زاد الاردن الاخباري -
عمان-بمناسبة مئوية تأسيس الدولة الأردنية نظم منتدى الرواد الكبار اول من أمس محاضرة بعنوان "أثر الهجرة على الأردن"، القاها استاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردني ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية سابقا د. موسى شتيوي، ادارتها المستشارة الثقافية القاصة سحر ملص بحضور رئيسة جمعية الأسرّة البيضاء ميسون العرموطي.
العرموطي التي رحبت بالمحاضر والضيوف قائلة "نلتقي مع عالم من علماء الاجتماع الأردنيين هو د. موسى شتيوي الذي نذر نفسه للعلم والبحث في هذا المجال ليحدثنا عن موضوع من اهم الموضوعات هو "أثر الهجرات على الأردن"، مبينا ان هذه المحاضرة تأتي ضمن برنامج ثقافي يسعى لطرح كل ما هو جديد في مجال الثقافة والفكر".
وأضافت "رعانا هذا الوطن ونحن صغاراً، وحنى علينا وعلى كل من تفيّء عزه، وعاش على ثراه، نقف اليوم رجالاً ونساءً شيوخاً واطفالاً مكللين بغار العزة والفخار بهذا الوطن القوي الصامد الذي بنيناه معاً، واقسمنا على الوفاء له والتضحية من أجله حتى الرمق الأخير، لنرفع رايته خفّاقة.
قال د. موسى شتيوي إن الأردن منذ نشأته كان مقصدا للمهاجرين ومن أبرز هذه الهجرات كانت هجرة الشيشان والشركس في نهاية القرن التاسع عشر، والهجرة الأرمنية في بداية القرن، ثم اللجوء الفلسطيني، مبينا ان الأردن شكل ملاذا للمهاجرين من الدول الشقيقة، مشيرا الى ان "الأردن هو ثاني أكبر دولة مضيفة للاجئين في العالم"، فقد تأثر الأردن في النصف الثاني من القرن العشرين ولا زال يتأثر بموجات متلاحقة من الهجرة القسرية القادمة التي كان لها انعكاساتها في المجتمع.
وتحدث شتيوي عنالنمو الديموغرافي الغير طبيعي الذي حصل في تعداد سكان الأردن اليوم حيث يصل إلى أكثر من "40%"، مما كان عليه عند تأسيس الدولة في العام 1920، لافتا الى أن وجود ما يقارب "3.538"، ميلون نسمة من غير الأردنيين أدى الى ارتفاع كبير في معدلات النمو السكاني في الأردن، وهذا أثر في عملية الانتقال الديمغرافي، وشكل تحديا امام استغلال تحقق الفرصة السكانية المتوقعة نتيجة لاختلاف أنماط الانجاب والوفاة لغير الأردنيين عن الأنماط السائدة بين الأردنيين، وتشير البيانات الى ارتفاع اعداد المواليد بين اللاجئين السوريين مما يسهم في ارتفاع معدلات الانجاب الكلية في الأردن.
وعرف شتيوي مصطلح الهجرة الذي يعني انتقال الناس افرادا او جماعات من موطنهم الأصلي الى مكان أخرى، والاستقرار فيه بشكل دائم او مؤقت بحثا عن مستوى أفضل للعيش والسكن والامن، بهذا المعنى تكون الهجرة فردية او جماعية طوعية او قسرية مؤقته او دائما، مبينا ان اثار الهجرة على أي مجتمع مسالة في غاية التعقيد وتحتاج لدراسات خاصة أن هناك تأثيرات مباشرة وأخرى غير مباشرة، كما ان الاثار عادة ما تنطوي على سلبيات وايجابيات في الوقت نفسه او سلبيات في مرحلة معينة وايجابيات في مرحله أخرى والعكس صحيح.
وتحدث شتيوي عن الهجرات الدولية المتعاقبة للأردن أدت الى زيادة سكانية كبيرة ناجمة عنها ضغوط لم تكن معروفة سابقا على الموارد المتاحة كالموارد الطبيعية "المياه والأراضي الزراعية والبيئة"، "التعليم والصحة والإسكان"، كما شكلت الأعداد الكبيرة من الداخلين الجدد الى سوق العمل الأردني من غير الأردنيين ضغطا متواصلا على فرص العمل المتوافرة، مما أدى الى تفاقم ظاهرة البطالة.
ورأى المحاضر ان وجود اعداد كبيرة من العمالة الوافدة أدى الى تدني الأجور في بعض القطاعات الاقتصادية نظرا لزيادة العرض من قوة العمل وخاصة غير الأردنية التي تميل الى قبول العمل بأجور تقل كثيرا عن الأجور التي تقبلها العمالة الأردنية.
وأشار شتيوي الى ان هجرة الأيدي العاملة الأردنية إلى الخارج التي أسهمت في خلق تيار معاكس من الهجرة الدولية للأيدي العاملة غير الأردنية القادمة الى الأردن، وبدأت تيارات المهاجرين القادمين في التدفق على الأردن منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي للعمل في المشاريع التي تضمنتها الخطط التنموية المختلفة لسد النقص الناجم عن هجرة الأيدي العاملة الأردنية الى الخارج.
ولم تقتصر موجات الهجرة القادمة الى الأردن على العمالة الوافدة فحسب، بل شهد الأردن قدوم موجات متلاحقة من الهجرات القسرية نتيجة للصراعات السياسية التي شهدتها المنطقة في القرن الماضي، واستقبل الأردن اعدادت كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين نتيجة الحرب العربية الإسرائيلية في العام 1948 واعدادا كبيرة من النازحين في 1967، كما شهد الأردن قدوم هجرات قسرية من لبنان في العام 1975، والعراقيين في العام 1990، تلتها نشوب ازمة الخليج الثانية في العام 1991، والهجرة العراقية اثر حرب 2003، وادت الاحدث التي شهدها سوريا في العام 2011، الى قدوم موجات متلاحقة ومستمرة من اللاجئين.