زاد الاردن الاخباري -
اعلن وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي استقالته الجمعة، في خطوة طال انتظارها ويؤمل في ان تنزع فتيل الازمة القائمة مع دول الخليج على خلفية تصريحاته التي انتقد فيها التدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن.
وقال قرداحي في مؤتمر صحفي عقده بمقر وزارة الإعلام في بيروت، إنه وضع المصلحة الوطنية فوق المصلحة الشخصية، واستقال لتجنب إلحاق الضرر باللبنانيين العاملين في الخليج.
واوضح: "قررت التخلي عن موقعي الوزاري، لأن مصلحة بلدي وأهلي وأحبائي فوق مصلحتي الشخصية".
وأضاف: "بكلامي حول اليمن لم أقصد الإساءة لأحد، لا سيّما دول الخليج بل كان دعوة صادقة لوقف الحرب من أجل مصلحة الأطراف المتحاربة".
وتابع قرداحي قائلا: "نحن أمام تطورات جديدة فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيذهب إلى السعودية، وفهمت من رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي الذي قابلته قبل 3 أيام أن الفرنسيين يرغبون في تقديم استقالتي".
وعزا أسباب ذلك إلى أن "تكون الاستقالة قبل زيارة ماكرون إلى السعودية، لكي تساعد على فتح حوار مع المسؤولين السعوديين حول لبنان".
ومضى قائلا: "أعتقد أن ميقاتي لديه ضمانات أن ماكرون سيفتح موضوع إعادة العلاقات بين لبنان والدول الخليجية مع ولي العهد السعودي (محمد بن سلمان)".
"حان وقت الاستقالة"
وكانت وسائل اعلام استبقت استقالة جورج قرداحي المرتقبة، ونشرت ما قالت انه نص رسالة وجهها إلى كلّ من رئيس الجمهوريّة ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
وكتب قرداحي في الاستقالة المزعومة "أتقدّم إليكم بطلب استقالتي من منصبي كوزير للإعلام، تقديمًا للصالح العام، وأتمنّى منكم قبول الطّلب".
وبعد نشر الكتاب، قال قرداحي: "ما تم تداوله عن تقديم طلب استقالتي للرئيسين عون وميقاتي مفبرك.. وأنا أبلغت الرئيس عون نيتي إعلان الاستقالة ظهر اليوم".
وأفادت وسائل إعلامية لبنانية بأن ميقاتي تمنى على قرداحي عدم عقد مؤتمر صحافي لإعلان استقالته.
كما ان صحيفة "النهار" نقلت عن من مصادر قولها أن "رئاسة الجمهورية لم تستلم بعد أي كتاب من وزير الاعلام جورج قرداحي يعلن فيه استقالته من منصبه".
كذلك أكدت مصادر في رئاسة الحكومة للصحيفة ان "رئاسة مجلس الوزراء لم يصلها أي شيء بعد بشأن الاستقالة"، مشيرة الى ان من المتوقع أن يعلن قرداحي استقالته عند الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم في وزارة الاعلام خلال مؤتمر صحافي سيعقده لهذه الغاية.
وكان قرداحي قال في تصريحات صحافية عقب اجتماعه برئيس الحكومة نجيب ميقاتي الخميس "لقد حان وقت الاستقالة، وأنا مقتنع بأنني اتخذت القرار الصحيح في التوقيت الصحيح، ولذلك أشعر براحة داخلية".
ولفتت مصادر إلى أن استقالة جورج قرداحي المرتقبة تأتي لفتح باب التفاوض قبيل الزيارة المقررة السبت، للرئيس الفرنسي ماكرون للسعودية، والذي قالت تقارير انه سيعرض على المسؤولين السعوديين مبادرة لانهاء الازمة.
واكد قرداحي هذا الامر قائلا أن استقالته تهدف إلى إعطاء دفع إيجابي لمبادرة الرئيس الفرنسي، مشيرا إلى أنه سيعقد مؤتمرا صحافيا عند الواحدة بعد الظهر في مقر وزارة الإعلام.
غضب خليجي متدحرج
وتشهد علاقات لبنان منذ الشهر الماضي، توترا وقطيعة مع ابو ظبي والرياض وعدد من العواصم الخليجية الاخرى على خلفية تصريحات قرداحي التي سجلت قبل توليه مهام منصبه، وقال فيها إن المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن "يدافعون عن أنفسهم" في وجه "اعتداء خارجي" من السعودية والإمارات.
وفور نشر تصريحات قرداحي حول الموقف من هذه الحرب، طلبت السعودية ثم البحرين والكويت اثر ذلك من رؤساء البعثات الدبلوماسية اللبنانية مغادرة أراضيها، واستدعت سفراءها من بيروت، في تعبير عن غضب كبير لم يكن حجمه متوقعا.
وايضا قررت السلطات الكويتية "التشدد" في منح تأشيرات للبنانيين.
وتبع ذلك استدعاء الإمارات دبلوماسييها من بيروت، .
وبينما أعربت الحكومة اللبنانية مرارا عن "رفضها" تصريحات قرداحي، مؤكدة أنها لا تعبر عن موقف لبنان الرسمي، رفض قرداحي الاعتذار، وقال لقناة محلية إن استقالته "غير واردة".
وبدوره، كان رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي دعا قرداحي مرارا إلى "تغليب المصلحة الوطنية"، في إشارة ضمنية الى استقالته. كما اعتبر الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي أن الاستقالة قد "تنزع فتيل الأزمة".
استقالة جورج قرداحي غير كافية
وكشفت مصادر مطلعة في وقت سابق بأن استقالة جورج قرداحي المرتقبة هي "تتويج لاتصالات داخلية وأخرى عابرة للحدود شارك فيها ماكرون ومستشاره باتريك دوريل".
وزير الخارجية السعودي اعتبر ان استقالة جورج قرداحي لن تكون كافية
لكن أوساطا سياسية لبنانية قللت من تأثير استقالة جورج قرداحي على قرار السعودية في إعادة العلاقات مع لبنان، حيث أن المسألة تتجاوز تصريحات الوزير المسيئة، إلى وجود موقف سعودي صارم من استمرار هيمنة حزب الله المدعوم من إيران على السلطة في هذا البلد.
ويرى مراقبون أنه من غير المرجح أن تفضي مبادرة ماكرون إلى تسوية الأزمة اللبنانية- الخليجية طالما أن الوضع السياسي في لبنان على حاله.
وسبق وأن صرح وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود الشهر الماضي بأنه لا جدوى من التعامل مع لبنان في ظل استمرار "هيمنة وكلاء إيران"، في إشارة إلى حزب الله.
وأوضح "هناك أزمة في لبنان بهيمنة وكلاء إيران على المشهد وهذا هو ما يقلقنا وما يجعل التعامل مع لبنان ليس بجدوى للمملكة ولا أعتقد لدول الخليج"، مضيفا "لا أود اختزال الموضوع في تصريحات شخص معين فالإشكالية أكبر من ذلك. الإشكالية في لبنان هي استمرار هيمنة حزب الله على النظام السياسي".