القريني: نهائي كأس العرب بين النشامى والمغرب يٌقام اليوم رغم الأمطار على ستاد لوسيل
أمانة عمان تجدد دعوة المواطنين للاستفادة من الإعفاءات الضريبية
الأردن يدشّن مشروع الطاقة الشمسية في محطة الزارة-ماعين بقدرة 1 ميغاوات بدعم من الاتحاد الأوروبي
الملك والملكة يهنئان يزن النعيمات بعد نجاح العملية الجراحية
موسكو: نؤيد نهج مادورو في حماية مصالح فنزويلا وسيادتها
العواد،: إشغال كامل للمطاعم والمقاهي خلال مباريات المنتخب في كأس العرب 2025
الأمطار تؤجل الشوط الثاني لمباراة السعودية والإمارات في كأس العرب
إطلاق ورقة سياسات حول التمكين الاقتصادي للناجيات من العنف الأسري
العيسوي: الأردن يمضي بثقة بقيادته الهاشمية ومسارات التحديث ركيزة قوة الدولة
المجلس القضائي ينتدب رؤساء جدد لمحكمة استئناف عمان والنيابة العامة
تقرير أممي يوثق مقتل ألف مدني على يد الدعم السريع بالفاشر
ارتفاع حصيلة ضحايا الإبادة بغزة إلى أكثر من 70 ألف شهيد
مباراتان بدوري الكرة الطائرة غدا
"سيتي العالمية" تختار لجنة الإنقاذ الدولية في الأردن ضمن تحدي الابتكار العالمي
عشرات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى
فريق الجزيرة يحافظ على صدارة دوري الرديف لكرة القدم
البدادوة يطمئن على نجم المنتخب يزن النعيمات
الأوقاف تعقد امتحانها السنوي بالوعظ والإرشاد في إقليم الجنوب
بورصة عمان تغلق تداولاتها على ارتفاع
إن مهرجان جرش، ورغم كل ما يقال، يبقى مساحة للتنفس الثقافي والفني، ونقطة مضيئة على خارطة الفعاليات التي تعكس صورة الأردن الحقيقية: بلد الحياة، والثقافة، والانفتاح. أما من يرى في الاحتفال خطيئة، فالأولى أن يبدأ بنفسه وبمحيطه قبل أن يحاكم الناس على فرحهم.
ليكن الاعتراض منطقيًا، وليكن النقد بناءً. أما أن نرى من يهاجم المهرجان ليلًا، ثم يرقص في حفل زفافه نهارًا، فذلك ما لا يمكن قبوله من شعب يقدّر الصراحة ويكره الازدواجية.
جرش ليس ترفًا، بل رسالة حضارية تقول إننا باقون رغم التحديات، وإن هذا البلد سيبقى يغني للحياة، بينما يختبئ المزايدون خلف شعاراتهم المؤقتة.
ما إن يُذكر مهرجان جرش حتى تهبّ علينا نفس الأصوات المألوفة: بيانات رنانة، منشورات غاضبة، عبارات استنكار ودعوات مقاطعة وكأن جرش جريمة وطنية أو نزوة مستفزة! يحدثوننا عن «الظروف» و«المشاعر» وكأنهم وحدهم أوصياء على حزن الناس وفرحهم.
لكن المضحك المبكي، أن هؤلاء أنفسهم يختفون خلف الأضواء ليعيشوا أفراحهم على أكمل وجه. حفلات خطوبة هنا، أعراس هناك، موسيقى وأغانٍ صاخبة حتى الفجر، زغاريد وضحكات وصور سيلفي تملأ صفحاتهم. لا حرج ولا حزن ولا ظرف! فقط عندما يكون الفرح عامًا، يصبح «خطيئة» تستحق الإدانة!
إنها الازدواجية بعينها: يحرمون على الناس أن يتنفسوا ليلة ثقافة وفن في جرش، ويبيحون لأنفسهم أن يفرحوا كيفما شاءوا بعيدًا عن الكاميرات. لا أحد ينكر أن للناس همومًا، لكن الهموم لا تُلغى إلا ببصيص أمل، ومهرجان جرش منذ عقود هو ذلك البصيص الذي يجمع الناس تحت قناديل المسرح بدل أن يُغلقوا نوافذهم على العتمة.
الفرح ليس ترفًا بل حق. ومن يحاول مصادرته باسم «الظروف» عليه أن يبدأ بنفسه أولًا: أغلقوا صالات الأفراح، ألغوا الولائم والليالي البيضاء، واصمتوا عن أهازيجكم الخاصة قبل أن تحاسبوا الناس على نشيد قصيدة أو مقطع دبكة.
إن أردتم مقاطعة جرش، فقاطعوا أيضًا مظاهر الفرح الخاصة التي تتباهون بها على الملأ. أما أن ترفعوا شعار الحزن فقط حين تكون الكاميرا حاضرة، فهذه مسرحية مكشوفة.
جرش سيبقى، والناس ستفرح رغم أنف الازدواجية. من يريد أن يعترض، فليكن صادقًا حتى النهاية: لا مهرجان ولا أعراس ولا طقوس فرح خلف الستار. غير ذلك، فليتوقفوا عن الوعظ الزائف.