زاد الاردن الاخباري -
خاص ــ رام الله – انس هلال
نفى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد دحلان الاتهامات التي اوردتها وسائل الاعلام حول تزعمه مخططاً للقيام بانقلاب ابيض على السلطة الفلسطينية في الضفة مبيناً ان خلافه مع الرئيس محمود عباس شخصي ومبينا ان هناك من يحاول تصعيد هذا الخلاف عبر النميمة والتقارير وتسريب الكلام واصفاً هؤلاء بالمقاولين النشطاء.
وقال دحلان في مقابلة مع صحيفة «الحياة» في القاهرة: \"إن كل ما قاله الرئيس أبو مازن في اجتماع اللجنة المركزية (لحركة فتح) هو أن أحد أعضاء اللجنة -ولم يسمني بالاسم- على خلاف معه\"، مشدداً على أنه في كل الأحوال ليس لديه أي موقف سلبي من «أبو مازن»، ونافياً ما يشاع حوله من رغبته بان يكون رئيساً.
واعتبر دحلان ان ما يقال في وسائل الإعلام حالياً مجرد \"قصص يروِّجها ناس مرضى نفسيون غير منتجين محاولة لإثبات ولائهم للرئيس\" مبينا ان افكاره وآرائه السياسية تتطابق تماماً مع مواقف أبو مازن.
كما نفى دحلان الانباء عن وجود لجنة حركية للتحقيق معه في هذه الشائعات مبينا ان هناك لجنة شكلت من اعضاء في مركزية فتح للوساطة بينه وبين الرئيس ابو مازن وقد سمعت من الجانبين وانتهت على ذلك.
هذا ونفى دحلان ان تكون علاقاته قد تأثرت سلباً سواء في الاردن أو مصر مؤكدا انه يستقبل حتى الآن باحترام في مصر والاردن والسعودية وفي كل مكان يذهب إليه.
سياسياً اعتبر دحلان ان خيار حل السلطة الذي لو به الرئيس عباس قبل ايام خياراً انتحارياً ويضر بالشعب الفلسطيني مبينا انه بحاجة الى دراسة معمقة وانه لا جوز اللجوء اليه كرد فعل وذلك رغم اقراره بأن هناك \"نكبة\" في أداء السلطة بسبب سحب إسرائيل ما تبقى من اتفاق أوسلو وليس بسبب الرئيس أبو مازن كما قال.
واضاف دحلان \"يجب أن نفكر كيف يمكن تفعيل دور السلطة فهناك 170 الف موظف حكومي أين سنذهب بهم؟ وهناك 50 إلى 60 الف مسلح في الضفة ما سيكون مصيرهم؟\".
واشار دحلان الى انه قال في آخر اجتماع للقيادة إن السلطة الفلسطينية لم تعد سلطة وإن الاحتلال الإسرائيلي عاد كما كان في السابق و\"أصبحنا نحن سلطة خدمات وليس سلطة سياسية فالادارة المدنية الاسرائيلية (في مستوطنه بيت إيل) توزع صلاحيات على حماس في غزة وصلاحيات في الضفة لكن المضمون السياسي او ما تبقّى من اوسلو استعادته اسرائيل وعلى سبيل المثال لم يعد لدينا أفراد على المعابر\".
وقال دحلان ان الانتفاضة الثانية سلبت من السلطة صفتها السياسية مضيفاً:\"نحن نقوم بواجبات أمنية داخلية حقيقية نستفيد منها لكنها أيضاً لمصلحة الاسرائيليين لأن الامن جزء من رؤية سياسية ومن التزامات سياسية\".
واوضح دحلان ان اسرائيل كان المفروض أن تنفذ التزاماتها السياسية في مقابل تنفيذ التزاماتنا الامنية لكن ذلك لم يحدث لكن هذا بنظره لا يعني اللجوء الى خيار حل السلطة الفلسطينية.
واعرب دحلان عن قناعته بأن القيادة الاسرائيلية غير مؤمنة بحل الدولتين وأنها منذ الانتفاضة الثانية وهي تسعى الى إلغاء فكرة حل الدولتين وتسعى لان تجعله يموت تدريجياً معتبرا ان كل عملية السلام في منظور بنيامين نتانياهو هي إعادة شرعية الاحتلال من جديد.
ويرى دحلان ضرورة العودة إلى الوضع الداخلي مع التمسك بالموقف السياسي داعيا أولاً إلى إنجاز المصالحة الفلسطينية مهما كانت الأسباب وبأي ثمن وثانياً الى تعزيز الجبهة الداخلية وصمود الناس ضمن برنامج يتم متابعته وثالثاً الى تطوير مقاومة شعبية حقيقية وجدية.
وكان دحلان التقى بالقاهرة امس مع مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان وبحث معه ملف المصالحة الوطنية مثمنا جهود القاهرة في هذا الإطار.
وياتي هذا اللقاء وتصريحات دحلان بعد كثرة الشائعات حول تصاعد خلافه مع الرئيس محمود عباس وذلك بعد ايام من قيام السلطة الفلسطينية باغلاق مكتب فضائية فلسطين الغد في رام الله بحجة عدم الترخيص علما ان دحلان هو احد مؤسسيها.