زاد الاردن الاخباري -
صدر الحكومة الأردنية “أوسع مما ينبغي” ويتوقع الآخرون وتحديدا المواطنون.
هذا ما يمكن فهمه من انطباعات سياسية سجلتها بعض رموز الحكومة الحالية بعد القرار المؤلم والقاسي والمثير للجدل والذي على الأرجح تخللته “أخطاء فادحة” أيضا بالحظر التام والشامل لثلاثة أيام خلال عطلة عيد الفطر السعيد.
الناطق باسم الحكومة الوزير أمجد عضايلة شكر عبر تغريدة علنية الأردنيين على “صبرهم النبيل” متمنيا لهم الخير والصحة والعافية.
إحدى المواطنات ردت عليه بالقول: “منكم لله.. حسبي الله ونعم الوكيل بكم”.
الوزير قرر أن لا يتجاهل تلك الدعوة الشعبية الدارجة، فعلّق عليها قائلا: “الله يسامحك وكل عام وأنت وأسرتك بصحة وسعادة وخير”.
وفي موقع آخر، دعاوى على الطريقة المصرية على صفحة فيسبوك ضد عائلة الوزير العضايلة أيضا.
قبل ذلك سجّل رئيس الوزراء عمر الرزاز مفارقة مختلفة، فقد أظهر بتغريدة إلكترونية تعاطفا كبيرا مع أردني فقد طفلته الرضيعة، وتوفيت الطفلة بالقرب من حاجز أمني.
في الفيديو للأب، كان رئيس الوزراء شخصيا وبالاسم يحظى بـ”شتائم من العيار الثقيل” ومن النوع الذي لا يتسامح به عادة المواطنون في المجتمع، وتكررت الشتائم التي سمعها الرأي العام عدة مرات وأمام رجال الأمن.
لم يتقدم الرزاز بأي بلاغ أو شكوى، بل تعاطف في مساء نفس اليوم مع الأب، ووصف المشهد بأنه محزن، مواسيا بالفقيدة ومتسامحا مع الأب “المكلوم”.
صدر الحكومة واسع جدا ويتحمل ويصبر ولا يشخصن المسائل.. هذا تماما ما يريد الرزاز من طاقمه الوزاري أن يتقدم به.
لكن المرونة ظهرت أيضا حتى عند الوزير الذي اتخذ أكثر القرارات مناهضة على المستوى الشعبي وإثارة للجدل، وهو وزير الصحة الدكتور سعد جابر.
الوزير جابر قرر الحظر لثلاثة أيام وأبلغ الشارع بقراره وتحمل مسؤوليته العلنية.
لكن مساء اليوم الأول في العيد والشعب تماما تحت الحظر والمنع من مغادرة المنازل، تحدث الوزير جابر للأردنيين عبر فضائية المملكة عن “قرار مؤلم ستتبعه عودة اقوى للنشاط الاقتصادي”.
وكان قرار الحظر الثلاثي في العيد قد اثار ضجة واسعة النطاق، ونتجت عنه آلاف التغريدات التي تنتقد الحكومة وتشكوها لله لا بل تشتمها وتشتم الوزراء في الكثير من الأحيان.
“القرار كان صعبا والحكومة تقدر حساسيته”.. هذا ما قاله الوزير العضايلة لـ”القدس العربي” وهي تتبادل معه التهنئة عشية العيد، قبل التوضيح بأن القرار اتخذته الجهة صاحبة الاختصاص، وبناء على معدلات ودراسات علمية وطبية من الصعب تقبل الافتاء بها من جهات غير مختصة.
بكل حال إزاء الحدثيْن المتعلقيْن بالرضيعة والحظر الثلاثي، تُظهر الحكومة قدرا من المرونة وصبرا يحسب لها سياسيا وأحيانا على “إطالة اللسان”.
لكن ما بين أسطر التعبيرات الوزارية إقرار ضمني بيروقراطي بقسوة وغلاظة بعض إجراءات الغلق والحظر في بعض الأحيان، خصوصا وأن قرار الحظر الثلاثي في العيد وقبله سينتج عنه زحام شديد أيضا اليوم الاثنين على الأرجح.
عن "القدس العربي"