زاد الاردن الاخباري -
قال الخبير اختصاصي الوبائيات الدكتور عبد الرحمن المعاني: ان تلقي جرعتي لقاح فيروس كورونا لا يعتبر مبررا لإقامة الأنشطة والتجمعات التي تشهد ازدحاما كبيرا أو المشاركة فيها خصوصا مع دخولنا لفصل الشتاء.
وأضاف المعاني: ان تلقي جرعتي اللقاح لا يمنع الإصابة بالفيروس، إنما يقلل من الأعراض الشديدة عند الأشخاص الذين تلقوا اللقاح، كما انهم ينقلون العدوى للاخرين في حال إصابتهم، وبالتالي فإن تلقي اللقاح لا يبرر إقامة التجمعات او عدم الالتزام بإجراءات السلامة العامة من ارتداء للكمامة والتباعد الجسدي وتجنب الاختلاط، لاسيما مع تغير المؤشرات الوبائية مؤخرا بالمملكة ودخولنا لفصل الشتاء الذي تنشط الفيروسات فيه، بحسب يومية الراي.
واعتبر المعاني ان المؤشرات الوبائية الحالية تشير الى دخول المملكة لانتكاسة وبائية واضحة المعالم، حيث ان هناك زيادة تصاعدية للأرقام، فالأسبوع الـ45 والذي انتهى أمس شهد حوالي 21 ألف إصابة بزيادة عن الأسبوع الـ44 والتي كانت الإصابات فيه اكثر من 15 الف إصابة، أي بزيادة ما نسبته 34%.
أما عدد الوفيات وفق المعاني، فقد كانت في الأسبوع الـماضي 136وفاة، في حين كانت في الأسبوع الذي قبله 95، أي بزيادة ما نسبته 42%، كما ان هناك ارتفاعا في عدد الأشخاص الذين يتعالجون من الفيروس في المستشفيات، حيث وصلوا الى 860 حالة، والحالات النشطة أي التي تم اكتشافها خلال 14 يوما فاقت 36 الفا، والفحوصات الإيجابية تجاوزت الـ 8,6%، مبينا ان هناك زيادة ملحوظة في جميع المؤشرات دون استثناء.
ولفت الى ان انتشار الفيروس حاليا بالمملكة يعتبر الأعلى في العالم من حيث سرعة الانتشار، كما ان الأردن في المرتبة الرابعة على مستوى الشرق الأوسط وشمال افريقيا من حيث أعداد الإصابات والوفيات، مشددا على ان جميع المؤشرات الوبائية مهمة، ولا يجوز ان نبني او نقيم الوضع لدينا بناء على معيار واحد فقط.
وعن المطلوب عمله الان في ظل تغير الوضع الوبائي خلال الفترة الأخيرة، طالب المعاني بتغيير منهجية العمل في مكافحة كورونا، والعودة لبعض الاجراءات السابقة، كالسيطرة ومتابعة الأشخاص المصابين المعزولين منزليا والمخالطين، فكثيرا منهم على الرغم من إصابتهم ما زالوا يتنقلون في الأسواق والمدارس والجامعات وكل الأماكن.
وأكد عدم إرسال رسائل متناقضة من جهات معينة، فالرسائل التطمينية والتي لا تمت للواقع بصلة في ظل انتكاسة وبائية متوقعة، تربك وتشوش المواطنين، وتعزز عدم ثقة المواطنين في القرارات المتخذة، فالأصل ان تكون الرسائل واضحة وغير متناقضة وتعكس الوضع الوبائي بمصداقية، فمثلا احتمالية الإغلاق الجزئي واردة حاليا، ولا يجوز تحييد اي خيار في حال تصاعد الأرقام، او تطمين المواطن بأنه لن يكون هناك إغلاقات قادمة.
ودعا المعاني الى تشديد الرقابة الصحية الميدانية على المنشآت والمواطنين، وعدم التساهل في طريقة التعامل مع المؤسسات الحكومية والخاصة في الالتزام بطرق الوقاية الشخصية، بالإضافة الى وقف جميع الأنشطة كالحفلات والمهرجانات والمناسبات الاجتماعية.