زاد الاردن الاخباري -
خفضت الشركة الموردة للمطعوم الرباعي للإنفلونزا الموسمية حصة وزارة الصحة من المطعوم الى اقل من نصف الكمية المتفق عليها، بواقع 41 %، بعد أن اعتذرت هذه الشركة عن تأمين 170 الف جرعة للقطاع الحكومي، بسبب زيادة الطلب العالمي على اللقاح.
وكانت وزارة الصحة وعدت بتوفير جرعات المطاعيم الموسمية (الرباعي) لجميع الفئات المستهدفة المسجلة كما هو مخطط ضمن استراتيجيتها، غير أن الشركة الموردة وافقت على توريد 70 ألف جرعة فقط، يتوقع أن تتسلمها "الصحة” منتصف الشهر المقبل.
وكانت الوزارة قد طلبت الشهر الماضي من هذه الشركة توفير 170 ألف جرعة من "الرباعي”، لكن في ظل زيادة الاقبال العالمي على المطاعيم الموسمية للوقاية من أمراض الشتاء اضطرت الشركة إلى خفض حصة الوزارة الى اقل من نصف الكمية المطلوبة.
وبحسب ما أكده أمين عام الوزارة لشؤون الأوبئة والأمراض السارية، مسؤول ملف كورونا، الدكتور عادل البلبيسي في تصريح لـ”الغد” فإن الوزارة ارتأت، كإجراء احترازي، طرح عطاء جديد على شركات أجنبية لتوفير المطعوم الرباعي ليصار الى توزيعها على الفئات المستهدفة مجانا. ومع الدفعة الجديدة، تكون الوزارة وفرت 148 ألف جرعة من اللقاح، منها 78 ألف جرعة تسلمتها الشهر الماضي كمنحة من الاتحاد الأوروبي، و70 ألفا مقدار الدفعة الثانية يتوقع ان يتم استلامها منتصف الشهر المقبل، وفق البلبيسي.
وجاءت منحة الـ 78 الف جرعة من لقاح الانفلونزا الموسمية الرباعي من جمهورية ألمانيا الاتحادية في إطار دعم القطاع الصحي الاردني، حسبما أوضح البلبيسي.
وعقب تسلم المنحة الأوروبية، أوضحت وزارة الصحة في بيان صحفي نهاية الشهر الماضي، ان هذا التبرع يأتي بالتعاون مع مكتب منظمة الصحة العالمية في الأردن، لدعم جهود الوزارة في تطعيم الكوادر الصحية والعاملة في مجال الرعاية الصحية، وكبار السن الذين تزيد أعمارهم على 65 عاما، والمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، وفقا للأسس التي وضعتها الوزارة حسب الفئات المستهدفة لأخذ المطعوم الموسمي.
وكانت الوزارة تعاقدت قبل الجائحة على نحو 100 ألف جرعة، تم تخصيصها للكوادر الصحية العاملة في مستشفيات وزارة الصحة والخدمات الطبية والمستشفيات التعليمية في الجامعات.
وجدد البلبيسي تأكيداته أن الوزارة "لن تجبر أي شخص على التلقيح، كما أن المطعوم متوفر في صيدليات القطاع الخاص بشكل اختياري”، مشيرا إلى أن "مفعول المطعوم الرباعي في إفراز الأجسام المضادة يبدأ بعد 14 يوما من أخذ اللقاح”.
من جهته، أكد عضو لجنة الأوبئة الوطنية الدكتور بسام الحجاوي أنه "إذا احتاجت وزارة الصحة مزيدا من مطاعيم الانفلونزا فلن تترد في طرح عطاء رسمي جديد من شركات منتجه للقاح، لكن في ظل الكميات المتوفرة حاليا، سيتم إعطاء الأولوية للفئات المستهدفة، وبخاصة للكوادر الصحية، ومن ثم لذوي الأمراض المزمنة وكبار السن عبر توفيرها في المراكز الصحية والمستشفيات الحكومية”.
وأضاف الحجاوي: "بما أن المطعوم الرباعي متوفر الان في القطاع الحكومي وفق الاولويات الصحية، وبخاصة للأشخاص المعرضين لخطر الإنفلونزا الموسمية أثناء جائحة كورونا، فإن من يرغب في حماية نفسه من الإنفلونزا الموسمية لا سيما الحوامل والمرضعات والمصابون بضعف أجهزة المناعة، فاللقاح متوفر في صيدليات القطاع الخاص”.
ويباع مطعوم الرباعي في القطاع الخاص بسعر 14.75 دينار للمستهلك، حيث كانت نقابة الصيادلة وفرت منذ بداية الشهر الماضي ما يقارب 120 الف جرعة للصيدليات الراغبة ببيع المطعوم. واعتبر الحجاوي أن التطعيم هو الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من العدوى وللتبعات الشديدة التي تسببها فيروسات الانفلونزا، إذ يقلل مضاعفات المرض ونسبة الإدخال للمستشفيات، ويؤمن حماية من الفيروسات الشائعة.
إلى ذلك حفل موقع وزارة الصحة الإلكتروني برسائل توعوية للوقاية من الإنفلونزا الموسمية، نصح معظمها بتجنب مخالطة الأشخاص الذين تظهر عليهم أي من أعراض الإصابة بالأمراض التنفسية.
بدوره، أكد رئيس جمعية اطباء الصدر الأردنية السابق الدكتور خالد أبو رمان، أن "الأفضل أن يبدأ موسم التلقيح بمطعوم الانفلونزا في بداية فصل الشتاء وليس في منتصف الفصل أو نهايته، لأن الفيروس قد يداهم الجهاز التفسي في جسم الانسان بشكل مفاجئ، والأعراض المرضية تكون وخيمة”. وأضاف أن العلاج عند الإصابة بالانفلونزا ينبغي أن يكون في المنزل للحصول على الراحة والنوم اللذين يساعدان الجهاز المناعي على محاربة العدوى، مع تناول الكثير من السوائل والمسكنات بحسب شدة الإصابة.
وحذر أي شخص لديه مشاكل معينة مزمنة في الجهاز التنفسي، مثل الربو ومرض الرئة، من استخدام جهاز بخاخات استنشاق عبر الأنف لعلاج الإنفلونزا الموسمية.