحمه الله:"ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله."
ولنتذكر دائما كلام الله تعالى"ان أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وان أسأتم فلها."