الجنسية الأكثر شراء للعقار في الأردن
التنمية تعلن حل 66 جمعية (أسماء)
مخصصات النواب الشهرية لخزينة الاحزاب .. ما مدى مشروعية المطالبة؟
اللوزي : فيروس الإنفلونزا يتحور كل 6 أشهر
الحكومة تحسم الجدل: أراضي مشروع مدينة عمرة مملوكة بالكامل للدولة وتحذير من مروّجي الشائعات
أهالي المريغة يمسكون بضبع بعد تحذيرات بلدية حرصًا على سلامة الأهالي
الدفاع السورية: صدور أمر بإيقاف استهداف مصادر نيران قسد بعد تحييدها
رئيس أركان جيش الاحتلال يعلن انتهاء التحقيقات في إخفاقات "7 أكتوبر"
تصريح لوزير مياه أسبق يثير جلبة تحت قبة البرلمان
الإفراج عن الطبيبة رحمة العدوان في بريطانيا
الشمندر .. خيارك الآمن لتوريد الخدود والشفتين
سائحة تنجو بأعجوبة في مصر
أحكام بالسجن لأعضاء عصابة إجرامية في السلفادور
الجامعة الأردنية الرابعة عربيا والأولى محليا في تصنيف الجامعات العربية 2025
الأميرة دينا مرعد تزور مستشفى الجامعة وتطّلع على أوضاع أطفال غزة
بدء الاجتماع الأول للجنة الفنية للشباب والسلم والأمن
نقابة الخدمات العامة تثمن جهود الحكومة في ضبط العمالة المنزلية المخالفة
احتفال باليوم العالمي للدفاع المدني في الطفيلة
الفيصلي يفوز على شباب الأردن ويتأهل لنصف نهائي كأس الاردن
استيقظ ، فلتنهظ يا محمد . انها التاسعة الآن ، ووالدك يريد الصحف . حاضر يا أمي .. صباح الخير ، أنهض من نومي و أنا ما أزال أشعر بالنعاس كثيرا فلم أنم جيدا البارحة ولكن والدي يريد الصحف. أبدل ثيابي مسرعا وأغسل وجهي لاتخذ مظهرا اكثر استيقاظاً ، صباح الخير يا أبي ، صباح الخير يا بني ، تعطيني امي المديرة المالية في المنزل ، بعض النقود لشراء الصحف ، أخرج من المنزل وكعادتي أقول في كل صباح (بسم الله اللهم يسر لي) . ومن ثم ابتاع صحيفتين يوميتين من المكتبة التي تبعد عن بيتنا حوالي خمسئة متر فقط ، كما ابتاع علبة سجائر لوالدي وربما أخي إن كان في يوم عطلة .
أعود للمنزل أعطيه الصحف والجسائر . تنسل يدي دون علمي لأخذ الجزء المتعلق بالرياضة لمعرفة آخر الأخبار ، وبعد فاصل من القراءة ، يطلب مني أبي التوجه إلى جهاز الحاسوب لكي أساعده عمل ما ، أساعده لأن أبي ذو العين شبه الزجاجية بسبب وضعه لعدسة لتساعده في تعديل الفارق الكبير في ضعف النظر بين عينيه ، والدي على مشارف الستين ، أعيته الحياة واتعبته الأمراض. في معظم الأيام أحب هذا العمل لأنه يشعرني بالفرح فأنا أساعد والدي . كما يشعرني هذا العمل بالمسئولية . نعمل معا لمدة ثلاث ساعات ربما أقل وربما أكثر حتى يقرر أبي انهاء ساعات دوامي
أتوجه أنا وأمي للمشفى لترتيب موعد لإجراء عملية جراحية لي ، نتوجه للعيادة وبعد انتظار طال يأتي دوري ليتم فحصي ، الطبيبة : ما الذي تشكوه أيها الشاب ، أجيبها بأنني أعاني من انحراف في وتيرة أنفي وأنني بحاجة لجراحة لتصحيح هذا الانحراف ، ترتدي عدتها الطبية ومن ثم تنظر إلى داخل أنفي . ثم تسألني كم تبلغ من العمر ؟ أجيبها بأنني أبلغ من العمر ستة عشرة سنة . فيسود وجهها وتقول بصوت مرتفع وغاضب : ستة عشرة سنة وتريد اجراء العملية الآن هل تعلم أن ما تشكوه لا يشكل سوى عشر المشكلة ، ألا تعرف أنك تعاني من تشققات والتهابات وتقصف وتقصر وحسسية وقلة الدم الواصل لأنفك وجيوب أنفية و و و ، أقاطعها بسرعة و أقول بصوت يائس ، إنني أعاني كثيرا من ضيق التنفس ، حيث لا أستطيع النوم ليلا إنظري إلى وجهي البائس.. إنني تعب كثيرا .. ألا استطيع إجراءها الآن . تقول : لا هل كلامي واضح .. لن ينفعك ذلك الآن بل وحتى بعد العملية ستبقى تعاني طوال حياتك . فماذا تنتظرين .. فلتعالجيني إذن ! أقول في نفسي لا حول ولا قوة إلا بالله لقد كنت أظن أن الأطباء هم ملاكئة الرحمة ، لكن لم أعد أظن ذلك الآن .
أذهب لشراء الدواء من الصيدلية لإشاهد منظرا عددته محبطا للآمال ، شاهدت قطة تحتضر بعدما دهست من قبل سيارة مسرعة كالعادة ، بقيت الهريرة تنازع لدقائق معدودة فما ممستشفى قططي وما من سيارة إسعاف يقودها قط ! وما حتى من قطة أخرى تعالجها أو حتى تعطيها تنفسا اصطناعيا ، ثوان ثم تلاحظ لحظة خروج الروح ولن أكمل .
شعرت بالحزن كثيرا ، ما هذه الحياه ! إنها صعبة أليس كذلك كما أنها مفاجئة بنهايتها فلا تعطي أبدا أي موعد لذلك ، أعود للبيت لأجد أبي قد استيقظ لتوه من غيلولته المعتادة ، أجلس مقابل أبي وأقول : أريد التحدث إليك في موضوع ، فيقول : اهدئ يا بني فأنا من يريد التحدث في موضوع معك ، نتحدث عن عدة مواضيع مختلفة ثم يقول لي كلمة رنت في أذني كما يرن الجرس في ساح المدرسة ، فيقول لي : انني لن أعيش طويلا ، لن أدوم لكم . فأجيبه بصوت حزين جدا بأني لبيه وسعديه في أي طلب يطلبه مهما كان . ثم أقول لقد حان دوري ، أبي إن هناك الكثير مما يقلقني في هذه الحياة إنها صعبة . نعم انها صعبة وغريبة . الموت نعم إنه الموت ، لا يرحم أحدا حتى وإن لم يكن هو الشخص المائت فيضره ويحزنه موت أحد الأقارب أو الأصدقاء فماذا إذا كان قريبا جدا ، أبي إنني لم أنس دموعك يوم وفاة جدتي . إنها صعبة أليس كذلك أنا لا أراك سوى مرة واحدة اسبوعياً وأنا لا أريد عيش أعز أيام شبابي بعيدا عنك . يتكئ قليلا ثم يقول بلسانه الحكيم : أريد أن أخبرك قصة يابني كان هناك في زمن الخلفاء شخص طاعن في السن ميسور الحال يحب مساعدة الآخرين في المال وكان يخبئ ماله في جوف فتحة في جدار المنزل ، ففي يوم قدم عليه سائل للمال على أن يسده بعد فترة حيث طلب منه الذهاب لذلك الجدار وأخذ حاجته ، وبالفعل اشتغل بالتجارة وربح نقودا كثيرا فأصابه الطمع ورفض اعادة ذلك المبلغ ، وبحكمة من الله خسر أمواله ، فعاد ليطلب نقودا من نفس الرجل فيطلب منه مرة أخرى للذهاب إلى فتحة الجداء وأخذ ما يريد فذهب وعاد مسرعا غاضبا ما هذا يا رجل لا يوجد أي نقود هناك ، فأجابه يا بني لو أعدت ما أخذت لوجدته الآن ، فمن زرع حصد ، وأنت لم تزرع فكيف تأتي لتحصد . فيقول أبي مهما كنت تعاني وترى الحياة صعبة فما زال أمامك الكثير الكثير فأنت ما تزال في مقتبل العمر ، واعلم أن من يتعب في شبابه يرتاح في شيخوخته ومن يرتاح ويلعب في شبابه يتعب كثير في شيخوخته حيث في ذلك الوقت لن يستطيع التحمل . أنت تزرع الآن لتحصد مستقبلا واعدا بساما إن شاء الله ، يا بني اذهب وصل ركعتين شكراً لله لعل الله يشرح لك صدرك ، ثم اذهب واخلد للنوم واعلم أنه مهما اسود و طال الليل فغدا ستشرق الشمس وتأتي بالنور .