زاد الاردن الاخباري -
حوّلت الجهات المختصة صاحبة الحضانة التي أثيرت قضيتها بعد نشر فيديو يظهر إساءة لطفلة، إلى المدعي العام، اليوم الأحد، وفق والد الطفلة الذي تقدم بشكوى لدى إدارة حماية الأسرة بشأن الحادثة.
وكان مساعد أمين عام وزارة التنمية الاجتماعية عبدالله سميرات أعلن أن الوزارة، وبعد متابعة قضية الفيديو، الذي "يظهر طفلة مساء لها في إحدى دور الحضانة" وجدت الحضانة قد ارتكبت مخالفة الإساءة، حيث تقرر إغلاق الحضانة مؤقتا اعتبارا من اليوم الأحد.
وأظهر مقطع فيديو تم تداوله نهاية الأسبوع طفلة، يقدر عمرها بأقل من عامين وهي تبكي خارج أسوار الحضانة، التي تتواجد فيها دون أن يتم الاستجابة لبكائها من قبل فريق الحضانة.
وقال سميرات إن فرق المفتشين تابعت ملف الفيديو وتواصلت مع أهل الطفلة ووصلت الى الحضانة المعنية، للتأكد من حالة الاساءة، واضاف "ما ظهر في الفيديو يعد إساءة معاملة لطفلة، استأمنت عليها اسرتها دار الحضانة"، لافتا الى ان مخالفة من هذا النوع "تستوجب ملاحقة على الصعيدين الإداري والقضائي".
وبين ان "نتائج التحقيق بينت حدوث الإساءة للطفلة، كما تبين ان هذه الحضانة كانت قد حصلت على إنذار سابق لمخالفة أخرى"، وقال "سيصدر اليوم الاحد قرار بالاغلاق المؤقت للحضانة". كما ذكر أن ذوي الطفلة تقدموا ايضا بشكوى رسمية بحق الحضانة أمام إدارة حماية الاسرة التابعة للأمن العام.
واشار سميرات، فيما يخص العقوبات الادارية المتبعة في مثل هذه الحالات، الى ان الوزارة لديها نظام خاص لدور الحضانة، وبناء عليه يتم ايقاع العقوبات بحق الحضانات المخالفة، لافتا، في هذا السياق، الى انه "تم منذ مطلع العام الحالي ايقاع عقوبة الاغلاق بحق 6 حضانات، الى جانب اغلاق مؤقت لثلاث حضانات، وانذار 9 اخرى، من اصل 1057 حضانة مرخصة منتشرة في ارجاء المملكة يرتادها نحو 16 ألف طفل".
من جانبه، قال المحامي محمد نظمي، الذي نشر الفيديو على صفحته بموقع "فيسبوك" أنه يتابع القضية قانونيا لدى الجهات المختصة، وان ادارة حماية الاسرة كانت قد تواصلت معه لمعرفة تفاصيل القضية.
وبين نظمي، في منشور له على "فيسبوك" أن الفيديو قد وصله من إحدى قريباته، والتي لاحظت ان مديرة الحضانة تقوم بإخراج طفلة الى حديقة الحضانة، وتركها وهي تبكي وحيدة دون أي اهتمام، "وأن المديرة كررت فعلتها على مدار ثلاثة أيام".
وأوضح أن قريبته اتصلت به للحصول على المساعدة والاستشارة القانونية، "بعد أن فشلت في التواصل مع مديرة الحضانة أو العثور على عائلة الطفلة".
وبحسب نظمي، فان قريبته حاولت الحديث مع مديرة الحضانة "لكن مديرة الحضانة صدتها ورفضت السماع لها، على اعتبار أن الأمر ليس شأنا شخصيا لها"، وانها قالت "ان الطفلة شديدة البكاء وأن إخراجها إلى الحديقة كان الوسيلة للتخلص من إزعاجها".
وكان الفيديو "القاسي" قد أثار الرأي العام وناشطي شبكات التواصل الاجتماعي، في وقت طالب فيه خبراء وزارة التنمية الاجتماعية بضرورة تكثيف رقابتها على دور حضانة الأطفال.
وفي تعليقه على الفيديو، قال مستشار الطب الشرعي والخبير لدى منظمات الأمم المتحدة بمواجهة العنف ضد الطفل الدكتور هاني جهشان أن "الاهمال والعنف في الحضانات يأخذ اشكالا مختلفة من تكميم الأفواه باللاصق واعطاء المنوم والضرب الخ... وما يُعرف للعلن ويفصح عنه هو مصادفة بحتة أو أن يكون خطيرا كأن يؤدي الى وفاة".
واعتبر جهشان ان ثمة "تراخيا" في متابعة الحضانات من قبل وزارة التنمية "بحيث لا يتم اتخاذ اجراءات إلا عندما تصل القضية الى الاعلام او وسائل التواصل الاجتماعي".
الغد