زاد الاردن الاخباري -
غيرت انسحابات قام بها مرشحون للانتخابات النيابية وجه المشهد الانتخابي في مختلف الدوائر الانتخابية بمحافظة الكرك، كونها أحدثت تأثيرا كبيرا في إعادة بناء توجهات الناخبين باتجاه هذا المرشح أو ذاك.
وتشير ملامح الانسحابات التي وصلت حتى يوم أمس إلى زهاء 25 انسحابا من جميع الدوائر الانتخابية، إلى أن الانسحابات تأتي في غالبها تحت ضغوط اجتماعية وعشائرية بالغة الشدة، وخصوصا في المناطق التي يجري فيها التنافس العشائري على أشده بين المرشحين وقواعدهم الانتخابية.
وتركزت غالبية الانسحابات في الدوائر التي تشهد تنافسا شديدا بين المرشحين ويجري الحشد الانتخابي بشكل كبير، وخصوصا في مجال الدعاية الانتخابية والترويج الإعلامي الواسع لكل مرشح.
ويمكن رصد الدائرة الانتخابية الثانية في لواء القصر والدائرة الثالثة في لواء المزار الجنوبي باعتبارهما الدائرتين الأكثر ممارسة للانسحابات من قبل المرشحين، حيث بلغ عدد المرشحين المنسحبين منهما حتى الآن نصف المنسحبين من المنافسة الانتخابية في المحافظة كلها.
وتؤكد تلك الانسحابات تحليلات سابقة أشارت إلى أن هناك ضغوطا كبيرة تمارس على العديد من المرشحين في كلتا الدائرتين الثانية الثالثة من قبل أطراف وشخصيات ذات نفوذ كبير، بهدف توجيه الناخبين باتجاه مرشحين وإنجاحهم وإفشال مرشحين آخرين يخوضون المواجهة بفرص متساوية.
وتشكل قضية الانسحابات في بعض الدوائر الانتخابية تغييرا حاسما في المشهد وفي توجهات الناخبين، خصوصا إذا حدثت الانسحابات في أوساط مرشحين من نفس العشيرة، كما هو الحال في الدائرة الفرعية الثانية في لواء القصر، حيث تشير التقديرات إلى أن الانسحابات ستشعل المنافسة بين مرشحين كان أحدهما خارج إطار المنافسة قبل وقوع الانسحابات.
وفي الدائرة الثالثة من المتوقع أن يكون إعلان بعض المرشحين انسحابهم لصالح احد المرشحين عاملا مؤثرا وكبيرا في إعادة توجيه الناخبين، وخصوصا عدم الملتزمين مع أحد المرشحين والذين يقترعون في الغالب لصالح صاحب الفرصة الأكبر في النجاح، إضافة إلى الناخبين من القاعدة الانتخابية للمرشح المنسحب. وفي الوقت نفسه تشهد بقية الدوائر تأثيرا أقل حدة للانسحابات، خصوصا في مناطق دوائر القصبة ولواء عي والأغوار الجنوبية وفقوع التي شهدت انسحابات أقل عددا من بقية الدوائر.
إلا أن انسحاب ثلاثة من مرشحي إحدى أكبر العشائر في قصبة الكرك على مدى الأسبوع الماضي يؤشر باتجاه تغير المشهد الانتخابي في لواء القصبة، وإعادة بناء مربع المنافسة بين اكثر من مرشح بدخول أو خروج مرشح أو أكثر من دائرة المتنافسين الفعليين للحصول على المقعد النيابي في الدائرة التي تعتبر أكثر الدوائر تعقيدا في محافظة الكرك بسبب تواجد أعداد كبيرة من الناخبين من غير التجمعات العشائرية الكبرى والتي تصل أصواتها الانتخابية إلى زهاء 10 أصوات غير معروفة في توجهاتها الانتخابية.
الغد