زاد الاردن الاخباري -
تحت عنوان "بايدن يواجه تحديات وفرصاً في الشرق الأوسط"، نشر موقع "ذا هيل" الأميركي قراءة لحاكمة ولاية كنساس، لورا كيلي، تستعرض فيها ما ينتظر الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بعد 4 سنوات اتخذ خلالها الرئيس دونالد ترامب قرارات مصيرية أثّرت في المنطقة.
كيلي التي أكّدت أنّ إدارة ترامب تعمل حالياً على تعزيز التغييرات السياسية التي لطالما سعى إليها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، نبّهت من أنّ بايدن سيتولى منصبه في وقت يبدو فيه الإسرائيليون والفلسطينيون أكثر تباعداً لجهة التفاوض حول حل الدولتيْن من جهة، وبالتزامن مع "اتحاد الدول الخليجية مع إسرائيل" لمواجهة الجهود الأميركية الرامية إلى إعادة التعاطي مع إيران بشأن برنامجها النووي من جهة ثانية.
من جهته، قال الباحث الأقدم في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، آرون ديفيد ميلر: "الحقيقة هي أنّ القضية الإسرائيلية-الفلسطينية لن تحتل رأس أولويات إدارة بايدن المتعلقة بالسياسة الخارجية في الشرق الأوسط، بل إيران". وتابع ميلر: "لماذا ستكون (مسألة إيران) الأولوية؟ لأنّها المسألة الوحيدة في هذه المنطقة برمتها التي يمكن أن تتسبب بتوترات وأعمال تصعيد من شأنها أن تؤدي إلى مواجهة عسكرية، ليس بين إسرائيل وإيران فحسب، بل بين الولايات المتحدة وإيران ربما، وذلك على خلفية الملف النووي".
وفي حين لفتت كيلي إلى أنّ الملف الإيراني يمثّل أولوية بالنسبة إلى نتنياهو، بعدما صارح الرئيس باراك أوباما علناً بشأن سعيه إلى إبرام الاتفاق النووي واحتفل بانسحاب ترامب منه وحملة "الضغوط القصوى"، ذكّرت بموقف بايدن المؤيد للعودة إلى الاتفاق النووي. وعلّقت كيلي بالقول إنّ جمهوريين وديمقراطيين في الكونغرس يعارضون هذه الخطوة، مضيفةً بأنّ دول الخليج تضغط على بايدن من أجل الامتناع عن التعاطي مع إيران.
وبعد التذكير بتصريح سابق لوزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني ناشد فيه الفلسطينيين والإسرائيليين الجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل التمكّن من تحقيق "حل الدولتيْن"، استبعدت كيلي أن يتراجع بايدن عن عدد كبير من التغييرات السياسية ذات الصلة مثل نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة والاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل. في المقابل، كتبت كيلي: "إلا أنّ بايدن تعهد بإعادة التعاطي مع الفلسطينيين الذين قطعوا العلاقات مع ترامب في 2018".
في هذا السياق، رأى الزميل الأقدم في معهد واشنطن، غيث العمري، أنّ الفلسطينيين يتموضعون من أجل إعادة التعاطي مع إدارة بايدن، وذلك في ضوء إعلان فلسطين عودة التنسيق مع الاحتلال قبل 10 أيام تقريباً.
بدوره، شدّد مسؤول أميركي سابق على أهمية تغيير السفير الأميركي الحالي إلى تل أبيب، ديفيد فريدمان، واصفاً إياه بأنّه "عامل ذو تأثير سلبي جداً على مستوى احتمالات تحقيق تقدّم باتجاه السلام من جهة، ومفاقمة المشاكل على الأرض من جهة ثانية".
عن خليفة فريدمان، رجح المسؤول أن يكون شخصية يُنظر إليها على أنّها تتمتع بثقة الرئيس المنتخب وقادرة على الموازنة بين مطالب الجهات المعنية، أي المجتمعات الأميركية الموالية لإسرائيل، والمجتمعات العربية-الأميركية والحركات الموالية للفلسطينيين.
توازياً، تناولت كيلي التغييرات السياسية في عهد ترامب، مشيرةً إلى أنّها "عززت موقف نتنياهو"؛ ففي حين "علّق" نتنياهو خططاً استيطانية توسعية مقابل إقامة علاقات ديبلوماسية مع الإمارات والبحرين، شرعنت إدارة ترامب، بل وزير الخارجية مايك بومبيو بشكل خاص، وجودها. وأوضحت كيلي في هذا الإطار أنّ بومبيو نقض قراراً قانونياً اتخذته الخارجية الأميركي، إذ رفع القيود التي تحظر الاستثمارات الأميركية في برامج العلوم والأبحاث والمستوطنات الإسرائيلية من بين قرارات أخرى، ناهيك أنّه أصبح المسؤول الأميركي البارز الأول الذي يزور مستوطنة إسرائيلية.
وعلى الرغم من إشادة نتنياهو العلنية ببومبيو (يُحتمل أن يترشح للرئاسة في 2024)، استبعدت كيلي أن يتخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي موقفاً مشدداً من بايدن "بالمقارنة مع طريقة مواجهته الرئيس أوباما على خلفية مسألة المستوطنات وإيران". ونقلت كيلي عن السفير الأميركي السابق إلى إسرائيل، دانييل كورتزر، قوله: "اتسمت علاقة أوباما-نتنياهو بالقتالية بسبب نتنياهو بشكل أساسي". وتساءل كورتزر: "هل يريد نتنياهو العلاقة نفسها مع بايدن؟ أعتقد أنّ الإجابة هي لا. نحن نعرف أن بايدن يتمتّع بعلاقة مقربة جداً مع إسرائيل والقادة الإسرائيليين، خلال مسيرته الطويلة في مجلس الشيوخ، ولم تكن هذه العلاقة سياسية فحسب، إذ أوضح أنّ إسرائيل في قلبه وليس في عقله فحسب".