يوميات مواطن أردني مع "الإنتخابات" .. "أمل حياتي "
زاد الاردن الاخباري -
خاص - محرر الشؤون المحلية - مع بدء الترشح والعد التنازلي للدعاية الانتخابية ، تطفو على السطح ظاهرة "الوعود" التي ما انفكت تلامس الخيال أكثر من الواقع ، فالمشاهد المتكررة للدعاية الانتخابية في السنوات الماضية مترسبة في ذهن المواطن الأردني ، حيث الاستثمار في فتح المشاريع للقضاء على البطالة،والمساهمة في رفع مظلة الضمان الاجتماعي ، العمل على رفع سقف الدخول الشهرية ، دراسة قانون المالكين والمستأجرين وغيرها من الوعود أو كما يطلقونها "البيانات" الرنانة .
المواطن أصبح "محللا " من الدرجة الأولى على ضوء السنوات السابقة، فقد انتخب مرشحا فأصبح نائبا ولم يجد ذلك المواطن ضالته من الوعود ، فقد أصبح النائب يغلق هاتفه ، أو يتغيب عن اجتماع أهالي منطقته ، او أنه لا يذهب لصلاة الجمعة تخوفا من سماع مطالبات أهالي دائرته حيث انتقوه على ضوء وعوده " الصادقة " ، أو أنه يقول بأنه في اجتماع في وزارة ةما لبحث مطالبهم والحقيقة أنه يتابع مسلسل "ضيعة ضايعة " حيث يقارن بين منطقته وبين "ضيعة " ذلك المسلسل فلا يجد فروقات كبيرة وما أن يغلق الهاتف حتى يقول "شو الي جابرني أوجع راسي مش عارف " ويغني في نفسه " غلطة وندمان عليها " .
الصورة متكررة باستمرار والمواطن يبدأ بإثارة تساؤلاته المغموسة بالاستهجان ، ويقول "أبح صوتي وأشرب زنجبيل أحسن من أصوت لواحد يشربني الويل " ، وهنا تبدأ أطلاق العيارات عذرا "العبارات" النارية والشتم فيغني لتلك الوعود البراقة كما غنى كاظم الساهر " أكرهها وأشتهي الصدق بها".
فيا نائب الوطن أو "نائما في الوطن " لا يهم أيهما الأصح المهم أن تثبت العكس إن كنت نائبا أو نائما ولا نريد أن نغني "أمل حياتي " على طريقة الشعب الأردني بل نريد أن نغنيها كما غنتها كوكب الشرق "أم كلثوم" .