زاد الاردن الاخباري -
لم يخف خبيرا المياه والبيئة الدولي وزير المياه والبيئة الاسبق م.حازم الناصر وأمين عام وزارة المياه والري الاسبق م. ميسون الزعبي قلقهما بشأن عدم جاهزية العاصمة لاستقبال مياه الديسي كما هو مقرر في منتصف تموز المقبل بسبب عدم جاهزية البنية التحتية.
لكن امين عام سلطة المياه امين عام وزارة المياه والري بالوكالة م.باسم طلفاح يؤكد الجاهزية لاستقبال مياه الديسي في موعدها الا انه لم ينف وجود معوقات، لكن لا ترقى الى ارجاء استقبال الديسي الى وقت اخر.
وتتمثل عدم الجاهزية بعدم الانتهاء من بناء محطة التحلية لازالة الاشعاعات المرافقة للمياه وعدم اكتمال بناء خزان ابو علندا وعدم ملاءمة العدادات الحالية للقراءة من خلال التوصيل المستمر وعدم ملاءمة لوحات "عدادات" الكهرباء وعدم قدرة شبكة المياه الحالية لاستيعاب الضخ الكبير الامر الذي يؤدي الى انفجار الانابيب وزيادة في كمية الفاقد كما ان مسافة حوالي 70 كم لم يكتمل حفرها الامر الذي يسبب التاخير اضافة الى عدم تهيئة المواطنين الى رفع اثمان المياه والتي تصل الى 135 للمتر الواحد.
ويقول الخبير الدولي وزير المياه والري الاسبق م.حازم الناصر لـ"العرب اليوم " تكمن التخوفات في ارجاء ضخ مياه الديسي وذلك بسبب الكلف العالية التي ستنعكس على شكل اثمان للمياه والتي ستصل الى 135 قرشا للمتر الواحد بزيادة نصف دينار وتقع خارج قدرة تحمل المواطن للزيادة.
ويضيف الخبير د.الناصر إن إعادة حفر لـ 70 كم من الانابيب في مناطق صخرية بسبب عدم مطابقتها للمواصفة الاردنية سيؤدي الى تأخير في ضخ المياه.
ويطمئن الناصر المواطنين بأن لا يتخوفوا من نسب الاشعاع المرافقة للمياه الجوفية ويقول :كل المياه الجوفية لا بد من وجود نسبة اشعاعات فيها نتيجة ملامستها للارض خصوصا في منطقة الدرع الغربي، الذي يحتوي على الجرانيت ومكونات اليورانيوم ، لافتا الى ان اقتراب المياه الجوفية من السطح تزيد من نسبة الاشعاع ، وان نسبة الاشعاع اكبر في منطقة الجنوب منها في الشمال.
ويكون الانسان عرضة لانواع الاشعاعات الرئيسية، الفا وبيتا، عبر عدة طرق منها الشمس والاشعة الطبية والمخلفات الصناعية وان جسم الانسان لدية قدرة على تحمل نسبة من الاشعاع، وذلك وفق د.الناصر.
وبحسب د. الناصر فان وزارتي الصحة والمياه وسلطة المياه لديهم القدرة على التعامل مع الاشعاع الموجود وبكفاءة عالية،من خلال الالتزام بالمواصفة الاردنية مؤكدا ان جزءا من الاشعة تتطاير في الاجواء اثناء خروج المياه الى السطح.
وقدم د.الناصر نصيحة علمية لمعالجة الاشعاعات المصاحبة لمياه الديسي والاستغناء عن محطة التحلية وذلك من خلال خلط مياه الديسي التي تحتوي على اشعاعات مع مياه خالية من الاشعاع موضحا ان خلط مياه الزارة – ماعين التي لا تحتوي على اية اشعاعات الواصلة الى خزان ابو علندا بكمية 40 مليون م3 ، وكذلك خلط المياه القادمة من محطة زي الى خزان دابوق بكمية 60 مليون م3 وخلطهما مع المياه القادمة من الديسي ، حيث تكون تلك العملية بديلا لمحطة تحلية المياه المنوي اقامتها، والتخفيف من الكلف.
ويضيف الوزير الاسبق أن المشروع استراتيجي ومهم للمملكة وأن ايصال مياه الديسي الى عمان يؤدي الى اراحة المصادر المائية الرئيسية العاملة حاليا منها ابار الازرق والزعتري والعاقب والكريدور واللجون والوالة، حيث يؤدي الى تقوية الانتاج في تلك الابار، اضافة الى عمل وصلات لسد حاجة المحافظات من مياه الديسي.
ويؤكد "لا تخوفات من نفوق المياه من مشروع الديسي بسبب كميات المياه وتفوق العمر الهندسي للمشروع وتصل الى الضعف كما ان قوة ضخ الابار ما بين 75 لترا/ث الى 120 لترا / ث"
يذكر أن سلطة المياه تثمن سعر المتر المكعب من المياه للمواطنين 6 قروش الى دينار وذلك بحسب شرائح الاستهلاك وصفة الاستهلاك.
اما الامين العام السابق لوزارة المياه والري م.ميسون الزعبي فتشكك في وصول مياه الديسي بموعدها بسبب عدم تغيير عدادات القراءة الحالية الى عدادات ذكية واللوحات الكهربائية من نوع "اسكادا" لتتلاءم مع التزويد المستمر للمياه لافتة الى ان العدادات الحالية غير مهيئة للقراءة وستقوم بعد استهلاك اكبر للمترات "عد هواء " لان العدادات الحالية تقوم بالعد بتناقص المياه في الخزان اما في حال التزويد المستمر فستقوم بالعد بشكل غير دقيق الامر الذي يؤدى الى ضجة من المواطنين اضافة الى ان كلفة العدادات الذكية تصل الى 30 مليون دينار.
وقالت م. الزعبي ان عدم اكتمال محطة التحلية خصوصا وانه يفصلنا شهران عن الموعد المحدد، وان كلفتها العالية تصل الى 30 مليون دولار.
وقالت إن شبكة المياه في العاصمة غير مهيئة بسبب اهتراء وضعف اجزاء كبيرة من الشبكة ويظهر ذلك من خلال بدل الفاقد البالغ 40 الى 45 % ، منوهة الى حجم الهدر الذي يمكن ان يزيد في حال ضغط اعلى على الشبكة.
من جهته يؤكد م.طلفاح على وصل مياه الديسي الى عمان بموعدها في منتصف تموز وان البنية التحتية للعاصمة مهيئة بشكل مناسب لاستقبال مياه الديسي.وقال "بالرغم من عدم الجاهزية بشكل كاف،فالعمل جار لانجاز بناء خزان ابوعلندا من خلال العطاء الذي تم طرحه في وقت سابق والعمل جارٍ لتغيير بعض الخطوط. وقال إن الشبكات مياه عمان جيدة وان العمل جارٍ على صيانة الاجزاء المهترئة استعدادا لاستقبال مياه الديسي وكذلك العمل جارٍ من خلال ضخ اموال في اصلاح وتاهيل الشبكات لاستقبال الديسي ابو علندا ولا يتم فنيا الا بوصول مياه الديسي.
وبالوقت نفسه اعترف الامين بالوكالة بمشكلة العدادات وقلل من امكانية نشوء المشكلة بسبب عدم استخدام العدادات الذكية واللوحات الكهربائية الملائمة للضخ المستمر.
وحول عدم تجديد العدادات واللوحات قال"نخشى من حدوث فوضى لدى المواطن لانه لا يستطيع تحمل التكلفة العالية" تاركا الباب مفتوحا لحين وصول المياه.
العرب اليوم