أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السبت .. ارتفاع على درجات الحرارة محللون: خطاب بايدن يحمل الهزيمة للاحتلال والنصر للمقاومة المطران خريستوفوروس : الملك يدفع ثمنا غاليا ليبقى صوته هو صوت المسيحية والإسلام بقايا آليات الاحتلال في جباليا تكشف عن مقاومة ضارية (شاهد) ولي العهد يرعى "منتدى تواصل 2024" الراقصة والقطاع العام .. ماذا يقصد نوفان العجارمة في منشوره بعد احتفالات اليوبيل .. هل ترحل السّلطتان في الأردن معًا شرطة الرصيفة تحقق بوفاة رضيعه ودفنها بصورة غير قانونية حماس: ننظر بإيجابية إلى دعوة بايدن لوقف إطلاق النار الدائم مصير مهرجان جرش بيد الحكومة .. والردود تتصاعد نتنياهو تلقى دعوة رسمية لإلقاء كلمة في الكونغرس عطوة عشائرية بقضية الاعتداء على معلم في عمان بيان من آل صويص حول قضية مصنع لافارج مشاهد مثيرة لكمائن ضد قوات الاحتلال وقنص جنود في رفح (فيديو) الكشف عن خطة إسرائيلية لنقل معبر رفح .. اختفت في مرحلة التنفيذ الدفاع المدني بغزة: انتشال عشرات الشهداء بعد انسحاب الاحتلال من جباليا المعتدل علي لاريجاني يقدم ترشيحه للانتخابات الرئاسية في إيران قرار قضائي بعدم مسؤولية أمين عام وزارة البيئة حول عطاء حارقة نفايات عطل خط ناقل يتسبب بوقف تزويد المياه لأحياء في المفرق جامعة جنت البلجيكية تقطع علاقاتها بكل الجامعات الإسرائيلية
الصفحة الرئيسية أردنيات لماذا ذهب الأمير إلى معان؟

لماذا ذهب الأمير إلى معان؟

لماذا ذهب الأمير إلى معان؟

04-09-2023 10:40 AM

زاد الاردن الاخباري -

لفتة مهمة أن يقوم ولي العهد الأمير حسين بزيارة معان، للتعزية بالشاب حمزة الفناطسة الذي رحل في يوم زفافه بسبب إطلاق النار احتفالا بهذا الزفاف، الذي تحوّل إلى مناسبة مؤلمة جدا.
هي لفتة إنسانية بالتأكيد، والأهم تلك الرسالة التي أوصلها والمتعلقة بإطلاق النار في المناسبات، وهكذا زيارات ذات طابع إنساني تترك أثرا كبيرا لدى الأردنيين، خصوصا، حين يتم توظيف الزيارة لما هو أكبر وأشمل، أي الوقوف مجددا عند قصة إطلاق النار في المناسبات، وكأننا في دهر مضى.
أهمية الزيارة ذات الطابع الإنساني والعاطفي تكمن في الدلالة الفردية للزيارة، مثلما تكمن في الرسائل العامة التي يراد إبراقها من خلال هذه الزيارات، وتعديل السياسات والتصرفات.
هل يعقل أن نتحدث عن نسبة التعليم في الأردن، وكونها من أعلى نسب التعليم في الشرق الأوسط، ولا نجد توقفا للظاهرة، ولا منعا لها في المناسبات، في طقس يستدعي أمرين، أولهما أن إطلاق النار كان يجري في أزمان لا كهرباء فيها، ولا اتصالات، وكان إطلاق النار يجري للإهار، وإبلاغ الآخرين، وثانيهما أن إطلاق النار كان يجري في مناطق مفتوحة عدد السكان فيها قليل جدا، ومتناثر ومتوزع، والخطر يكاد يكون منعدما، لاعتبارات كثيرة، فيما الواقع اليوم مختلف تماما، لكننا نواصل استعمال وسائل قتل وموت للتعبير عن الفرح.
المأساة تكمن في أن كل إنسان يحمل قطعة سلاح ويطلق منها، يظن نفسه أذكى من غيره، وأشطر ممن وقعوا في المصائب، لكن في كل مرة لا أحد لديه القدرة على التنبؤ حول مصيره شخصيا ومصير أحب الناس إليه، وما سيتلو ذلك من مشاكل اجتماعية وقانونية وأوجاع.
ثم يأتي السؤال لماذا يكون مطلوبا منا أن نجامل على حساب حياتنا وحياة أولادنا ونذهب إلى مناسبات مسلحة، وكأننا نحسد أنفسنا على استقرار البلد، ونريد حربا مثل حروب الجيران، تنهمر فيها الصواريخ والرصاص والقذائف، فوق رؤوسنا، بحيث لا يسلم أحد أبدا؟.
نحن مثل كل مرة نشعر بالغضب المؤقت وتظهر ردود الفعل، يوما أو يومين أو ثلاثة أيام، ثم يعود كل شيء إلى حاله، وليس أدل على ذلك من استمرار إطلاق الرصاص في المناسبات، بل إن كل البث الإعلامي اليومي حول حوادث السير المرعبة والقتلى والجرحى والضحايا، لم يوقف تهور السائقين، لأن كل سائق يقول إنه أشطر من غيره في القيادة، فتستمر المآسي، وسط مجتمع يتلقى جرعة مرتفعة جدا من وسائل الإعلام المختلفة، لكنه لا يغير سلوكياته، ويتورط في جرائم قتل تارة عبر حوادث السيارات، أو إطلاق الرصاص.
هل نحن بحاجة إلى مواعظ وحكم وخطابات حتى يتوقف الناس عن هذه الأفعال؟ وهل نحن بحاجة إلى ضحايا كل مرة، حتى نتوقف؟ وأيهما أفضل أن نتخلى عن هذه التصرفات البدائية، أم نواصل إطلاق الرصاص عند الزواج وتخرج الجامعة والثانوية العامة؟ ويتسابق البعض باستعمال الرشاشات، في بلد استباحته تجارة السلاح، وتعب فيه جهاز الأمن العام من كل هذه الملفات، ليس لضعف فيه، بل لكونه يشتبك يوميا مع ملفات المخدرات، والقتل، والمشادات، واستعمال الأسلحة، ومواكب الأعراس والخريجين، وإزعاج الجيران حين يحتفلون إلى ما بعد منتصف الليل، بنجاح ابنهم العبقري في التوجيهي، فتتنزل على رؤوس المحتفلين كل شتائم الدنيا من خلال ألسن الجيران، الذين لا ينامون، في سلوك يعبر عن همجية المحتفل.
نحن شعب ينتحر يوميا، بحوادث السير، والتدخين، وحوادث إطلاق النار، وإدمان المخدرات، وهذه الكلف مرعبة، توجب أن يقف أصحاب القرار عندها، حتى تتوقف هذه الخسارات.
ذهب الأمير من عمان إلى معان، ليس طلبا للشعبية، ولا تسجيل المواقف، ولا صناعة الصورة والسمعة، بل لأن الفاجعة التي هزت بيوت الأردنيين وأوجعتهم، أوجعته أيضا، وأوجبت الوقوف عند الحادثة والنتيجة المؤلمة جدا لكل بيت من بيوت هذا البلد، لا استثني فيهم أحدا.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع