مؤتمر الامن الغذائي يتوصل الى مبادرة لمواجهة تغير المناخ

زاد الاردن الاخباري -

 

 

 

توصل المشاركون في مؤتمر الأمن الغذائي والتغير المناخي في المناطق الجافة اليوم الاثنين الى مبادرة الشرق الأوسط الإقليمية الجديدة لمواجهة تغير المناخ والتي تعد بقدر أكبر من الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي.

وقال مدير عام المركز الدولي للبحوث الزراعية ( ايكاردا) الدكتور محمود الصلح انه نتيجة لتزايد ندرة المياه بشكل يهدد تغيرات المناخ على الزراعة في المناطق الجافة في الشرق الأوسط والبلدان النامية الأخرى فقد اطلق مجموعة من الخبراء مشروعا يعطي أملا جديدا للمزارعين في مواجهة النقص المتزايد في المياه.

واضاف خلال بيان صحفي صدر عن ايكاردا اليوم ان الخبراء اجمعوا على ان تحسين تقنيات الري في الزراعة البعلية سيسمح للمزارعين بمضاعفة انتاج محاصيل القمح باستخدام ثلث كمية المياه التي تستخدم في اساليب الري الكامل، حيث من الممكن ان تضاعف هذه الاساليب الانتاج الى خمسة اضعاف عن التي تعتمد على مياه الامطار مما سيساعد على رفع المستوى المعيشي في المناطق الجافة في الدول النامية والتي يعيش فيها ما يقرب 25 بالمئة من سكان العالم.

واكد الخبراء نقلا عن ارقام من منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة ان معظم المناطق التي تعاني من الجفاف وندرة المياه تواجه ايضا تحدي ارتفاع معدل النمو السكاني والجفاف المتكرر وانتشار الفقر.

وقال الصلح ان بعض بلدان المنطقة انخفض فيها مستوى توفر المياه للفرد الى اقل من 170 مترا مكعبا سنويا وهو اقل بكثير من المستوى المعترف به دوليا والذي يصل الى الف متر مكعب سنويا.

واضاف ان هناك علاقة مباشرة بين المياه والغذاء للوصول الى الامن الغذائي حيث من الضروري مواجهة مشكلات ندرة المياه في الزراعة حتى لا يتعرض الامن الغذائي والتنمية الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي للخطر.

ويذكر ان الدول العربية ( الأردن ومصر والعراق ولبنان وفلسطين وسوريا واليمن ) تعمل معا لتحسين ادارة المياه في الزراعة كجزء من مبادرة المياه وسبل العيش التي بدأت قبل عشر سنوات بدعم من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية حيث تركز المبادرة على اهمية تحسين سبل المعيشة الريفية من خلال الإدارة المستدامة للأراضي والمياه في ثلاث انظمة زراعية هي الزراعة المروية والزراعة المطرية والمراعي.

من جانبه قال خبير الري وإدارة المياه في ايكاردا الدكتور ذيب عويس ان على البلدان الجافة ان تطلق العنان للامكانات الزراعية المطرية مثل الري التكميلي وحصاد المياه حتى تتمكن من تحقيق الامن الغذائي في ظل التغير المناخي خاصة ان المناطق البعلية تستحوذ على 80 بالمئة من الأراضي الزراعية في العالم.

وأضاف ان التحدي الكبير هو التحول من التركيز التقليدي على انتاجية الاراضي والذي عادة ما يتجاهل كمية المياه المستخدمة، الى التركيز على انتاجية المياه اذ اثبتت البحوث التي أجرتها إيكاردا أن الري التكميلي الذي يستخدم ثلث كمية المياه اللازمة للري الكامل يمكن زيادة إنتاجية المياه ليصل الى 5ر2 كيلوغرام من حبوب القمح لكل متر مكعب مقارنة ب 5ر0 كيلو غرام تحت ظروف الزراعة البعلية.

واثبتت التجارب التي اجريت في السهول والبادية الاردنية انه يمكن حصاد 50 بالمئة من جريان مياه الامطار واستخدامه لزراعة النباتات المفيدة كغطاء للمراعي ومكافحة التصحر.

وستبدأ كل دولة من الدول المشاركة في المبادرة في تنفيذ اقتراحها الخاص لتحسين ادارة المياه والاراضي بمساعدة مليون دولار اميركي مقدم من الوكالة الاميركية للتنمية وبدعم من ايكاردا والمجموعة الاستشارية الدولية لبحوث السياسات الغذائية والمعهد الدولي لإدارة المياه وكذلك من عدد من الجامعات الأميركية

        واشار الدكتور الصلح الى ان الابتكارات في مجال إدارة المياه يجب أن تكون ذات قاعدة عريضة وبطريقة تجمع بين العناصر المختلفة من المنتجات الزراعية والبحوث وإدارة الموارد الطبيعية منوها الى ان انجاح هذا البحث في الشرق الاوسط يتطلب نبذ السياسات غير المناسبة في استخدام المياه والأراضي ،وبناء نهج تعاوني جديد يعزز القدرات البشرية ويمتد عبر الحدود الوطنية.


المصدر:بترا