أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
البنتاغون: الولايات المتحدة ما زالت تعتبر هجوم إسرائيل في رفح "محدودا" نائبة الرئيس الأميركي: مأساوية هو أقل ما توصف به ضربات إسرائيل لرفح بلجيكيا تتعهد بتزويد أوكرانيا ب 30 مقاتلة أف 16 الحزب الديمقراطي الإيطالي: حان الوقت للاعتراف بدولة فلسطين الامن العام : لهذا حجزنا على مركبة هذا السائق هالاند ومبابي أعلى هدافي الدوريات الأوربية قيمة سوقية الأمم المتحدة: لا بد أن يتوقف "الرعب" في غزة بعد غارات إسرائيلية مميتة على رفح تجدد القصف الإسرائيلي على رفح الأونروا تصدر تقريرها السنوي بشأن الرعاية الصحية قطر تطلق حملة تسيير طرود غذائية لغزة من الأردن الصحة العالمية عمليات الإجلاء من غزة لدواع طبية توقفت بعد هجوم رفح مؤتمر إقليمي يُوصي بتطوير آليات جديدة لضمان نزاهة وشفافية العمليات الانتخابية غوتيريش يدين العدوان الإسرائيلي على خيام رفح محلل سياسي يتوقع انتهاء العملية العسكرية برفح خلال أيام. زين أبو عودة يعقد العزم للانتخابات النيابية. اعتقال قيادي بعصابة داعش شمالي العراق. قطر تطلق حملة تسيير طرود غذائية لغزة من الأردن الحوثي: الطيران الأميركي البريطاني يشن غارتين على اليمن هالاند ومبابي أعلى هدافي الدوريات الأوربية قيمة سوقية نصر الله يعلق على مجزرة رفح.
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام حيث أُسافر تجرحني اليونان

حيث أُسافر تجرحني اليونان

02-11-2023 10:41 AM

خاص – عيسى محارب العجارمة - تذكّرت أغنية الراحلة ميلينا مركوري، التي كانت في تشرُّدها النضالي تغنّي “حيث أُسافر تجرحني اليونان”، قبل أن تصبح وزيرة للثقافة في اليونان الديمقراطية وأنا مثلها، ما سافرت إلى بلد إلاّ وجرحتني هموم العروبة ولا شك ان غزة على رأسها .

لا مفرّ لك من الخنجر العربيّ، حيث أوليت صدرك، أو وجّهت نظرك. عَبَثاً تُقاطِع الصحافة، وتُعرِض عن التلفزيون ونشرات الأخبار بكلّ اللغات حتى لا تُدمي قلبك .

ستأتيك الإهانة هذه المرّة من صحيفة عربية، انفردت بسبق تخصيص ثلثي صفحتها الأُولى لصورة صدّام وهو يغسل ملابسه .

مشهد حميميّ، يكاد يُذكّرك بـ”كليب” نانسي عجرم، في جلبابها الصعيدي، وجلستها العربيّة تلك، تغسل الثياب في إنــاء بين رجليهــا، وهي تغني بفائض أُنوثتها وغنجها “أَخاصمَــك آه.. أسيبـــك”.

ففي المشهدين شيء من صورة عروبتك. وصدّام بجلبابه وملامحه العزلاء تلك، مُجرّداً من سلطته، وثياب غطرسته، غدا يُشبهك، يُشبه أبَــــاك، أخـــاك.. أو جنســك، وهذا ما يزعجك، لعلمك أنّ هذا “الكليب” الْمُعدّ إخراجه مَشهَدِيـــاً بنيّــة إذلالكَ، ليس من إخراج ناديـــن لبكــي، بل الإعلام العسكري الأميركيّ .

تقول احلام مستغنامي :- تَمَنَّيتُ لو أنني أخذتُ عنه ذلك الإنـــاء الطافح بالذلّ، وغسلت عنه، بيدي الْمُكابِـرَة تلك، جوارب الشّرف العربيّ الْمَعرُوض للفرجـــــة

فاحترام الْمُبدع والْمُفكِّر والعالم بأمريكا لا يُعادله إلاّ احترام الضابط والعسكري لدينا نحن العرب . وربما لاعتقاد أميركا أنّ الأُمم لا تقوم إلاّ على أكتاف علمائها وباحثيها، كان ثـمَّـة خطة لإفراغ العراق من قُدراته العلمية.

وليس هنا مجال ذكر الإحصاءات الْمُرعبــة لقدر علماء العراق، الذين كان لابدّ من أجل الحصول على جثمان العراق وضمان موته السريري، تصفية خيرة علمائه، بين الاغتيالات والسجن وفتح باب الهجرة لأكثر من ألف عالِم من عقوله الْمُفكِّرة، حتى لا يبقى من تلك الأُمّة، التي كانت منذ الأزل، مهـــد الحضارات، إلاّ عشائر وقبائل وقطَّاع طُرق يتقاسمون تجارة الرؤوس المقطوعة.

لكن أميركا تفاجئك حينما تطلب تأشيرة دخول اليها فتوافق حتى وان كنت كاتبا مرموقا معارضا لسياساتها كأحلام مستغانمي مثلا ، لا لأنها تفعل كلَّ هذا بذريعة تحريرك، بل لأنها تعطيك درساً في الحريّة يربكك.

وهنا يكمن الفرق بين أميركا والعالَم العربيّ، الذي أنا قادمة منه، حيث الكتابة والثقافة في حدّ ذاتها شبهة، وحيث، حتى اليوم، يعيش الْمُبدعون العرب، ويموتون ويُدفَنون بالعشرات في غير بلدهم الأصلي.

لقد اختصر الشاعر محمد الماغوط، نيابة عن كلِّ الْمُبدعين العرب، سيرته الحياتية والإبداعية في جملة واحدة "وُلِـدْتُ مذعــــوراً وسأموت مذعـــوراً".

فالْمُبدع العربي لايزال لا يشعر بالأمان في بلد عربي. وإذا كان بعض الأنظمة يتردَّد اليوم قبل أن يسجن كاتباً أو يغتاله، فليس هذا كرماً أو نُبلاً منه، إنما لأن العالم قد تغيَّر، وأصبحت الجرائم في حق الصحافيين والْمُبدعين لا تُسمَّى بسرّية، وقد تُحاسبــه عليها أميركا كلّما جاءها، مُقدِّماً قرابين الولاء، مُطالِباً بالانتساب إلى معسكر الخير.

ولذا اختار بعض الأنظمة العربية الدور الأكثر براءة، وتَمَادَى في تكريم وتدليل الْمُبدعين، شراءً للذِّمم، وتكفيراً عن جرائم في حق مثقفين آخرين.

الحقيقة غير هذه، ويمكن أن تختبرها في المطارات العربية، وعند طلب تأشيرة "أخويّـــة"، وفي مكان العمل، حيث يُعامل الْمُبدع والْمُفكِّر والجامعي بما يليق بالإرهابيّ من تجسّس وحَذَر، وأحياناً بما يفوقه قَصَاصَاً وسجناً وتنكيلاً، بينما يجد في الغرب، وفي أميركا التي يختلف عنها في اللغة وفي الدين وفي المشاعر القوميّة، مَــــلاذاً يحضن حرّيته، ومؤسسات تدعم عبقريته وموهبته.

وما معجزة أميركا إلاّ في ذكاء استقطاب العقول والعبقريات المهدورة، وإعادة تصديرها إلى العالَم من خلال اختراعات وإنجازات علميّة خارقة.
ما الاُسد في النهاية سوى خرفان مهضومة
كلما سافرت احزنتني غزة .
issa








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع