لبنان: شهيدان و5 جرحى في غارتين إسرائيليتين
موافقة على إصدار عملة تذكارية برونزية بمناسبة تأهل "النشامى" إلى كأس العالم
بالأسماء .. إرادة ملكية بالموافقة على تعيين وترفيع وإحالة موظفين حكوميين للتقاعد
الأردن .. صدور نظام ترخيص مزودي خدمات الأصول الافتراضية
الأردن .. التلهوني: توسيع الاختصاص المكاني لكاتب العدل ليشمل جميع المحافظات
صدور تعليمات صرف الدواء ونقله عن بُعد لسنة 2025 في الجريدة الرسمية
إرادات ملكية بالمومني والزغول وجبران وقاسم وسمارة
لجنة فلسطين النيابية: استهداف الأونروا واقتحام حائط البراق تصعيد خطير وانتهاك صارخ للقانون الدولي
تأخير دوام المدارس في الشوبك الأربعاء بسبب الأحوال الجوية
ديمبيلي يتوج بجائزة "The Best" لأفضل لاعب في العالم لعام 2025 من الفيفا
رئيس مجلس الأعيان يدعو المجلس للانعقاد الخميس المقبل
عنصران من حزب الله في قفص الاتهام البريطاني
السعودية تفوز برئاسة اتحاد إذاعات الدول العربية
أبو غزالة: لا أجد مبرراً للتعطيل يوم مباراة الأردن مع المغرب الخميس
برميل النفط الأميركي دون الـ55 دولارا لأول مرة منذ 2021
تحذير أممي من تراجع أولوية إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
كأس أفريقيا .. الحاسوب الإحصائي يرجّح كفة الأسود
إشهار كتاب الكلمة والقرار: حين اختار الأمن أن يُصغي للعقيد المتقاعد الخطيب
تأخير دوام طلبة مدارس الطفيلة غدا إلى الساعة العاشرة الأربعاء
زاد الاردن الاخباري -
قد يبدو المشهد مألوفًا: هاتف المراهق لا يفارق يده، لكنه يصمت تمامًا حين يرن. يتفاعل عبر التطبيقات، ويرد على عشرات الرسائل، لكنه يتجنب المكالمات الصوتية. هذا السلوك، الذي يثير استغراب الأجيال الأكبر سنًا، ليس مجرد لامبالاة رقمية، بل انعكاس لتحولات نفسية واجتماعية عميقة يعيشها جيل "زد"، الذي نشأ في قلب العالم الرقمي.
لغة جديدة للتواصل.. أساسها "التحكم"
بالنسبة لجيل "زد" (مواليد منتصف التسعينيات حتى مطلع الألفية)، لم تعد المكالمة الصوتية الوسيلة الأساسية للتواصل، بل أصبحت استثناءً للحالات الطارئة.
وسائل التواصل الطبيعية لديهم تشمل: الرسائل النصية، التسجيلات الصوتية القصيرة، ومحادثات التطبيقات.
السبب الجوهري يكمن في الرغبة بالتحكم الكامل في التفاعل. فالرسائل تمنح مساحة آمنة للتفكير، والكتابة، والتعديل، والحذف، وتأجيل الرد.
في المقابل، المكالمة الهاتفية تتطلب استجابة فورية وعفوية، وهو ما يمثل عبئًا نفسيًا في عالم يعيشه المراهقون تحت ضغط الصورة الاجتماعية والخوف من الحكم عليهم.
التحليل النفسي: "فوبيا الهاتف" شكل من أشكال الرهاب الاجتماعي
توضح الدكتورة سحر طلعت، المتخصصة في علاج الصدمات النفسية، أن ظاهرة الخوف من المكالمات هي في جوهرها أحد أشكال الرهاب الاجتماعي. وتقول:
"يشعر المصاب بأن وجوده في موقف تواصلي مباشر يعرضه للحكم أو النقد من الآخرين، فيميل إلى العزلة وتقليص تواصله إلى الحد الأدنى"
وتضيف أن البيئة الرقمية ساعدت على نمو هذه الفوبيا، حيث يفضل المصابون بها الكتابة خوفًا من الخطأ أو الظهور بصورة غير مناسبة أمام الآخرين.
بين السيطرة والخوف من العفوية
ترى الدكتورة سحر أن جيل "زد" نشأ في بيئة رقمية تزيد من حساسيته تجاه صورته أمام الآخرين.
وسائل التواصل الاجتماعي خلقت واقعًا من المقارنة المستمرة والقلق النفسي، ما عزز شعورًا بالنقص.
الرسائل تمنح "شعورًا بالتحكم" والأمان، بينما المكالمات الهاتفية قد تأتي بمفاجآت غير متوقعة.
لكنها تحذر من أن هذا السلوك، رغم الراحة المؤقتة، يعزز العزلة ويضعف الروابط الإنسانية، فدفء الصوت البشري لا يمكن للرموز التعبيرية أن تعوضه.
آداب رقمية جديدة: هل أصبح الاتصال المفاجئ "وقاحة"؟
ما يبدو للأجيال الأكبر سنًا جفاءً، هو بالنسبة لجيل "زد" قواعد لياقة رقمية جديدة.
فالرسائل مثل: "هل عندك وقت للمكالمة؟" أصبحت علامة احترام للخصوصية.
الاتصال المفاجئ يُعتبر اقتحامًا لمساحة شخصية، وتحقيقًا للضغط النفسي على المراهق.
وتقول زهرة شلبي، فتاة تبلغ 16 عامًا: "أحيانًا أترك الهاتف على الوضع الصامت فقط لأحصل على بعض السلام".
نصائح للأهل ومن يعاني من الفوبيا
تنصح الدكتورة سحر الأهالي بعدم الضغط على أبنائهم، فالأمر انعكاس طبيعي لعصر سريع التغير.
ولمن يعاني من الخوف، تقترح البدء بخطوات صغيرة، مثل إجراء مكالمة قصيرة مع شخص يشعر بالراحة معه، وممارسة تمارين التنفس قبل الرد.
وتختتم قائلة: "في زمن السرعة والتشتت، علينا أن نتذكر أن الصوت البشري يذكرنا بأننا بشر قبل أن نكون مستخدمين لتطبيقات"، مشيرة إلى أهمية إعادة التواصل الصوتي تدريجيًا لتعزيز الروابط الإنسانية.