زاد الاردن الاخباري -
"خبر عاجل غير مهم للغاية"، بهذه العبارة قدم مذيع قناة "العربية" السعودية نبأ استقالة وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي لدى وروده اليه اثناء كان يقدم النشرة على الهواء.
وبدا واضحا مدى الاستخفاف الذي تعاطى به المذيع محمد الطميحي مع خبر استقالة قرداحي، وهو ما استشف البعض انه يعكس المزاج الرسمي السعودي حيال الاستقالة.
واعلن قرداحي استقالته الجمعة، في خطوة طال انتظارها على امل ان تنزع فتيل الازمة القائمة مع دول الخليج على خلفية تصريحاته التي انتقد فيها التدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن.
وتشهد علاقات لبنان قطيعة مع ابو ظبي والرياض وعواصم خليجية اخرى على خلفية تصريحات جورج قرداحي التي قال فيها إن المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن "يدافعون عن أنفسهم" في وجه "اعتداء خارجي" من السعودية والإمارات.
وفور نشر تصريحات الوزير جورج قرداحي طلبت السعودية ثم البحرين والكويت من رؤساء البعثات اللبنانية مغادرة أراضيها واستدعت سفراءها من بيروت، في تعبير عن غضب كبير لم يكن حجمه متوقعا. وتبع ذلك استدعاء الإمارات دبلوماسييها من لبنان.
وقال جورج قرداحي في مؤتمر صحفي عقده بمقر وزارة الإعلام في بيروت لاعلان استقالته، إنه وضع المصلحة الوطنية فوق المصلحة الشخصية، واستقال لتجنب إلحاق الضرر باللبنانيين العاملين في الخليج.
وعبر عن امله في ان تشكل الاستقالة مفتاحا لحل الازمة مع دول الخليج.
لكن أوساطا سياسية لبنانية قللت من تأثير استقالة جورج قرداحي على قرار السعودية في إعادة العلاقات مع لبنان، حيث أن المسألة تتجاوز تصريحات الوزير المسيئة، إلى وجود موقف سعودي صارم من استمرار هيمنة حزب الله المدعوم من إيران على السلطة في هذا البلد.
وسبق وأن صرح وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود الشهر الماضي بأنه لا جدوى من التعامل مع لبنان في ظل استمرار "هيمنة وكلاء إيران"، في إشارة إلى حزب الله.
وأوضح "هناك أزمة في لبنان بهيمنة وكلاء إيران على المشهد وهذا هو ما يقلقنا وما يجعل التعامل مع لبنان ليس بجدوى للمملكة ولا أعتقد لدول الخليج"، مضيفا "لا أود اختزال الموضوع في تصريحات شخص معين فالإشكالية أكبر من ذلك. الإشكالية في لبنان هي استمرار هيمنة حزب الله على النظام السياسي".