رسميا .. فيفا يعلن تقاسم السعودية والإمارات المركز الثالث في كأس العرب
الأمن العام للاردنيين : مدافئ الشموسة أداة قتل داخل منازلكم - صور
السلامي: لا يمكن مؤاخذة أبو ليلى أو غيره على الأخطاء
النشامى ينالون 6 ملايين و80 ألف دولار جائزة وصافة كأس العرب 2025
الإعلامي الأردني لطفي الزعبي يتحدث عن أداء حكم نهائي كأس العرب
البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب
الصفدي للنشامى: كفيتوا ووفيتوا
ميسي ويامال وجهاً لوجه في قطر
ولي العهد يتوج علي علوان بلقب هداف كأس العرب 2025
رئيس الوزراء للنشامى: أنتم رائعون ومبدعون وصنعتم أجمل نهائي عربي
الفايز : نشعر بالفخر والاعتزاز بما حققه منتخب النشامى في بطولة كأس العرب
الملكة: فخورون بالنشامى، أداء مميز طوال البطولة!
السفارة الصينية بعمان: إنجاز تاريخي للأردن .. أبدعتو
علي علوان .. هداف كأس العرب 2025
الذهب يسجّل أعلى مستوى له في التاريخ
عطية: بلوغ نهائي كأس العرب إنجاز ودعم المنتخب مسؤولية الجميع
الملك" شكرا للنشامى وأمنياتنا بالتوفيق في البطولات القادمة
المنتخب الوطني وصيفا في كأس العرب بعد مشوار تاريخي
رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق يتعرض لهجوم سيبراني بعد نشر محتويات من هاتفه
زاد الاردن الاخباري -
بقلم: سلطان الحطاب - جئت في اللحظة المناسبة يا رمضان الرواشدة، لترمي في وجوهنا تعويذتك (النهر لن يفصلني عنك)، علّها تخفف من شعورنا بالأثم أو تمسح شيئًا من الألم والنزف الداخلي من مشهد غزة.
أردت أن تقول إن النهر سيبقى ولن يكون فاصلة، بل سيكون وصلاً، فقد سبق الوصل الماء وسبقت الجغرافيا التاريخ وعانقت مؤاب الكنعاني.
أي مغامرة هذه يا رمضان الرواشدة؟ وأنت تتابع الحكاية منذ البداية لتحشرها في النص وتعيد تقديمها لتغني للوَحدان الذي تسمر وجمد.
كيف استطعت أن تصنع لنفسك مساحة في الزحام وتفرغها من المزايدين والمناقصين لتسمح لهواء فلسطين أن يتنفسه الأردنيون صافياً، فيكون وصفة وحدتهم وشوقهم والتفافهم حول قيادتهم.
أخذتهم إلى المسرح، إلى المعلم، لتخاطب جمهورك، وأصبحت مهمتك صعبة لأنها مهمة: أن تأتي بالمسرح من الغياب، وتضع على خشبته مضمونًا يبرر الاستدعاء، وقد نجحت.
لقد دبت الحياة في مسرح المدينة، وها هي جرش في مهرجانها تمنحك فرصة لا بد أن تكون مستمرة ونقطة انطلاق.
لقد أضاء الرواشدة مساحة كافية لتصبح تربة المسرح خصبة، وأن يتواصل عطاؤه. لقد عشنا سنوات تصحّر فيها حال المسرح، ولما أنكرناه بالصمت عنه وانصرفنا لغيره، فقدنا شيئًا من التعليم والاعتبار والمتعة.
رمضان الرواشدة في مسرحيته "النهر لن تفصلني عنكِ" يختصر كل الحكايا التي اختنقت وفقدت صوتها ولم يأت أحد لنجدتها، حين أصر على أن يبقى النهر متصلاً، ويبقى الحبل السري مع جسد فلسطين غير منقطع، وأبدع بينما تشتّت الآخرون وذهبوا للصراخ والمناكفة، وهم لم يورثونا إلا مزيدًا من العطش والألم والخسارة.
مساهمته في المسرحية قوية وسهلة، والذين جندهم لتجسيد الفكرة كانوا مبدعين حقيقيين، ليسوا أسماء طنانة، لكنهم قدموا سنوات المعاناة باسم كل الأردنيين المحبين لفلسطين.
كان منذر خليل مبدعًا، رمزًا أردنيًا باسلًا، صبر وصمد. وكانت أريج دبابنة بحضورها البهي ونادين خوري تغوص في المشهد بحضور دافق.
كان المسرح بسيطًا، لكنه عميق بالمكونات غير المعقدة من موسيقى، إضاءة، مؤثرات، وملابس. اجتمعت المكوّنات لتقدّم مضمونًا موصلًا مؤثرًا، أجاب أسئلة عالقة حتى وإن لم تُطرح.
استمتعنا بالمسرحية، وكان المدرج مليئًا بالحضور. نطالب بإدامة عرضها، علّها تكون بداية جديدة لاستقطاب المزيد لمنصة المسرح بثقة واحتراف.
نحتفي بهذا الفن الذي يخرجنا من مرحلة "الدبق والاستهلاك والولولة" إلى مرحلة التواصل والعطاء.
لقد تطور النص بتغليف مسرحي وإخراج مناسب، وظف اللحظة، وفتح رزنامة أحداث لا يستطيع أحد تجاوزها.
نعم، يمكن للفن أن يعيدنا إلى البوصلة. الطريق إلى فلسطين هكذا، والأردنيون رضعوا حبها مع حليب أمهاتهم. فلسطين نبض أردني، حتى لو نُقل القلب جهة اليمين، فسيبقى ينبض، وعلى الآخرين تحديد موقعه.
أي مغامرة هذه يا رمضان الرواشدة؟ وأنت تصوغ النص لتغني للوجدان الأردني، وحتى في الزحام خلَيت مكانًا لهواءٍ فلسطيني وشوقٍ وطني.
لقد عاد المسرح للحضور، وأرسل رسالة صادقة وفن محب، وكان أداء من عمر الأداء نفسه.