اسخف تحليل شاهدته بحياتي ..وللاسف يتبناه العديد ممن يدعون انفسهم مثقفين ومحللين سياسيين ..ومن قوميين ..ومن فلول مبارك ومن علمانيين .....وذلك لسبب بسيط وهو عدائهم التاريخي للاخوان المسلمين ...
يقول : ان حماس ارادت من عملية اطلاق الصواريخ المؤخرة على اسرائيل ...هو استفزاز اسرائيل ( ظاهريا ) للقيام ...بحرب مدمرة على قطاع غزة وتسبب نتيجة لذلك تفريغ غزة من اهلها وترحيلهم الى سيناء ..كوطن بديل لهم ...ضمن مخطط تآمري ما بين حماس ومصر الاخوان وقطر واسرائيل ..
لكن السؤال الذي يبرز ...كيف يتامر الانسان ضد نفسه ؟ ونحن نعلم ان صواريخ اسرائيل اول ما استهدفت ولا تزال هي قيادات حماس وكوادر حماس ....فكيف تكون متامره مع العدو على نفسها ..وهم اول من يسقطون ضحايا ضمن هذا المخطط المفترض ....ولا زالت دماء القيادي الحمساوي احمد الجعبري لم تجف بعد ..وهناك الالاف ممن سقطوا بنيران وصورايخ الاحتلال ..من الشهيد الرنتيسي الى شيخ المجاهدين احمد ياسين الى صلاح شحاده ..الى يحيى عياش ...وسعيد صيام وغيرهم الكثير الكثير ممن لا يحضرني الان اسماؤهم ..وقدمت الاف الاسرى ولا تزال تقدم ....في سبيل الدفاع عن قضية فلسطين المركزيه ..
فاي عقل واي منطق يقبل بذلك التحليل السخيف بعد كل هذه التضحيات التي قدمتها حماس ....!!!
ويعلم الجميع ,ان اسرائيل هي من بدأت باطلاق الصواريخ هذه المرة , وهذه ليست المرة الاولى التي تخرق فيها اسرائيل الهدنه ...وقد شنت حرب لئيمه من قبل على غزة وكلنا يعرف ذلك قبل حوالي اربع سنوات ...قادها اولمرت وليفني ...لكسب اصوات الناخبين اليهود في ذلك الوقت .....وعلى ما يبدو ان الدم العربي اصبح القربان والبرنامج الانتخابي الملطخ بالدم العربي , لكل من يريد ان يترشح لرئاسة وزراء اسرائيل ...فعلها من قبل بيرس في قانا ,واولمرت في غزة , وما المانع ان يفعلها الان النتن ياهو !!!
قد اكون مختلفا في بعض النواحي مع حماس .. في طريقة حكمها او نهجها او تفكيرها ....او طريقة تعاملها مع الاحداث ...ولكن ذلك لا يبرر لي ولا لأي احد ان يخون او يزاود على حماس بوطنيتها واخلاصها ودفاعها عن ارض فلسطين ...ورفعها لسلاح المقاومة حتى هذه اللحظة ..وانها مرّغت انف الاحتلال في الوحل ... بعد ان قصفت بالصواريخ ولاول مرة منذ صواريخ صدام حسين رحمه الله ..تل ابيب والقدس الغربية ..والتي لم يجرؤا عليها احد من قبل ....لا حزب الله ولا طاغية الشام.......
في نفس الوقت الذي ترك سلاح المقاومه , الكثير ممن كانوا يتبنون نهج المقاومه , من فصائل فلسطينيه ,,التي ركنت لعملية السلام كحل اوحد لقضية فلسطين ..... لاسترداد ما احتل من اراضي ..ولا بديل عنه ...وركنوا لطيب الملبس والماكل والمشرب ..وركوب السيارات الفارهه ...والمكاتب المكيفه والوظائف والمناصب والرواتب العاليه وجوازات السفر الدبلوماسيه التي تمنح من قبل قوات الاحتلال , لكل من يتخلى عن نهج المقاومه من فصائل فلسطينيه ويتبع طريق السلام مع العدو ....ونسوا او تناسوا ان هناك عدوا لئميا خبيثا ... لا يُأمن جانبه , مهما قدموا له من تنازلات .... مقابل العيش بسلام مع عدو خبيث ,لا يعرف في قاموسه لغةً الا لغة الدم والقتل ...ولا يحترم معاهدات ولا مواثيق ولا قوانين ..ولن يتنازل عن شبر واحد من ارض محتله .....الا بالقوة وسلاح المقاومه ....