براغماتية الحُكومات الأردنية
ابراهيم ارشيد النوايسة
Abosaif_68@yahoo.com
انصب حديث رئيس الوزراء الأردني المطول على مختلف القنوات الفضائية الأردنية على تحمل الأردن أعباء إضافية قد رتبت عليه المزيد من الديون الخارجية والأعباء الإضافية ، وكان لابد من رفع الأسعار قبل انهيار الدينار الأردني ، بل حاول الرئيس اقناع الشارع الأردني بأن التعويض المناسب بدل الرفع على البترول ومشتقاته وفضل عدم الخوض في قضية رفع السلع التموينية التي تلازم رفع النفط ولم يبحث عن أسباب العجز الحقيقي للديون الخارجية ، ولم يتطرق إلى ذكر النتائج الحقيقة لمتابعة مافيا الفساد الأردني المستشري في أجهزتها المختلفة، ولم يتطرق إلى ذكر (60) مليار دينار أردني تعيش في بنوك أوربية نتيجة الفساد بأسماء وكودات وهمية لأصحاب الدولة والمعالي والعطوفة .... أكثر من عقد من الزمن والحُكومات الأردنية تبتز وتعتدي على جيوب المواطنين في رفع الضرائب وغلاء الأسعار نتاج الفوائد الربوية وما خفي كان أعظم .
استذكر في هذا المقام المغفور له بإذن الله رئيس الوزراء الأردني مصطفى وهبي التل الملقب (عرار) عندما قال له السفير الأمريكي الشعب الأردني كسول فرد عليه وصفي بشموخ الحراثين " كيف ؟؟"
فأجابه متهكما " أستطيع أن أجوعه بكتاب أوعز فيه بوقف
المساعدات الأمريكية من القمح إلى الأردن " رد وصفي عليه وبحدة " أفعل ما تراه ، فأن الشعب الأردني لن يجوع بإذن الله أبدا " ، خرج وصفي لإطلاع الملك الراحل الحسين بن طلال –طيب الله ثراه – بما دار بينه وبين السفير الأمريكي ، متوعدا بالرد على غرور السفير
أمام الملك بقوله " ساعلمه درسا عن حقيقة الشعب الأردني " ، لتبدأ قصة وصفي بالتحدي متكئا على أكتاف الأردنيين آنذاك ، مبادرا بالإتصال مع المسؤولين السوريين ، طالبا منهم قمحا لزراعته في الأردن ، وقبل وصولها خرج وصفي بجولة على كل المحافظات في الأردن مبتدئا جولته على معان ، يتفقد ( كواري ) القمح الذي فيه يخزنون القمح ، فلما وجد أغلبها فارغة أستثار عزائمهم وشاحدا هممهم بقوله لا أريدها بعد الموسم القادم فارغة ليقوم بعدها بتوزيع ما وصل من شحنات القمح على كل المحافظات لتم زارعته وحين جاء موسم الحصاد فقد كان وفيرا إلى الحد الذى وصل فيه كما يسجل التاريخ بشهادة الأحياء آنه قد تم تصدير القمح إلى المملكة العربية السعودية آنذاك وفقط من محصول محافظة معان
أما اليوم فنحن نعتمد على الشرق والغرب ولا نحب الجلوس إلى خلف الكراسي الدائرية الهزازة ويرافقنا في جولتنا حرس وسيارات ومواكب تسير على اوكتان (95) ، ونحب دائماً السفر إلى الغرب والشرق لعقد الندوات الفارغة والمؤتمرات الهزيلة التي تسنزف أموال الدولة . ونعتمد كل الإعتماد على المساعدات الداخلية والخارجية ، وعن أجهزة الفساد الأردني فحدث بلا حرج
تأثر الشارع الأردني بحقيقة مفادها بأن الشمس لاتتغطى بغربال ، وبأن الظلم ظلمات ، وإن ترك ملفات الفساد دون محاسبة حقيقة وواضحة هي مشاركة في الفساد فلا يجوز أبداً ترك محاربة قضيا الفساد العملاقة دون طرح جميع الأوراق على الطاولة من كبيرها لصغيرها واسترادد ما تم نهبه دون اللجوء والإعتداء المستمر على جيب الفقراء من الشعب الأردني الكريم .