أعلنت شركة "إيبلا" عن تأجيل تصوير مسلسل "المماليك"، موضحة أن القرار يعود لأسباب فنية وتحضيرية ولا علاقة له بالأحداث الأخيرة في سوريا.

وفي بيان رسمي أثار اهتمام جمهور الدراما التاريخية، كشفت شركة "إيبلا الدولية للإنتاج السينمائي والتلفزيوني" عن تأجيل بدء تصوير مسلسل "المماليك"، والذي كان من المقرر انطلاق تصويره قريبًا في سوريا، بعد فترة من التحضيرات المكثفة التي شملت الاستعدادات التقنية واستكشاف مواقع التصوير خلال الأيام الماضية.

وأوضحت الشركة أن القرار اتُّخذ لأسباب متعلقة بخصوصية المشروع ومتطلباته الفنية واللوجستية، والتي تفرض مزيدًا من الوقت للتمكن من تقديم العمل بالمستوى الذي يليق بمضمونه التاريخي وطموحه الإنتاجي.

موعد جديد للتصوير
وجاء في البيان: "تود إدارة الشركة إعلامكم بأنه، وبعد اجتماعها الأخير، تقرّر تأجيل موعد تصوير مسلسل (المماليك) إلى الأول من أبريل/نيسان 2026، على أن تستمر مرحلة التحضيرات دون انقطاع حتى ذلك التاريخ، لضمان تحقيق أعلى درجات الجودة الفنية والإنتاجية".

وعبّرت الشركة عن امتنانها العميق لما تلقته من دعم وتعاون من قبل وزارة الإعلام واللجنة الوطنية للدراما، مؤكدة تقديرها للمهنية والاهتمام الذي أبداه القائمون على تسهيل مختلف الجوانب التحضيرية الخاصة بالمشروع.

كما شددت "إيبلا" على أن قرار التأجيل لا علاقة له مطلقًا بالأحداث المؤسفة التي وقعت مؤخرًا داخل سوريا، مبديةً أسفها العميق لما شهدته البلاد من تطورات مؤلمة، ومؤكدة رفضها القاطع لأي محاولة للربط بين تلك الحوادث وبين الجدول الزمني للعمل.

وختمت الشركة بيانها بالتأكيد على قناعتها بدور الفن الدرامي في إحياء الوعي الثقافي وتعزيز الحراك الإبداعي داخل سوريا، بما يتناسب مع عمقها الحضاري وتاريخها الفني الممتد.

"المماليك".. صعود دولة وحكاية امرأة
يُعد مسلسل "المماليك" من الأعمال التاريخية البارزة المنتظرة على مستوى الدراما السورية والعربية، ويقع في ثلاثين حلقة تروي وقائع تاريخية مهمة من مرحلة انتقالية شهدت نهاية الدولة الأيوبية وبداية ظهور دولة المماليك، في فترة حفلت بالصراعات السياسية والانعطافات العسكرية الكبرى التي أعادت رسم توازن القوى في المنطقة.

ويركّز المسلسل على سيرة شجرة الدر، المرأة التي دخلت معترك الحكم، فتميزت بالذكاء والصلابة، ولعبت دورًا محوريًا في إدارة السلطة في زمن مضطرب، لتتحول لاحقًا إلى شخصية مثيرة للاهتمام الأدبي والتاريخي. ويستعرض العمل الأبعاد السياسية والإنسانية لشخصيتها وسط خضم التحالفات المتقلبة وصراع القوى.

استعادة القدس وتحالفات خوارزمية

يتطرق المسلسل كذلك إلى عدد من المحطات المفصلية في تلك المرحلة، من بينها استعادة الملك الصالح نجم الدين أيوب للقدس ودمشق وعسقلان، مستعينًا بالقوات الخوارزمية التي لجأت إلى بلاد الشام عقب انهيار ممالكها بفعل الغزو المغولي، كما يُبرز المسلسل مشاهد من معارك وصراعات شكّلت نقاط تحوّل في تاريخ المنطقة السياسي والعسكري.

العمل من تأليف محمد اليساري وإخراج نور أرناؤوط، وكان من المقرر أن يضم باقة من نجوم الدراما السورية، منهم مكسيم خليل وهيا مرعشلي، ويُنظر إليه كأحد أبرز المشاريع الفنية الطموحة في الموسم الدرامي المقبل، خاصة مع ما يحمله من معالجة دقيقة ودرامية لفترة مفصلية من التاريخ الإسلامي والعربي، في إطار إنتاج ضخم يسعى إلى الجمع بين الدقة التاريخية والإيقاع البصري المشوّق.