عدوى معوية واسعة الانتشار تُعرف بالتهاب المعدة الفيروسي، تسبّب أعراضًا تشمل الإسهال، والحمى، وتُعد خطيرة على الرضع والمسنين وذوي المناعة الضعيفة.

أوضح تقرير طبي شامل طبيعة التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي، وهو مرض معدٍ يُصيب الجهاز الهضمي نتيجة عدوى فيروسية، ويؤدي إلى أعراض تشمل الإسهال المائي، تقلصات المعدة، الغثيان أو القيء، وأحيانًا ارتفاع درجة الحرارة.

يُطلق عليه خطأً اسم "إنفلونزا المعدة"، إلا أنه يختلف تمامًا عن الإنفلونزا التنفسية، حيث يستهدف الأمعاء بدلًا من الجهاز التنفسي. وتبدأ الأعراض غالبًا بعد يوم إلى ثلاثة أيام من الإصابة، وتستمر عادة من يومين إلى 14 يومًا، بحسب طبيعة الفيروس وشدة العدوى.

ما هو التهاب المعدة الفيروسي؟
ينتقل هذا النوع من العدوى في الغالب عن طريق التلامس المباشر مع شخص مصاب، أو من خلال تناول أطعمة أو مشروبات ملوثة، أو لمس أسطح ملوثة بالفيروس. لا يوجد علاج نوعي مباشر لهذا المرض، بل يعتمد الشفاء غالبًا على قوة الجسم وقدرته على مقاومة الفيروس، لذلك تُعد الوقاية أمرًا أساسيًا. ومن أبرز طرق الوقاية غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون، وتجنب تناول طعام أو شراب من مصادر غير موثوقة.

وعلى الرغم من بساطة الأعراض لدى معظم الأشخاص الأصحاء، إلا أن الرضع، وكبار السن، والأشخاص المصابين بضعف في جهاز المناعة، يكونون أكثر عرضة لمضاعفات خطيرة، أبرزها الجفاف الحاد، الذي قد يتطلب التدخل الطبي السريع أو حتى دخول المستشفى لتلقي السوائل عن طريق الوريد.

أعراض تستلزم زيارة الطبيب
تشمل العلامات التحذيرية التي تستدعي زيارة الطبيب للبالغين: عدم القدرة على الاحتفاظ بالسوائل لمدة 24 ساعة، استمرار القيء أو الإسهال لأكثر من يومين، وجود دم في القيء أو البراز، أعراض الجفاف، ارتفاع الحرارة الشديد، أو ألم حاد في المعدة.

أما بالنسبة للأطفال، فترتفع درجة الخطورة عند ظهور حمى تصل إلى 38.9 درجة مئوية أو أكثر، أو إذا بدوا في حالة من الخمول أو الانزعاج الشديد، أو ظهرت علامات الجفاف، مثل قلة التبول أو بكاء دون دموع أو جفاف الفم.

الرضع بحاجة إلى مراقبة دقيقة، حيث تختلف حالات القيء الخطير عن الارتجاع الطبيعي (القشط)، ويجب مراجعة الطبيب في حال تكرر القيء، عدم تبليل الحفاض لأكثر من 6 ساعات، وجود براز دموي، أو ظهور علامات خمول غير معتادة.

التهاب المعدة الفيروسي

سبب الإصابة بالتهاب المعدة الفيروسي
تحدث العدوى بسبب عدة فيروسات شائعة، أبرزها:

فيروس نورو: المسؤول الرئيسي عن العدوى المنقولة عبر الطعام عالميًا، ويصيب جميع الأعمار، ويزداد انتشاره في الأماكن المغلقة.
فيروس روتا: الأكثر شيوعًا لدى الأطفال، ويمكن أن يصاب به البالغون دون ظهور أعراض، لكنه يبقى معديًا. تتوفر لقاحات فعالة ضده في عدد من الدول مثل الولايات المتحدة.
من طرق العدوى الأخرى: تناول المحار النيئ أو المأكولات البحرية غير المطهية جيدًا، شرب المياه الملوثة، أو التلامس غير المباشر مع أدوات أو أسطح ملوثة.

عوامل تزيد من فرص الإصابة بالتهاب المعدة الفيروسي
توجد عدة عوامل تزيد من احتمال الإصابة، مثل: وجود الأطفال في دور الحضانة أو المدارس، كبار السن في دور الرعاية، الطلاب في مساكن جماعية، وضعف المناعة بسبب أمراض مزمنة أو علاجات كالعلاج الكيميائي.

ويزداد نشاط هذه الفيروسات غالبًا في فصلي الشتاء والربيع، خصوصًا في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.

الجفاف هو المضاعف الأكثر شيوعًا وخطورة، إذ يؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من السوائل والأملاح الأساسية، وقد يتطلب العلاج الوريدي، خاصة لدى الرضع وكبار السن.

كيفية الوقاية من التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي
للوقاية من التهاب المعدة الفيروسي يُنصح بما يلي:

إعطاء الأطفال لقاح فيروس روتا حيثما يتوفر.
غسل اليدين بانتظام بعد استخدام المرحاض، تغيير الحفاضات، أو قبل تحضير الطعام.
عدم مشاركة أدوات الطعام أو المناشف مع الآخرين.
تنظيف الفواكه والخضروات جيدًا وتعقيم الأسطح المستخدمة في الطهي.
تجنب تحضير الطعام أثناء الإصابة بالمرض.
تطهير الأسطح الصلبة بمحلول مخفف من الكلور عند وجود مصاب في المنزل.
ارتداء قفازات عند التعامل مع غسيل المصاب واستخدام الماء الساخن في تنظيفه.
التأكد من سلامة مراكز رعاية الأطفال واتباعها معايير النظافة.

كما يُوصى باتخاذ احتياطات إضافية عند السفر، خاصة إلى مناطق يُحتمل فيها وجود تلوث، مثل شرب مياه معبأة، تجنب مكعبات الثلج، الامتناع عن الأطعمة النيئة أو غير المطهية جيدًا، واستخدام المياه المعبأة حتى في تنظيف الأسنان.

وفي ظل عدم وجود علاج نوعي للمرض، تبقى الوقاية السلاح الأهم، لا سيما في الأوساط المكتظة أو بين الفئات ذات المناعة الضعيفة.