زاد الاردن الاخباري -
أثار تسجيل وفيات بفيروس كورونا لأشخاص تلقوا اللقاحات في الأردن، تساؤلات عدة حول نجاعة المطاعيم، وما إن كانت بالفعل تقي من خطر الوفاة أم لا؟
جاء ذلك بعد تحقق من تسجيل وفيات لأشخاص تلقوا الجرعة الأولى والثانية من لقاحات كورونا، بسبب مضاعفات الإصابة.
رئيس لجنة الصحة في المركز الوطني لحقوق الإنسان، الدكتور إبراهيم البدور قال، إن غالبية من تم إدخالهم للمستشفيات خلال الأيام الأخيرة، ممن متلقي اللقاح هي لأشخاص تلقوا لقاح "سينوفارم" الصيني.
وأوضح البدور، أن أي شخص تلقى المطعوم الصيني يجب أن يأخذ جرعة ثالثة من لقاح آخر، مبينا أن الفوج الأول والذي تلقى اللقاح الصيني من شهر كانون الثاني/ديسمبر حتى شهر نيسان/أبريل، عليه تلقي جرعة أخرى من لقاح آخر، لأن الفوج الثاني الذي وصل إلى المملكة من اللقاح الصيني كان أكثر نجاعة من الذي كان قبله.
وأضاف "أننا في الأردن ليس لدينا أي خيار سوى تلقى اللقاح في الوقت الحالي، والفيروس عنيد جدا ودورة حياته أسفرت عن متحورات كثيرة عصفت بجميع دول العالم".
من جانبه، قال الوزير الأسبق عزمي محافظة، إنه حتى الآن لم تعلن وزارة الصحة عن عدد الوفيات التي سجلت لأشخاص تلقوا لقاح كورونا.
وأضاف، أن أعداد الإصابات والوفيات التي تم إعلانها خلال الأيام القليلة القادمة، لا تزال ضمن المعقول وضمن المعدلات المتوقعة، عقب فتح القطاعات وإقامة الحفلات والمباريات وغيرها.
وأكد محافظة أن ارتفاع أعداد الإصابات في الأردن يأتي بالتزامن مع ارتفاعها في جميع دول العالم، خاصة أوروبا، وبالتالي لا يمكن التنبؤ في مدى السيطرة على دورة حياة الفيروس.
من جهته، قال أخصائي الأمراض الصدرية الدكتور محمد الطراونة، إن ما يتم تأكيده حول منع لقاحات كورونا من حدوث الوفيات هو أمر عار عن الصحة.
وأضاف الطراونة، أن اللقاحات مهمة جدا، وهي لا تحمي من نقل العدوى أو حدوث المضاعفات بنسبة 100 في المئة، مشيرا إلى أنه بعد مرور عام على وجود اللقاحات أثبتت التقارير والدراسات والأبحاث العالمية أن اللقاحات تقلل من احتمالية الإصابة 5 أضعاف، وتقلل احتمالية الدخول إلى المستشفيات بعشرة أضعاف، وتقلل احتمالية حدوث الوفاة الناتجة عن المضاعفات 11 ضعفا، لكنها لا تنعدم أي الوفيات.
وشدد في الوقت ذاته على أهمية الالتزام بارتداء الكمامات، معتبرا أنها لا تقل أهمية عن اللقاحات، كما شدد على عدم وجود أي تجمعات آمنة.
وفي هذا الصدد دعا الطراونة إلى ضرورة تشديد الإجراءات الحكومية الاحترازية والوقائية، وأن تكون على تواز مستمر مع عملية زيادة وتيرة التلقيح.
ولفت إلى أن تعامل الحكومة مع الأزمة الصحية بطريقة سياسية أمر خاطئ، مشددا على ضرورة اتباع الآراء العلمية التي تقول إن كل الموجات التي حصلت في العالم مرتبطة بتجمعات جماهيرية مثل ما حصل في مهرجان جرش، وعدم متابعة الالتزام بالإجراءات الوقائية، وضعف عملية التلقيح، بالإضافة إلى التصريحات المتضاربة الناتجة عن المسؤولين الصحيين، معتبرا أنها تسببت بحالة إرباك لدى المواطنين.
وحول التجمعات الجماهيرية، أكد الطراونة أنها كانت السبب في ما أسماها "الانتكاسة الوبائية" التي تحصل في الأردن أو "الموجة الرابعة".
ودعا الحكومة إلى العودة خطوة للخف وضبط التصريحات، وأن تكون المرجعية الصحية واحدة وهي وزارة الصحة، المسؤولة عن الأمن الصحي الأردني.
وفيما يتعلق بأرقام الإيجاز الحكومي اليومي الصادر عن وزارة الصحة، أكد الطراونة أنه لا يعكس الوضع الوبائي الحقيقي، وأن الأرقام الفعلية أكبر بكثير من الأرقام التي يتم إعلانها، مشيرا إلى أن الفحوص التي تجريها الحكومة غير موجهة، حيث لا يتم إجراء فحوص للمخالطين، فضلا عن رفض الأردنيين الذهاب للمستشفيات والاكتفاء بالعلاج في المنازل.
وحذر الطراونة من الموجة الحاصلة حاليا في الأردن والعديد من دول العالم، معتبرا أنها "مقلقة للغاية"، في الوقت الذي تتزامن فيه مع فيروسات أخرى مثل الانفلونزا وH1N1 (انفلونزا الخنازير) وغيرها، حيث دعا الحكومة مجددا إلى اتباع الإجراءات الاحترازية وتطبيق أوامر الدفاع على الجميع.
وكان وزير الصحة الدكتور فراس الهواري، قد صرح في الثالث والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أن 90 في المئة من إدخالات المستشفيات لمصابين بفيروس كورونا هم من غير الحاصلين على اللقاحات، مقدرا في حينه أن من يحتاجون الجرعة الثالثة المعززة يبلغ حوالي 800 ألف شخص.