صدور القانون المعدل لقانون الجريدة الرسمية
كهرباء إربد تعتزم فصل التيار عن عدة مناطق في لواء بلعما غدًا
ستارمر يبحث مع ترامب ملف أوكرانيا وتعيين سفير بريطاني في واشنطن
ورشة حول التثقيف المالي الرقمي للنساء
الجمارك تدعو إلى الاستفادة من الفترة المتبقية لتطبيق القرارات الخاصة بالاعفاءات من الغرامات المترتبة على القضايا ولا تمديد لهذه القرارات
مؤشر بورصة عمّان يسجل ارتفاعا تاريخيا بوصوله للنقطة 3506
محافظة: التعليم العالي بحاجة لمرونة أكبر وتوجه نحو التعليم التطبيقي
مطار الملكة علياء يستقبل أكثر من 8.9 مليون مسافر حتى تشرين الثاني 2025
استطلاع: نسب تأييد مرتفعة بين مواطني إقليم الوسط لمشروع مدينة عمرة وأثره التنموي المتوقع
واشنطن تحتجز ناقلة نفط ثالثة قرب فنزويلا
3 إصابات جراء اعتداء مستوطنين بالضرب على فلسطينيين في طولكرم
سويسرا: منفتحون على حظر دخول الأطفال إلى منصات التواصل الاجتماعي
صدور الارادة الملكية بالموافقة على قانون الموازنة العامة
تعيين حكام مباراتي ربع نهائي كأس الأردن لكرة القدم
جمعية «لا للتدخين»: تخفيض ضريبة السجائر الإلكترونية صدمة ويشجع اليافعين على التدخين
المفرق: حفر 458 بئرا للحصاد المائي
إصدار جدول مباريات الأسبوع الأخير من درع الاتحاد
نظام جديد لتنظيم تأجير وتملك العقارات خارج محمية البترا
جرش تجمع طن نفايات يومياً وحملات مستمرة لمكافحة الإلقاء العشوائي
زاد الاردن الاخباري -
بقلم: الإعلامي الدكتور محمد العشي - يمثل قطاع السياحة في المملكة الأردنية الهاشمية ركيزة محورية من ركائز الاقتصاد الوطني، ونافذة حضارية تعكس الوجه المشرق للأردن، بتاريخه العريق، وتنوعه الجغرافي، وثقافته المتجذّرة في عمق المشرق العربي.
ورغم ما واجهته السياحة العالمية من تحديات خلال السنوات الأخيرة، لا يزال الأردن يحتفظ بمكانته كوجهة آمنة، أصيلة، وثرية بالتجارب التي تجمع بين عبق الماضي وحداثة الحاضر.
يتميّز الأردن بتنوّع فريد في أنماط السياحة، حيث يستطيع الزائر أن ينتقل في ساعات من صحراء وادي رم ذات الطابع الصحراوي العالمي، إلى أجواء البحر الميت، أخفض نقطة على سطح الأرض، أو يتجه شمالًا إلى جبال عجلون وغاباتها، ثم يحط رحاله في أحد الأسواق التراثية في وسط العاصمة عمان، أو في مدينة البتراء، إحدى عجائب الدنيا السبع.
هذا التنوّع الطبيعي، المصحوب بإرث تاريخي وحضاري غني، يجعل من الأردن تجربة متكاملة للسائح الباحث عن المعنى، والمتعة، والسلام الداخلي.
السياحة الثقافية والأثرية هي من أبرز ملامح الهوية الأردنية، إذ تزخر المملكة بمواقع تاريخية ذات قيمة إنسانية كبرى، أبرزها البتراء، جرش، أم قيس، الكرك، مادبا، والمغطس. كما تحتضن مواقع دينية ذات أهمية عالمية، تمثل نقطة التقاء للديانات السماوية.
وتكتمل الصورة بالجوانب الحديثة من السياحة، كالأنشطة البيئية في المحميات الطبيعية، وسياحة المغامرة، وسياحة المؤتمرات، والسياحة العلاجية، التي جعلت من الأردن مقصدًا موثوقًا للآلاف من الباحثين عن خدمات طبية عالية الجودة ضمن بيئة صحية وطبيعية جاذبة.
ويأتي عنصر الأمن والاستقرار كعامل حاسم في جذب الزوار، حيث يتمتع الأردن بسمعة راسخة كبلد آمن وسط منطقة تعجّ بالتحديات. وقد ساعد هذا الاستقرار في تعزيز ثقة السائح، إضافة إلى ما يتمتع به المجتمع الأردني من كرم ضيافة، ووعي ثقافي، وتسامح ديني يجعل الزائر يشعر أنه بين أهله.
ورغم ما تحقق، لا تزال هناك تحديات تواجه القطاع، من أبرزها الحاجة إلى تطوير أدوات الترويج الخارجي، وزيادة الاستثمارات في البنية التحتية لبعض المناطق ذات الإمكانات السياحية غير المستغلة، إضافة إلى ضرورة دعم الكوادر البشرية العاملة في القطاع، وتحديث برامج التدريب لتواكب المستجدات العالمية في مجال الضيافة والسياحة المستدامة.
ومع ذلك، فإن ما يميّز الأردن في هذا السياق هو وجود إرادة سياسية واضحة لتطوير القطاع السياحي، وتوجيهات ملكية دائمة بتعظيم الاستفادة من هذا المورد الوطني. وقد شهدت السنوات الأخيرة خطوات ملموسة في مجال التسويق الرقمي، والتعاون مع منصات إعلامية ومؤثرين عرب وأجانب، فضلًا عن المشاركة في معارض السياحة الدولية.
إن السياحة في الأردن ليست مجرد نشاط اقتصادي، بل هي رسالة ثقافية وإنسانية، تعكس روح الشعب، وجمال المكان، وصدق الانتماء. إنها فرصة لتقديم الأردن كما هو: بلد يحترم زوّاره، ويصون تراثه، ويسعى إلى مستقبل أكثر إشراقًا.
ولذا، فإن دعم هذا القطاع لا يقتصر على المؤسسات الرسمية، بل هو مسؤولية جماعية يتشارك فيها الإعلام، والقطاع الخاص، والمجتمع المحلي، من أجل صناعة تجربة سياحية تليق بتاريخ الأردن وتطلعاته.