أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
صدور المعدل لنظام الأبنية وتنظيم المدن والقرى لسنة 2025 صدور القانون المعدل لقانون الجريدة الرسمية كهرباء إربد تعتزم فصل التيار عن عدة مناطق في لواء بلعما غدًا ستارمر يبحث مع ترامب ملف أوكرانيا وتعيين سفير بريطاني في واشنطن ورشة حول التثقيف المالي الرقمي للنساء الجمارك تدعو إلى الاستفادة من الفترة المتبقية لتطبيق القرارات الخاصة بالاعفاءات من الغرامات المترتبة على القضايا ولا تمديد لهذه القرارات مؤشر بورصة عمّان يسجل ارتفاعا تاريخيا بوصوله للنقطة 3506 محافظة: التعليم العالي بحاجة لمرونة أكبر وتوجه نحو التعليم التطبيقي مطار الملكة علياء يستقبل أكثر من 8.9 مليون مسافر حتى تشرين الثاني 2025 استطلاع: نسب تأييد مرتفعة بين مواطني إقليم الوسط لمشروع مدينة عمرة وأثره التنموي المتوقع واشنطن تحتجز ناقلة نفط ثالثة قرب فنزويلا 3 إصابات جراء اعتداء مستوطنين بالضرب على فلسطينيين في طولكرم سويسرا: منفتحون على حظر دخول الأطفال إلى منصات التواصل الاجتماعي صدور الارادة الملكية بالموافقة على قانون الموازنة العامة تعيين حكام مباراتي ربع نهائي كأس الأردن لكرة القدم جمعية «لا للتدخين»: تخفيض ضريبة السجائر الإلكترونية صدمة ويشجع اليافعين على التدخين المفرق: حفر 458 بئرا للحصاد المائي إصدار جدول مباريات الأسبوع الأخير من درع الاتحاد نظام جديد لتنظيم تأجير وتملك العقارات خارج محمية البترا جرش تجمع طن نفايات يومياً وحملات مستمرة لمكافحة الإلقاء العشوائي
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام الجامعة والمجتمع شركاء في صناعة العنف الجامعي

الجامعة والمجتمع شركاء في صناعة العنف الجامعي

06-12-2011 11:06 AM

لقد طال الحديث وأعرض عن ظاهر العنف الجامعي، وازدحمت صفحات المواقع الالكترونية بخبر وارد من جهة أو بمقال مكتوب من جهة أخرى، حيث تباين العديد من أبناء الأردن الأوفياء لوطنهم والمهتمون بسمو تعليمها بآرائهم حول الأسباب الكامنة وراء ظاهرة عنف الجامعات. لقد كان من الممكن للعنف الذي وقع مؤخراً في إحدى جامعات وسط الأردن وغيرها أن يشكل فارقاً كبيراً بمصير تلك الظاهرة عند باقي جامعات الأردن لو أحسنت الإدارة الجامعية التعامل معها، وفي النهاية تجد أنه وان تعددت الأسباب فالنتيجة واحدة وهي تعطيل مسيرة التعليم وتراجعها، وخوف كبير للأسرة الأردنية بمختلف مناطقها، حيث لا يكاد يخلو منزل إلا ولهم ابن أو ابنة تدرس في الجامعة، وقد تصل النتيجة أحياناً إلى أُناس لا ذنب لهم غير أنهم يدفعون ضريبة أخطاء غيرهم من الإدارة الجامعية أو الوسطاء وصولاً إلى المتسببين.
كثيرا ما أسمع مثلاً يردده أبناء المجتمع الأردني واسمحوا لي هنا أن أذكره بكلمات أردنية بسيطة (مجنون رمى حجر في بير، مائة عاقل ما بطلعه) وكلمة المجنون في المثل لا يقصد فيها ذاك الشخص الذي رفعت عنه ألأقلام عند الله سبحانه وتعالى، وإنما كلمة ترددت بالمثل يقصد فيها الشخص المستهتر الذي يفتعل مشكلة في المجتمع دون معرفة عواقبها، ولا أدري هنا عن الحكمة من وراء الأسباب الصعبة في إخراج الحجر، ربما الظلام الدامس في قاع البئر أو حتى عمق هذا البئر، ومن الممكن أيضاً أن يخطئ العقلاء بمعالجة هذه المشكلة إن انحصر التفكير كله بكيفية إخراج الحجر وترك المتسبب دون عقاب مما يتيح لغيره من مجانين القوم بالتمادي والتجرؤ لرمي الكثير من الحجارة في ذاك البئر المظلوم (المجتمع).
لقد أسعدني كثيراً كأردني منتمي أولاً وكأحد أبناء العشائر الأردنية ثانياً ما توصل له جميع الأطراف التي اجتمعت على خلفية المشاجرة التي حدثت مؤخراً في إحدى جامعات وسط الأردن من إبرام صلح والتعهد بعدم تكراره. وما أسعدني أكثر هو الاتفاق على صياغة ميثاق نبذ لظاهرة العنف الجامعي لتشمل الجامعات الأردنية كافة.
لا أريد من هذا المقال أن يفهم المقصود منه على غير وجه حق، خصوصاً وأن المقصود منه الإشارة فقط إلى حلول أخرى قد يكون غفل عنها الكثيرون، أما الصلح من حيث المبدأ فلا أجد أفضل منه بدليل قوله تعالى " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ". فالصلح مصدر الطمأنينة والهدوء، ومبعث للاستقرار والأمن وينبوع الألفة والمحبة.
لكنني ،وفي هذا المقام تحديدا،ً اعتقد بأنه كان يجب على أصحاب القرار وعقلاء القوم الوقوف عند هذا الحد من الصلح، وعدم الموافقة على الطلب الخاص بوقف تنفيذ العقوبات بحق الطلبة المتورطون، والسبب هو أن جامعة البلقاء ما هي إلا جزء مهم لا يتجزأ من نسيج باقي الجامعات في كافة محافظات المملكة الأردنية الهاشمية، فما حصل من امتداد للعنف الجامعي في جامعة اليرموك والزرقاء الأهلية من قبلها كان أحد أسبابه التهاون في تنفيذ العقوبات مع الطلبة من قبل تلك الجامعة، فموافقة الجامعة على هذا القرار وعدم المحاولة في توضيح مخاطره كان فيها قصر نظر وحل آني لا يخدم إلا المصلحة الخاصة فقط.
أنا مؤمن بان جميع الأطراف المجتمعية التي وافقت على قرار وقف تنفيذ العقوبات حريصون كل الحرص بالحفاظ على مسيرة التعليم في الأردن ويتمنون من قلوبهم أن تنتهي ظاهرة العنف الجامعي، ولكن العاطفة أحيانا قد تتدخل في صنع القرار، إلا أن التضحية في كثير من الأحيان تعتبر بطولة، وقد أردت هنا أن أشير إلى أن العقاب ليس سيئاً عندما يكون المقصود منه ردع ظاهرة معدية قد تؤثر سلباً على المجتمع كله، فالعقاب بالإسلام يجمع بين العدل والرحمة، والعدل يقتضي أن من أخطأ يعاقب وفي هذا رحمة عامة للمجتمع كله، فالعقوبة تصرف المخطئ عن العودة إلى اقتراف الأخطاء كما تصرف غيره عن فعل مثلها، وهذا هو المطلوب بعينه من هذا المقال، والله من وراء القصد.
اللهم احفظ لنا أردننا وطناً ومليكاً وشعباً وأحفظ لنا استقراره.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع