أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأرصاد : أجواء باردة تسود المملكة وتحذيرات من الصقيع ولي العهد للنشامى: رفعتم معنويات الأردن وأبدعتم… وفخورون بكم خطوة بخطوة الاتحاد الآسيوي: الرؤوس مرفوعة يا نشامى رسميا .. فيفا يعلن تقاسم السعودية والإمارات المركز الثالث في كأس العرب الأمن العام للاردنيين : مدافئ الشموسة أداة قتل داخل منازلكم - صور السلامي: لا يمكن مؤاخذة أبو ليلى أو غيره على الأخطاء النشامى ينالون 6 ملايين و80 ألف دولار جائزة وصافة كأس العرب 2025 مسؤول روسي: الأسد حصل على لجوء إنساني ولن نُسلِّمه إشادات عربية واسعة بإنجاز النشامى التاريخي في كأس العرب 2025 الإعلامي الأردني لطفي الزعبي يتحدث عن أداء حكم نهائي كأس العرب وزير الاتصال الحكومي يشيد بأداء النشامى في بطولة كأس العرب 2025 فيديو - سلامي: ولي العهد أبلغني أن الملك سيمنحني الجنسية الأردنية البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب الصفدي للنشامى: كفيتوا ووفيتوا ميسي ويامال وجهاً لوجه في قطر ولي العهد يتوج علي علوان بلقب هداف كأس العرب 2025 رئيس الوزراء للنشامى: أنتم رائعون ومبدعون وصنعتم أجمل نهائي عربي الفايز : نشعر بالفخر والاعتزاز بما حققه منتخب النشامى في بطولة كأس العرب الملكة: فخورون بالنشامى، أداء مميز طوال البطولة! السفارة الصينية بعمان: إنجاز تاريخي للأردن .. أبدعتو
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام حين تصبح غزة هي الذئب: إسقاط قصة ليلى والذئب...

حين تصبح غزة هي الذئب: إسقاط قصة ليلى والذئب على الرواية الإسرائيلية

07-08-2025 08:54 AM

بقلم: المحامي محمد عيد الزعبي - في أدبيات الطفولة، تُروى قصة "ليلى والذئب" بوصفها درسًا في الحذر والانتباه. ليلى، الفتاة البريئة، تواجه ذئبًا شريرًا في الغابة. الذئب يبتلع جدتها، ثم يتنكر ليفترسها. وتنتهي القصة بإدانة الذئب، وتصفيق الجمهور لليلى الناجية.
لكن إذا دققنا في هذه الحكاية من زاوية الإعلام والسياسة، سنكتشف أنها لا تختلف كثيرًا عن الرواية الإسرائيلية لما يحدث في غزة: رواية أحادية الصوت، موجهة بعناية، تحوّل الجلاد إلى ضحية، والضحية إلى "ذئب" يستحق الإبادة.

كيف تبني إسرائيل روايتها؟

منذ بدء العدوان الأخير، نشطت ماكينة الدعاية الإسرائيلية بكامل قوتها لتقديم إسرائيل في دور "ليلى" التي تواجه "ذئبًا" فلسطينيًا مسعورًا.
عناوين الصحف الغربية تعج بالكلمات ذاتها: "إرهاب"، "خطف"، "خطر وجودي"، "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس".
ولا كلمة واحدة عن الاحتلال. لا جملة عن الحصار. لا ذكر للقتل الجماعي، أو القصف العشوائي، أو البيوت التي تُهدم على رؤوس أصحابها.

يتم تسويق الرواية الإسرائيلية بلغة عاطفية حادة، تستخدم صور الأطفال الإسرائيليين في الملاجئ، وتُهمّش – عن قصد – صور الأطفال الفلسطينيين تحت الركام.
فجأة، تُمحى فلسطين من الذاكرة الإعلامية، وتُستبدل بسردية مزيفة حيث ليلى تئن والذئب يزأر، والحقيقة تُدفن تحت أنقاض العدالة المفقودة.

غزة في مرآة حقوق الإنسان

من منظور حقوق الإنسان، فإن ما يجري في غزة ليس معركة بين طرفين متكافئين، بل جريمة مستمرة يرتكبها الاحتلال بحق سكان مدنيين، تحت أعين عالم أصمّ وأعمى.

الحق في الحياة: وفقًا للمادة 6 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، "الحق في الحياة حق ملازم لكل إنسان"، ومع ذلك، فإن الأطفال في غزة يُقتلون بالعشرات يوميًا، بقنابل ذكية وغارات عمياء، دون تمييز بين مسلح ومدني.

الحق في السكن والمأوى: عشرات آلاف البيوت دُمّرت بالكامل، وتم تهجير سكانها قسرًا. أليست هذه جريمة تهجير جماعي يُعاقب عليها القانون الدولي؟

الحق في الرعاية الصحية: المستشفيات تُقصف، سيارات الإسعاف تُستهدف، والكوادر الطبية تُقتل أثناء تأدية عملها. كل هذا يجري في انتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف، التي تكفل حماية المدنيين ومرافقهم الحيوية أثناء النزاعات.

الحق في الوصول إلى المياه والغذاء: الحصار المستمر منذ 18 عامًا حول غزة إلى سجن مفتوح. يُمنع إدخال الغذاء والدواء والكهرباء، ويُعاقَب الشعب كله بشكل جماعي، وهذا بحد ذاته جريمة حرب.


الكارثة الإعلامية: حين تُطمس الرواية الحقيقية

الإعلام الغربي، الذي يفترض به أن يكون رقيبًا على انتهاكات حقوق الإنسان، تحوّل إلى متواطئ – بالصمت أو بالتحريف.
تُمارس ازدواجية مقيتة: فحين يُقتل مدني إسرائيلي، يُستدعى مجلس الأمن.
أما حين يُقتل 100 طفل فلسطيني، يُوضع الأمر في خانة "الضرر الجانبي".

لا يُسمح لصوت غزة أن يُسمع. حتى منظمات حقوق الإنسان، حين تصرخ، يتم اتهامها بـ"الانحياز"، وكأن الدفاع عن الضحية جريمة، ومحاسبة القاتل فعل غير أخلاقي!

غزة ليست الذئب... بل الجدة

الصدمة الحقيقية في هذا الإسقاط أن غزة ليست حتى الذئب كما تروّج إسرائيل... بل هي "الجدة" التي اقتُحم بيتها، وسُلبت حياتها، ثم تنكر الجاني بثيابها ليواصل التهام البقية.
الذئب الحقيقي هو من يملك طائرات الـF-16، من يتحكم في المعابر، من يقرر من يعيش ومن يموت، ومن يستجلب تعاطف العالم كلما تظاهر بالخوف، بينما يذبح شعبًا كاملًا خلف الكواليس.

الختام

من العار أن يكرر العالم نفس الحكاية، من نفس الزاوية، في كل عدوان.
من المخجل أن يُحاسب من يقاوم على وجوده، ويُبرَّأ من يحتل ويقتل ويهدم.
ومن المحزن أن يُمنع صوت "الذئب" – أو ما يُظن أنه الذئب – من أن يروي حكايته للعالم، ولو لمرة واحدة.

لقد آن الأوان لأن يُعاد سرد الحكاية... لا من فم ليلى، بل من فم الجدة التي نُهشت، ومن صوت الذئب الذي ربما لم يكن يومًا مجرمًا، بل فقط... كان يدافع عن غابته.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع