زاد الاردن الاخباري -
مع بدء تطبيق القرار بعد عطلة عيد الاضحى المبارك ، تباينت الآراء حول اعتماد التوقيت الصيفي طيلة العام، بين من يراه ضروريا لتقليل استهلاك كميات الطاقة، ومن يراه انه لا يتناسب مع ظروف فصل الشتاء ومواعيد العمل .
ويبدي موظفون الارتياح للتوقيت الحالي فيما يتعلق بحركة المركبات صباحا موضحين ان هناك تراجعا في ازمة السير الخانقة التي كانت تتسبب في كثير من الاحيان في احداث ارباك خاصة في الشوارع الرئيسة في العاصمة عمان.
في حين يلفت آخرون الى ان التوقيت الصيفي يؤثر على الموظفات ولا سيما الامهات منهن لالتزامهن بتحضير ابنائهن للذهاب الى المدارس والاستعداد لعودتهم بعد انتهاء ساعات الدوام الرسمي التي اصبحت متأخرة نصف ساعة عن موعدها قبل قرار توحيد التوقيت.
ويقدم رئيس لجنة الاهلة والمواقيت في الجمعية الفلكية الاردنية هاني الضليع رأيا باعتماد نظام النصف ساعة في التوقيت، مبينا ان مدينة عمّان تقع على خط طول 36 شرق غرينتش، فيما يمتد جزء من اراضي المملكة الى خط طول 39 وهي مناطق غير مأهولة.
ويوضح : ان كل 15 درجة تعادل ساعة واحدة وبحساب بعد الاردن عن خط غرينتش فانه يبعد ساعتين و24 دقيقة وبالتقريب فهما ساعتان ونصف الساعة مشيرا الى ان العديد من دول العالم تعتمد نظام النصف ساعة ولا تتعرض لمشكلات تغيير التوقيت في الاجواء الصيفية والشتوية.
ويقول : ان مراعاة وقت شروق الشمس وغروبها في بدء اليوم يوافق الساعة البيولوجية لجسم الانسان ، ويوفر راحة نفسية وصحية اكثر له.
ويدعو الضليع الى التنسيق مع دول الجوار ( سوريا ولبنان وفلسطين ) لوقوعها على ذات خط الطول من اجل اعتماد نظام النصف ساعة بحيث يتم توحيد التوقيت في المنطقة صيفا وشتاء .
من جهته يشير مدير التخطيط في وزارة الطاقة والثروة المعدنية المهندس محمود العيص الى ان التوقيتين الصيفي والشتوي في أصلهما انعكاس ومحاكاة لمواعيد شروق الشمس وغروبها صيفا وشتاء ، فالفرق الزمني بين شروق الشمس وغروبها في فصل الصيف يزداد عن فصل الشتاء، وبالتالي تزداد ساعات النهار المضيء.
ويقول : ان معظم دول العالم تعمد الى العمل بالتوقيت الصيفي والتوقيت الشتوي بزيادة ساعة واحدة على التوقيت الصيفي وذلك مرة واحدة في العام.
ويبين انه من خلال نتائج دراسة أثر التوقيت الصيفي على استهلاك الطاقة لعام 2012 ، فاننا نخلص الى أن تطبيق التوقيت الصيفي يختصر يومياً الفترة الزمنية من وقت غروب الشمس حتى وقت النوم ساعة واحدة تقريباً.
ويقول ان الوفر في استهلاك الطاقة الكهربائية في أجهزة الإنارة والتلفزة في القطاع المنزلي والقطاع التجاري نتيجة تطبيق التوقيت الصيفي بلغ خلال العام الحالي حوالي 210 جيجاوات ساعـــة (115 جيجاوات ساعة في القطاع المنزلي، 95 جيجاوات ساعة في القطاع التجاري) وهذا يمثل ما مجموعه 235 جيجاوات ساعة عند مخارج محطات التوليد ، بعد احتساب الفقد الكهربائي في شبكة النقل والتوزيع.
وبذلك فإن الوفر المتحقق والمقدر في توليد الطاقة الكهربائية يبلغ حوالي 30 مليون دينار، على اعتبار أن معدل كلفة إنتاج الكيلووات ساعة في الأردن لعام 2012 تبلغ 125 فلسا .
ويقول العيص ان الدول العربية تعمد إلى تطبيق التوقيت الصيفي باستثناء كل من المملكة العربية السعودية التي تحافظ على توقيتها طول العام باعتباره توقيتاً مرجعياً (مكة المكرمة)، ودولة الكويت وكذلك تونس والجزائر التي تلجأ إلى تقديم مواعيد بدء العمل الصباحي بدلاً من تغيير التوقيت.
استاذ الفلك في جامعة ال البيت الدكتور حنا صابات يرى ان اعتماد التوقيت الصيفي في فصل الشتاء يبعدنا عن الدقة مشيرا الى ان التوقيت العالمي للاردن حسب الاتفاقيات الدولية يوضح ان المملكة تبتعد عن خط غرينتش باضافة ساعتين في الصيف وساعة واحدة في الشتاء وانه من غير المنطقي ان يكون توقيتنا العالمي في الشتاء (زائد ثلاث ساعات).
ويقول ان اعتماد التوقيت الصيفي في الشتاء غير مفيد موضحا ان النهار في فصل الشتاء قصير والشمس تشرق متأخرة ، مضيفا اننا مضطرون الان لاستعمال وسائل الانارة صباحا قبل الذهاب الى العمل او المدارس لان الاستيقاظ مبكرا سيكون مع او قبل شروق الشمس.
ويبين ان اعتماد التوقيت الصيفي حاليا يؤدي الى عدم انسجام بين دول المنطقة التي تقع على خط الطول ذاته، لافتا الى ان البديل هو الرجوع الى التوقيت الاصلي (+ 2) شرقا واعتماد دوام صيفي وآخر شتوي كما يحدث في شهر رمضان دون ارباك للمواطنين.
مديرة مدرسة سكينة بنت الحسين الثانوية للبنات انتصار الشريدة تقول ان العمل بالتوقيت الصيفي طوال العام له ايجابيات وسلبيات ، الا اننا اعتدنا على توقيتين احدهما صيفي واخر شتوي وهذا يتناسب مع طبيعة الانسان وشروق الشمس.
وتشير الى ان ابرز إيجابيات التوقيت الصيفي العودة الى المنزل في وقت مبكر مقارنة بالتوقيت الشتوي حيث يكون موعد غياب الشمس متأخرا ساعة ما يعني انجاز اعمال اضافية اخرى.
وتقول ان بعض معلمات المدرسة، وعددا من طالباتها تأخرن في اول يومي دوام بعد العيد خاصة عند اللواتي يسكنّ في مناطق بعيدة.
وتبين ان هناك التزاما من معلمات التوجيهي في اعطاء الحصص الاضافية قبل بدء الدوام الرسمي ، وهذا اربك العديد من طالبات التوجيهي والمعلمات اذ ان الحصص الاضافية تبدأ الساعة 20ر7 صباحا ما يعني خروج المعلمات والطالبات من بيوتهن قبل ساعة تقريبا للوصول في الوقت المحدد اذ ان طالبات المدرسة من مختلف مناطق عمان.
وتشير الى ان ايام شهري كانون الاول والثاني تشهد حالات صقيع وبرد واحتمال تساقط للثلوج الامر الذي يؤدي الى تأخير الخروج من المنازل، والعودة لها، فلا يوجد الوقت الكافي للدراسة وانجاز الاعمال الحياتية الاخرى.
الموظفة سارة اشقر تقول ان ابناءها في مدارس حكومية تتبع لنظام الفترتين مشيرة الى ان الحافلة التي تقلهم صباحا كانت تصل في الساعة السادسة الا ربعا صباحا، وان اعتماد وزارة التربية والتعليم حاليا الساعة الثامنة صباحا كتوقيت لبدء الدراسة في مدارس الفترتين ادى الى تخلي سائق الحافلة عن نقل ابنائها للمدرسة لارتباطاته مع طلبة اخرين.
وتضيف ان دوام طلبة الفترة المسائية يبدأ الساعة الثانية عشرة ظهرا ، وان اختصار خمس دقائق من كل حصة ادى الى عودتهم الى المنازل حوالي الساعة الرابعة عصرا.
من جانبها تقول (ام عبدالله ) ان الابقاء على التوقيت الصيفي في فصل الشتاء يخالف التغيير الطبيعي في حياتنا حيث يتأخر شروق الشمس بينما التوقيت يكون مبكرا، وهو ما يسبب ارباكا للأسرة وخاصة طلبة المدارس حيث الاستيقاظ مبكرا في وقت تكون فيه الشمس غير مشرقة ، ما يضطرها للخروج الى الشارع وانتظار الحافلة مع اطفالها الساعة 30ر6.
موظفة احد البنوك منى عورتاني تقول انه اذا كان لا بد من اعتماد توقيت واحد طوال العام، فالافضل ان يتم اعتماد التوقيت الشتوي.
مديرة فرع احد البنوك تقول انها استفادت من التوقيت الموحد حيث ان الاستيقاظ مع ابنائها مبكرا يجعلها تنجز اعمال البيت قبل ذهابها الى العمل لافتة الى ان التوقيت الصيفي يتناسب وساعات عملها ودوام المدارس لابنائها.