زاد الاردن الاخباري -
... صبر الضمور
ترددت كثيرا قبل أن أخوض غمار هذا البحر المتلاطم بأفكار شتى فالحديث في شأن الحركة الاسلامية من الداخل حديث تطلبه الجماهير وترفضه ضرورات العهد والمواثيق وبين هذه وتلك تبدو الحركة الاسلامية في الأردن حركة شعبية يرقب أحداثها القاصي والداني ويتابع أخبارها الأصدقاء والأعداء ويتلمس كل ما يخرج من جعبتها الحريص والمغرض وأصحاب الحاجات وهو أمر لا يستغرب على حركة ولدت مع ولادة الدولة وترسخت أركانها بحضور جماهيري وشعبي .
ولعل مطالب الاصلاح والتغيير في زمن الربيع العربي - والذي كان لشباب الحركة الاسلامية دور ريادي في كل مجالاته وأقطاره - شجعت الشباب وحفزتهم على انتاج حالة التغيير التي تشهدها الأمة واكب ذلك حراك داخلي تعددت أشكاله وتوحدت أهدافه على ضرورة الإصلاح الداخلي وتبنى شباب الحركة مطالب التغيير والاصلاح الشامل للمناهج والقانون الأساسي والأنظمة الداخلية وتعدى ذلك لعلاقة الحركة الاسلامية مع الآخر والأجندة الوطنية ودور الشباب والمرأة والإعلام وغيرها من ملفات البناء والاصلاح.
وحتى أكون منصفاً فقد تبنى ثلة من شيوخ الحركة وقياداتها مطالب الشباب ولكن عجلة الاصلاح تدور ببطء عجيب والمتخوفون من عمليات التغيير والتطوير يسعون لوضع العصى في الدواليب كما تفعل الحكومات والأنظمة بحجج مختلفة ، ولعل نظام الانتخابات الداخلية للشورى والهيئات القيادية والذي مر عليه أكثر من خمسون عاماً وتم تحصينه بهالة من القدسية يكرس التفرد وعدم التجديد حاله كحال نظام الصوت الواحد والذي ترفضه الحركة والكثير من الاحزاب والمؤسسات النقابية والشعبية ، فبرغم المطالبات المستمرة لتغيير نظام الانتخاب الداخلي وتحديد عدد الدورات للأعضاء في المراكز القيادية إلا أن هناك حالة من الجمود تستعصي أحيانا على الفهم ، والحجج التي بسوقها البعض مستخدمين مصطلحات الكولسة وحظ النفس والتكليف في إصرار على إبقاء الأمور على ما هي عليه دون تقدم حقيقي نحو الإصلاح الداخلي الشامل وإشراك الشباب في صناعة القرار وتحمل المسؤولية.
لقد كان بعض شباب الحركة قبل سنين يعلقون في شعبهم صوراً لديناصورات كتب تحتها ( من لا يتطور ينقرض ) ، في محالة لتحريك المياه الراكدة والعقول المتحجرة ، حركة كحركة الإخوان المسلمين تملك دينامو يغذي قلب الأمة ويمنحها الأمل بحياة أفضل تحتاج إلى حركة تصحيحية شاملة ترتفع فوق المصالح الشخصية والمطالب الذاتية تؤذن بفجر جديد وربيع إسلامي لا تخطئه العين. (يتبع)
SABDOM92@HOTMAIL.COM