زاد الاردن الاخباري -
حذّرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، الجمعة، من مغبة السياسة التي تنتهجها حكومة اليمين في تل أبيب إزاء الأردن.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يبدي حرصاً على الاستثمار في علاقتها مع الأردن، على الرغم من أنهما تتقاسمان نفس المواقف مع الكثير من القضايا الإقليمية. وأوضحت أن التجاهل الإسرائيلي للأردن يأتي في وقت يكتسب أمن المملكة واستقرارها أهمية كبيرة للاحتلال الإسرائيلي بسبب موقعها الجغرافي، على اعتبار أنها تتاخم كلاً من العراق وسورية والسلطة الفلسطينية.
ووصفت الصحيفة أهمية الأردن لـ”إسرائيل”، قائلة إن المملكة تمثل “الصخرة التي تتحطم عليها عادة التحديات والصراعات التي تنفجر”.
وشددت على أن التوقيع على اتفاقات التطبيع مع الدول الخليجية لا يمكن أن يكون بديلاً عن العلاقة مع الأردن، مؤكدة أهمية المملكة بسبب طابع دورها في القدس وعلاقتها بالفلسطينيين.
وأبرزت الصحيفة أن الأردن ردّ على تجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمطالبه عبر إصراره على استعادة منطقتي “الباقورة” و”الغمر”، وعدم تمديد فترة تأجيرهما لإسرائيل.
وبحسب الصحيفة، فإن الأردن غير معني بتحريض المنطقة على إسرائيل، وهو معني باستقرار الأمور، لكنه في الوقت ذاته يتطلع إلى أن تبدأ إسرائيل بالإصغاء إليه.
ومع ذلك، فإن الصحيفة رصدت بعض الخطوات التي أقدمت عليها عمّان للتعبير عن رضاها عن السلوك الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الأردن، بصفته راعي الأماكن المقدسة في القدس، يمارس ضغوطاً متزايدةً على تل أبيب بشأن سياساتها في القدس، حيث يحذر من تبعات سلوكها إزاء الأماكن المقدسة، وتحديداً في الحرم القدسي الشريف.
وذكرت أن ممثلية الأردن في الأمم المتحدة تدعم مشاريع القوانين التي تقدمها فلسطين للجمعية العامة للأمم المتحدة ضد حرص إسرائيل على إرساء الحقائق (الاستيطانية والتهويدية) في المدينة المقدسة.
ولفتت إلى أن الحراك الفلسطيني الأردني المنسق يأتي عشية تولي إدارة جديدة مقاليد الحكم في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن كلاً من عمّان ورام الله تتوقعان تحولاً في سياسات الإدارة الجديدة تجاه الصراع.
في الوقت ذاته، فإن الصحيفة تشير إلى جهود يقدم عليها الملك عبد الله الثاني لمواجهة الأوضاع في المملكة، من خلال الحرص على تحسين العلاقات مع دول الخليج، مشيرة إلى لقائه الثلاثي مع قادة الإمارات والبحرين، إلى جانب إقدام الأردن على إجراء مناورة عسكرية مع مصر، في وقت تتجنب القيادة الأردنية عقد لقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين.
ودعت الصحيفة حكومة الاحتلال الإسرائيلية إلى استغلال وصول إدارة جو بايدن للحكم في الولايات المتحدة وتحسين العلاقة مع عمّان، منبّهة إلى أن نتنياهو مطالب بالاستماع للملك عبد الله الثاني وتقدير قلقه، إلى جانب إرسال رسائل إيجابية إلى عمّان. وأعادت للأذهان حقيقة أن الجمود في العلاقات بين القيادات السياسية في كل من عمّان وتل أبيب يقابله تعاون في الكثير من القضايا المتعلقة بالأمن الإقليمي.