تطور تقنيات البلوك تشين والعملات الرقمية في العالم العربي: الاتجاهات والآفاق

تطور تقنيات البلوك تشين والعملات الرقمية في العالم العربي: الاتجاهات والآفاق

زاد الاردن الاخباري -

شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA) تطورًا ملحوظًا في تقنيات البلوك تشين والعملات الرقمية، مما جعلها محور اهتمام الحكومات والشركات والمستثمرين. ومع استمرار العملات الرقمية الشهيرة في النمو، بدأ العديد من مقدمي الخدمات والشركات يوفرون خيار الدفع بالعملات الرقمية، من بينها مواقع الكازينو الموثوقة في العالم العربي، والتي تراجعها منصات مثل onlinecasinobahrain.net.
في هذه المقالة، سنكتشف أبرز الفرص التي يوفّرها تطور تقنيات البلوك تشين والعملات الرقمية، وكيف يمكن للحكومات العربية والأفراد العرب استغلالها وتجاوز التحديات الأساسية التي تواجه هذا القطاع.

ما هي تقنية البلوك تشين؟

البلوك تشين هي هي قاعدة بيانات تسجل المعاملات بطريقة آمنة وشفافة وغير قابلة للتغيير. اشتهرت هذه التقنية نظراً لدورها الحاسم في أنظمة العملات الرقمية، حيث تحتفظ بسجل آمن ولا مركزي للمعاملات. تنظم هذه السجلات على شكل كتل مترابطة تحتوي كل منها على بيانات مشفرة تُضاف بشكل تسلسلي.
تقف هذه التقنية وراء الأمان والخصوصية العالية لمعاملات العملات الرقمية، بحيث تعمل بشكل مستقل عن الأنظمة المالية التقليدية. يتم تداول العملات الرقمية على منصات مخصّصة وتُستخدم في مجموعة متنوعة من الأغراض، بما في ذلك الاستثمار والمدفوعات، أو حتى في مواقع كازينو اون لاين.

التطبيقات العملية لتقنيات البلوك تشين في العالم العربي

بدأت تقنيات البلوك تشين تستخدم بشكل شائع في دول أجنبية عديدة، يأتي على رأسها الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة. في العالم العربي، لا تزال العديد من الحكومات والشركات تدرس إمكانية إدماج هذه التقنيات في مختلف القطاعات والإجراءات.

فيما يلي أبرز الفرص الحالية لاستخدام تقنية البلوك تشين في دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط:
● الخدمات الحكومية: تسعى العديد من الحكومات إلى تبني تقنيات البلوك تشين لتحسين كفاءة الخدمات وتقليل البيروقراطية. على سبيل المثال، طورت الإمارات استراتيجية بلوك تشين في إمارة دبي منذ سنة 2020، وسيتم تقديم كافة الخدمات الحكومية من خلال هذه التقنية، ويُتوقع أن يتم تحقيق وفر اقتصادي بواقع 1.5 مليار دولار سنوياً.

● الخدمات المصرفية: من المُتوقع أن يعتمد عدد كبير من المؤسسات تقنية المالية البلوك تشين، وذلك لتعزيز مستوى أموان المعاملات المالية، واكتشاف عمليات الاختراق وغيرها من محاولات الاحتيال بفعالية أكبر.

● الصحة والتعليم: من المتوقع أن يستخدم الجزء الأكبر من المرافق الصحية والمؤسسات التعليمية تقنيات البلوك تشين بحلول العقد القادم، وذلك لتأمين السجلات الطبية والتعليمية، وضمان خصوصية أعلى لكل من المرضى والتلاميذ.

الفرص الاستثمارية في العملات الرقمية

تحظى العملات الرقمية باهتمام خاص في العديد من الدول العربية، وخصوصاً بعد وصول البيتكوين إلى حاجز المئة ألف دولار في أواخر السنة الفارطة. فيما يلي أبرز الفرص الاستثمارية التي ظهرت مؤخراً:
● التداول والاستثمار: تتوفّر للمستثمرين العرب العديد من منصات التداول حيث يمكن بيع وشراء العملات الرقمية بسهولة باستخدام البطاقات المصرفية. في حين تحظى العملات الرقمية الشائعة مثل البيتكوين والإيثريوم باهتمام الغالبية الساحقة، وذلك نظراً لأمانها العالي، يلجأ بعض الأفراد إلى تداول العملات الصاعدة عالية المخاطر.

● مشاريع ومنصات البلوك تشين: تقع مشاريع ومنصات البلوك تشين في قلب النظام البيئي للعملات الرقمية، بحيث يمكن تطوير التطبيقات اللامركزية (dApps) والعقود الذكية وحلول الطبقة الثانية والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs).

● الزراعة الربحية: من أكثر الطرق شيوعاً لتحقيق دخل سلبي في مجال العملات الرقمية. تقوم الزراعة الربحية على الاحتفاظ بعملة رقمية لدعم عمليات الشبكة، مثل التحقق من صحة المعاملات، مقابل مكافآت تُدفع عادةً بنفس العملة الرقمية. تنطوي هذه الطريقة على بعض المخاطر، وذلك نظراً إلى تقلبات السوق المستمرة.
تُظهر التقارير أن منطقة MENA استقبلت ما يقدر بـ 338.7 مليار دولار من القيمة على السلسلة بين يوليو 2023 ويونيو 2024، مما يمثل 7.5% من إجمالي حجم المعاملات العالمي. تُعد تركيا والمغرب من بين أفضل 30 دولة في مؤشر تبني العملات الرقمية العالمي، حيث احتلت تركيا المرتبة 11 والمغرب المرتبة 27.

التحديات التي تواجه تطوير تقنيات البلوك تشين والعملات الرقمية

على الرغم من المزايا العديدة لتقنية البلوك تشين، إلّا أنها تواجه العديد من التحديات في دول العالم العربي، من أبرزها:
● التنظيم والتشريع: تختلف اللوائح المتعلقة بالعملات الرقمية من دولة لأخرى، ولا زالت العديد من البلدان العربية تمنع التعامل بها بشكل كلي. من أبرز الدول التي تحتضن هذه التقنية ولا تمانع معاملات الكريبتو هي دولة الإمارات.

● الوعي المجتمعي: لا يزال هناك نقص كبير في الوعي بمزايا هذه التقنية وكيف يمكن لاستخدامها أن يساعد على تطوير قطاعات متعددة. تدرس العديد من الحكومات إطلاق حملات توعوية وشراكات مع مؤسسات تعليمية من شأنها أن تساهم في تعزيز وعي المجتمع بهذه التقنيات.

● الأمان السيبراني: لا يخلو عالم البلوك تشين من محاولات الاحتيال، وقد يقع العديد من المستثمرين في فخ الشركات الوهمية التي تدعي تمتعها بقيمة سوقية عالية. يزيد هذا من شكوك بعض المستثمرين، ويدفعهم إلى البحث عن فرص أخرى.

مستقبل تقنيات البلوك تشين في العالم العربي

أظهرت دول خليجية مثل السعودية والإمارات اهتمامًا متزايدًا بالمنصات اللامركزية، وأجهرت بنيتها للتوجه نحو تبني أوسع لتقنيات التمويل اللامركزي (DeFi). لذلك، يُتوقع أن تشهد المنطقة نموًا ملحوظًا في هذا المجال.
تشير التقارير أيضًا إلى أن الدول العربية يمكن أن تكون مراكز رئيسية للابتكار في مجالات مثل العقود الذكية والمدفوعات الرقمية.
خاتمة
لا شك أن تقنيات البلوك تشين والعملات الرقمية تحمل إمكانات كبيرة لتعزيز الاقتصاد الرقمي في العالم العربي. من خلال تقنين العملات المشفرة في عدد أكبر من الدول، وزيادة الوعي حول فوائد تقنية البلوك تشين، يمكن أن يصبح هذا المجال قوة دافعة للنمو والابتكار في المنطقة.