آثار سلبية محتملة على سوق العمل بعد وقف إعفاءات السوريين
فريق مكافحة الإرهاب المائي يحصد لقب “المحارب المائي” في ختام منافسات الكتيبة الخاصة/71
عشيرة أبو سنيمة تنشر صور أبنائها الذين قتلوا أبو شباب - بيان
(خضرجي) يقتل أجيره في الأزرق .. جريمة مروعة وقعت صباح اليوم - تفاصيل
تعديل المرحلة الثانية من خطة ترمب .. هل ينقذ وقف النار بغزة؟
البكار : 6 آلاف عاملة هربت من منازل الأردنيين
الأردن .. القضاة: 284 ألف زائر لمهرجان الزيتون الوطني حتى الخميس
يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته
الاستراتيجيات الأردني يصدر تقريراً عن فرص الاستثمار في الاقتصادات الآسيوية
زعيم الطائفة الدرزية في (إسرائيل) ينتقد حماية ترمب للشرع
النشامى يترقبون قرعة كأس العالم 2026 في أول مشاركة تاريخية للمونديال
قصف إسرائيلي على ريفي درعا والقنيطرة في سورية
نقيب المقاولين: طرح الثقة بمجلس النقابة "غير قانوني" في اجتماع السبت
هيئة النزاهة: استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد
الرئيس اللبناني: هدف المحادثات مع إسرائيل تجنب شبح حرب ثانية
أسعار الغاز الطبيعي تصل إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات
من السجن إلى الملعب .. لاعب برازيلي يخوض النهائي بسوار المراقبة
ميدالية برونزية لمنتخب التايكواندو في بطولة العالم تحت 21 عاما
الأرصاد العالمية: 2024 العام الأكثر حرارة في الوطن العربي
ثورة سنغافورية في تحويل المطر إلى طاقة كهربائية نظيفة عبر تقنية "تدفق القابس"
بينما تتسابق دول العالم لتأمين مصادر طاقة نظيفة ومستدامة، غالبًا ما تُغفل الإمكانات البسيطة التي تهطل علينا كل يوم : قطرات المطر ، لكنها لم تعد مجرد مياه متساقطة، بل أصبحت – بفضل اختراع علمي ثوري من جامعة سنغافورة الوطنية (NUS) – مولدات طاقة متناهية الصغر، قادرة على تحويل سقوط المطر إلى تيار كهربائي فعّال، عبر تقنية فريدة تُعرف باسم "تدفق القابس لفصل الشحنات" (Plug Flow Charge Separation).
اختراع علمي خارج النمط التقليدي : لطالما اعتمدت تقنيات توليد الكهرباء من المياه على التدفق المستمر للماء، سواء في السدود أو الخلايا الكهروكيميائية، مما يجعل الكفاءة منخفضة، خاصة في المناطق ذات الأمطار المتقطعة ، أما في هذا الابتكار الجديد، فقد قام الباحثون بتحويل قطرات المطر – كل واحدة منها على حدة – إلى مصدر مستقل للطاقة ، وتُحقن كل قطرة في أنبوب بوليمري ضيق، وتتحرك عبره كما لو كانت "قابسًا" من الماء محاطًا بالهواء من الجهتين، مما يخلق وضعًا مثالياً لفصل الشحنات. على السطح الفاصل بين جدار الأنبوب والماء، تُولد شحنة كهربائية قابلة للاستخدام ، والفرق هنا أن الطاقة لا تتبدد، بل تتراكم بكفاءة نادرة ، وفي عالم تقنيات الطاقة الصغيرة، تجاوزت هذه الطريقة كل التوقعات : كفاءة تحويل طاقي تتجاوز 10٪ – وهي نسبة مذهلة مقارنة بمعايير تقنيات الطاقة النانوية ، و
كثافة طاقة تصل إلى 100 واط/متر مربع، ما يعادل تقريبًا قدرة لوح شمسي صغير في ظروف ضوء جيدة ، إضافة إلى أداء أعلى بـ100,000 مرة من الأنظمة السابقة التي كانت تعتمد على التدفق السطحي المستمر ،
وفي تجربة ميدانية، تمكن الفريق من تشغيل 12 مصباح LED لمدة 20 ثانية باستخدام أربع أنابيب فقط، دون الحاجة إلى بطاريات أو مضخات، بل اعتمادًا على الجاذبية الطبيعية ومياه الأمطار فقط ، ولعل أحد أعظم جوانب هذه التقنية هو بساطتها ، فلا حاجة إلى بنية تحتية معقدة أو موارد باهظة، فقط أنابيب دقيقة، مواد بوليمرية مناسبة، وأقطاب كهربائية في الأطراف ، وقد يكون هذا هو المفتاح لتوسيع استخدامها في بيئات حضرية ممطرة مثل سنغافورة، أو في المناطق النامية التي تفتقر إلى الطاقة الكهربائية المستقرة ، ورغم أن التقنية ما تزال في مراحلها التجريبية، فإن آفاقها واسعة وعابرة للحدود : ففي المدن الذكية: يمكن تركيب هذه الأنابيب على الأسطح أو المظلات لجمع طاقة المطر أثناء كل هطول ، وفي الزراعة الذكية: لتشغيل المستشعرات البيئية ومراقبة المحاصيل في البيئات الرطبة ، وفي الملاجئ والطوارئ: لتوفير طاقة محمولة وصديقة للبيئة في مناطق الكوارث ، و
حتى في المهمات الفضائية، يمكن اعتماد هذا المفهوم لتصميم أنظمة طاقة صغيرة في بيئات ذات قطرات مائية صناعية أو في الكواكب الرطبة ، وشفي ظل تغير المناخ وتسارع استنزاف موارد الكوكب، يُمثل هذا الابتكار علامة فارقة في مسار البشرية نحو مصادر طاقة لامركزية، نظيفة، وموثوقة ، أن تكون كل قطرة مطر – مهما كانت عابرة – مصدرًا للطاقة، هو إشارة رمزية وجوهرية على قدرة العلم على التحول من الكم إلى الكيف، من الانفجار إلى الانسجام مع الطبيعة ، وفي تقديرنا أننا نعيش لحظة فريدة، حيث تتقاطع فيزياء النانو مع أحلام الطاقة المستدامة ، والمستقبل الذي كنا نظنه بعيدًا – حيث تُنير الأمطار منازلنا – لم يعد حلمًا، بل بدأ يتحقق ، أنبوبةً بعد أخرى، وقطرةً بعد قطرة ، نعم فلم تعد الأمطار مجرد مظهر من مظاهر الطقس، بل باتت أحد مفاتيح التحول الأخضر في العالم ، وما قامت به جامعة سنغافورة الوطنية هو أكثر من مجرد ابتكار تقني، إنه درس في استغلال اللامرئي، وتحويل البساطة إلى طاقة .
وفي عالم يسعى لتجاوز النفط والفحم والشمس والرياح، ربما تكون الإجابة مختبئة في أبسط مظاهر الحياة ،في قطرة ماء تسقط على زجاج نافذتك ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .