... لما أسدلت الستارة عن جمهور النظارة في احداث جامعة اليرموك عام ,1986 ذهب كل الى شأنه وكأن شيئا لم يكن, صحيح ان الكل خرج خاسرا جراء ما حدث, وصحيح ان ما حدث ترك غصة في الحلق, الا ان الرواية الرسمية التي تناولتها وسائل الاعلام وتحدثت فيها الجهات الرسمية عن طلبة خرجوا عن مألوف المجتمع, واثاروا جلبة في بيئة مسالمة عكروا فيها صفو الجو الجامعي الذي اتسم بالاسرية حسب تعبير البيان الرسمي, رواية ظلت مفرداتها هي السائدة وهي التي استندت اليها الاجراءات اللاحقة.
ظلت الرواية الرسمية مبتورة او انها بقيت رواية من دون اقدام تمشي عليها واذرع تساعدها على الانتشار والاقناع لانها ظلت رواية طرف واحد هو الحكومة, صحيح ان اطرافا تحدثت عن مؤامرة استهدفت رئيس الجامعة حينذاك د, عدنان بدران, لجهة انه شقيق رئيس الوزراء الاسبق مضر بدران, في اشارة الى الخلاف التاريخي بين زيد الرفاعي الذي كان رئيسا للحكومة إبان الاحداث وبدران, وصحيح ان اشاعات اخرى تحدثت عن استهدافات بعينها, الا ان كل تلك الاقاويل ظلت من دون اسانيد تثبتها, خاصة لدى اوساط الحركة السياسية والحركة الطلابية بشكل خاص, فالاخذ بمبدأ المؤامرة وتحريك الطلاب لتحقيق اهداف سياسية في اذهان اصحابها وفقا لاحد قادة الطلاب في احداث 86 رمزي الخب تسطيح لحركة التاريخ, فالطلبة لم يتحركوا بال¯ »ريموت كونترول« ف¯ تحركاتهم جاءت منسجمة مع قناعاتهم واستجابة طبيعية لافرازات الواقع, حتى لو حقق البعض منافع له جراء ما حدث.
الرواية الرسمية ظلت مبتورة, لان الطلبة لم يقولوا كلمتهم, وان حاولت قوى سياسية دحض الرواية الرسمية, وتحدثت عن تفاصيل لم تتناولها الجهات الرسمية في حديثها, فان صوت هذه القوى ظل مبحوحا لا يسمعه سوى القريبين منها, لانها كانت تعمل تحت الارض ووسائلها في التعبير كانت جدا محدودة, ما شكل انطباعا عاما - قسم المعنيين بالاحداث وابطالها ميكانيكيا الى جزءين, غالب ومغلوب, الحكومة وما لف لفيفها غالبه, والطلبة وحلفاؤهم مغلوبون, وهدا وفقا للخب ايضا تسطيح, وقراءة غير علمية لما حدث, لذا وجب اعادة وضع الاحداث وفق سياقها التاريخي, حتى تستقيم الامور, والخروج برواية معقولة لا فصام فيها, ولا غايات منها سوى الحقيقة الغائبة.
ابطال الحدث
شارك في الاحداث المئات بل الآلاف لكن اربع شخصيات بعينها لعبت ادوارا رئيسية فيما جرى, شخصيات اربعة كانت تتحرك في فضاء الحدث امام أعين الجميع, وان حاولت اثنتان من الاربع شخصيات اخفاء ما كانت تفعله وتخطط له, فالاضواء كانت مسلطة على هؤلاء الاربعة, وان اصابت الاضواء الآخرين, اولهم مدير الامن العام حينذاك م. عبد الهادي المجالي, الذي ادار عملية اقتحام رجال الامن حرم جامعة اليرموك حسب الخب وهو في غرفة العمليات بمديرية أمن محافظة اربد, وثانيهم رئيس جامعة اليرموك إبان الاحداث د. عدنان بدران الذي اوصل بتعنته وفقا للخب ايضا الامور الى ما وصلت اليه, وهو الذي سمح لرجال الامن باقتحام الجامعة, ولولا قراره بالسماح لما اقتحم الامن الجامعة, وثالثهم رمزي الخب الذي يسرد رواية الطلبة, او الرواية الاخرى التي ظلت مكتومة, او انها بقيت من دون تدوين, والخب ابن الرمثا نشأ في اسرة ريفية بسيطة بين »دزينة« من الابناء, ما جعل فرصته في البروز او التفوق ضربا من الخيال, خاصة انه كان يرى والده الذي انتقل باسرته الى المفرق ليعمل في محطة محروقات كانت تتبع في ذلك الحين لشركة »برتش بتروليوم« المعروفة, يتلظى تحت اشعة الشمس في ايام الصيف القائظ ويكابد برد الصحراء في ليالي الشتاء ليقبض آخر كل شهر دريهمات قليلة بالكاد كانت تكفي لاطعام اثني عشر فما, فأخذ يتشكل وعي الفتى رمزي وهو لم يزل في الصفوف الابتدائية بعد, وظل سؤال العدالة في الارض يلح عليه منذ تلك الايام ولمّا انهى الثانوية العامة ودخل جامعة اليرموك في نهاية سبعينيات القرن الماضي وجد ضالته في الحزب الشيوعي الاردني فانتسب اليه عله يجد فيه جوابا على سؤال »العدالة« المفقودة.
واما رابع الابطال فهو المهندس سعد الطاهر, الذي كان عام الاحداث 1986 طالبا في كلية هندسة جامعة اليرموك وبعد انتهاء الاحداث وتخرجه مهندسا آثر السفر للعمل في الخليج, حيث لا زال يعمل هناك خاصة ان علاقته مع جماعة الاخوان المسلمين بوصفه كان عضوا فيها ومسؤول تنظيم الجامعة حينذاك اصابها العطب, بسبب اوامر قيادة الجماعة التي جاءت في خضم الاحداث طالبة منه ومن باقي اعضاء الجماعة الانسحاب من اعتصام الطلبة, فرفض الاوامر واستمر في الاعتصام, فكان الجفاء بينه وبين الجماعة خيارا من الطرفين.
خلفية تاريخية
تأسست جامعة اليرموك عام ,1976 ولاسباب موضوعية وفق ما يقوله رمزي الخب نمت في الجامعة روح ذات صبغة خاصة اطلق عليها الطلبة روح اليرموك ومع الوقت اصبح تعبير »يرموكي« يرمز الى الطالب »المتمرد« على القيود, فغالبية الذين التحقوا بالجامعة جاءوا من خارج محافظة اربد وهذا فرض عليهم السكن مع بعضهم البعض بعيدا عن قيود اسرهم, وعن القيود المفروضة في مساكن الطلبة التقليدية التي تنشئها الجامعات, ما فتح آفاقا واسعة للتنظيمات الفلسطينية والاحزاب الاردنية المحظورة لتستقطب الطلبة من دون معيقات تذكر.
يقول الخب ان اجتياح اسرائيل لجنوب لبنان عام 1978 واجتياح 1982 شكلا فرصة مواتية لاختبار »الروح اليرموكية« التي اخذت تنمو باضطراد فقد اقام الطلبة عشرات الفعاليات إبان الاجتياحين ونظموا عمليات التبرع بالدم والتطوع للسفر والقتال في صفوف المدافعين عن لبنان بنجاح فاق التصور, ما زاد من تنامي »الروح اليرموكية« وتواصل اندفاعها الى ان وصلت الايام الى عام 1984 حينما اصدرت ادارة الجامعة مطلع العام الدراسي خطة دراسية تسبب تطبيقها بفصل 560 طالبا مع نهاية الفصل الاول.
في السادس من شباط 1984 تحرك ما يقارب من 8 آلاف طالب من اصل 10 آلاف هم عدد طلبة الجامعة حينذاك وعلقوا الدراسة واعتصموا وتمثلت مطالبهم بعودة المفصولين الى الجامعة والعودة عن الخطة الجديدة واعادة العمل بالخطة القديمة, استمر الاضراب خمسة ايام من دون ان تحدث تجاوزات او مشكلات يمكن ان تستخدمها ادارة الجامعة في ثني الطلبة عن مطالبهم رضخت في النهاية الادارة الى مطالب الطلبة ونفذت المطالب الثلاثة وهذه هي المرة الاولى في تاريخ الاردن التي تتراجع فيها ادارة جامعة امام اصرار الطلبة ما شكل ل¯ »الروح اليرموكية« دافعا اضافيا كي ترفع من طموحاتها.
في يوم 21 شباط اعتقلت اجهزة الامن رمزي الخب الذي كان احد ابرز قيادات الطلبة في احداث 5 شباط ومع ان الخب كان واحدا من 11 طالبا هم عماد اللجنة الطلابية التي فاوضت ادارة الجامعة لانهاء الاعتصام والعودة للدراسة الا ان اجهزة الامن لم تعتقل بعد انتصار الطلبة الا الخب. صحيح انه كان يقود لجنة التفاوض وكان واضحا انه من يقود الطلبة لكن الخب يفضل دائما التحدث عن الجهد الجماعي ودور الآخرين وهو يعيد استذكار تلك الايام.
مكث الخب في المعتقل من دون محاكمة سنة و7 شهور ورغم انه اضرب عن الطعام 12 يوما, ورغم ان عشرات التحركات الطلابية والمناشدات المطالبة بالافراج عنه الا ان اجهزة الامن أبقته 19 شهرا في المعتقل ومع ان ايام السجن كانت قاسية على الخب خاصة انه كان الوحيد الذي اعتقل جراء احداث 5 شباط لكنه ظل متماسكا وبقيت معنوياته عالية وطالما ظل يردد وهو في الزنزانة وحده:
يرموكي ما بَرَّوح الا الراية مرفوعة
يا يرموك هيجي هيجي خلي حق الطالب يجي.
1986
خرج الخب من المعتقل وعاد الى الجامعة في الفصل الثاني من العام الدراسي 1985-1986 فأسرته قامت بتأجيل الفصول الدراسية التي مكث فيها في المعتقل ما سمح له بالعودة الى الجامعة طالبا, وكان الحدث الابرز في ذلك العام الدراسي حصول اعضاء من جماعة الاخوان المسلمين على حصة كبيرة لاول مرة في انتخابات الجمعيات الطلابية خاصة في كلية الهندسة لكن التحدي الابرز امام الطلبة كان فرض رسوم تدريب على طلبة كلية الهندسة في الفصل الصيفي بواقع 90 دينارا ما دفع طلبة الهندسة للاحتجاج خاصة ان اوساط الطلبة كانت تردد ان الجامعة تتقاضى من جهات التدريب التي توفد الطلبة اليها للتدريب اموالا, ولما لاحظت ادارة الجامعة ان طلابا من الكليات الاخرى اخذوا يتضامنون مع طلبة الهندسة اعلنت انها ستعيد النظر برسوم التدريب, لكن الحدث الابرز من كل ذلك كان مشاركة الطلبة المنتمين لجماعة الاخوان المسلمين لاول مرة في الفعاليات الاحتجاجية الى جانب طلبة التيار اليساري والقومي اضافة الى العلاقة التي نسجها الخب مع رئيس جمعية كلية الهندسة سعد الطاهر, الذي كان يرئس لجنة المتابعة لالغاء رسوم التدريب, تلك العلاقة التي تطورت بشكل سريع خلال اسابيع لتشكل حاضنة للتنسيق المتكامل بينهما في خضم الاحداث المقبلة في ايار.
المؤتمر الطلابي
وصلت »الروح اليرموكية« الى ذروتها بعدما نجحت الاحتجاجات الطلابية على رسوم التدريب لطلبة الهندسة ما شجع الناشطين من الطلبة على رفع سقف تطلعاتهم, ومع ان الفعاليات الطلابية التي تتابعت بعد فعالية الرسوم شهدت عددا من الخلافات الطلابية الهامشية الا ان سيرورة مطلبية طلابية وفقا للخب اخذت تحتل واجهة العمل الطلابي ما ساعد على طرح فكرة الجمعيات الطلابية, بوصفها الصيغة الرسمية للتمثيل الطلابي داخل الجامعة, بهدف نسفها وتبني فكرة اتحاد الطلبة وبالفعل تفاعل الطلبة مع الموضوع ووصل الحراك الى ذروته في الثامن والعشرين من شهر نيسان حينما قدم اعضاء الجمعيات الطلابية استقالاتهم وتجمع ما يفوق ألفي طالب لعقد مؤتمر تأسيسي لاتحاد طلبة الاردن.
حضر رئيس الجامعة د. عدنان بدران الى المؤتمر الطلابي, وقال: ان هذا المؤتمر غير رسمي وغير مصرح به ويعتبر خروجا على سياسة الجامعة, ووفقا للخب انعقد مساء ذلك اليوم مجلس أمن محافظة اربد المشكل من المحافظ ومدير شرطة المحافظة ومدير مخابراتها اضافة الى مجلس الجامعة ووصل الحوار داخل الاجتماع الى مرحلة حاسمة تقرر فيها فصل 32 طالبا اعتبرهم المجتمعون المحرضين على النشاطات الطلابية وقادة الحركة الطلابية في الجامعة لكن المجتمعين قرروا عدم الاعلان عن هذا القرار الى موعد الانتهاء من امتحانات الفصل الدراسي وكان من ضمن المفصولين في القرار وفقا للخب رمزي الخب نفسه, وسعد الطاهر, وموسى الزيتاوي وآخرون.
ليلة الحدث
بعض اعضاء من مجلس عمداء الجامعة ممن كانت لهم علاقات مع جماعة الاخوان المسلمين سرب قرار الفصل ما شكل تحديا امام الطلبة, وقرروا البدء بالاحتجاجات الطلابية منذ يوم الاحد 11 أيار وتعليق الامتحانات وبالفعل استجاب اكثر من 60% من طلبة الجامعة اضافة الى مشاركة عدد من اعضاء الهيئة التدريسية وهم الذين فصلوا في وقت لاحق, وتشير يوميات الاحداث كما رواها الخب الى ان التحدي الاكبر امامهم تمثل في نجاحهم في تعليق الامتحانات وكان لهم ذلك لكن مع نهاية اليوم وخروجهم من ابواب الجامعة قامت اجهزة الامن باعتقال عدد من الناشطين اضافة الى مداهمة منازل آخرين واعتقالهم, ما دفع الطلبة في اليوم التالي الى اضافة مطلب جديد يتعلق بالافراج عن المعتقلين لكن المطلب الجديد جوبه باعتقالات جديدة وكذلك استمر الحال الى يوم الثلاثاء ما كان يدفع قيادة الطلبة الى استخدام اساليب مختلفة للدخول والخروج من الجامعة.
صباح يوم الاربعاء شهدت اطراف الجامعة وبواباتها حضورا أمنيا مكثفا فأفراد لواء الامن العام شكلوا سياجا حول الجامعة ما ولد انطباعا لدى الطلبة بأن اليوم سيكون حاسما خاصة حينما لاحظوا التشديد على دخول وخروج الطلبة من البوابات ومع ان الخب حاول دخول الجامعة اكثر من مرة عبر وسائل متعددة الا انه لم يتمكن من ذلك الا ليلا خلال صلاة »التراويح« - الاحداث جاءت في شهر رمضان- استطاع عبر بوابة مسجد الجامعة الداخلية الدخول الى الجامعة - اغلقت تلك البوابة بعد الاحداث- عندما دخل رمزي الخب الجامعة كان الوضع غاية في الروعة حالة تضامنية بين الطلبة منقطعة النظير.
وما زاد من رومانسية المشهد ان امطار أيار التي هطلت في تلك الليلة دفعت الطالبات اللواتي كُنّ يسكُنّ في سكن الجامعة الداخلي لاحضار البطانيات لاستخدامها ليتفادى الطلبة الامطار لكن الابرز في تلك الساعات كان قرار قيادة جماعة الاخوان المسلمين بالانسحاب من الاعتصام, رفض اكثر من 50% من اعضائهم الانصياع للقرار بمن فيهم سعد الطاهر.
واما المفاوضات التي جرت بين ادارة الجامعة وقيادة الاعتصام بوساطة النائب في البرلمان د. احمد الكوفحي فقد انتهت بان ابلغ الكوفحي الطلبة عند منتصف الليل ان الامور خرجت عن نطاق سيطرة الداعين الى الحوار وبعد انتصاف الليل بنصف ساعة بدأ لواء الامن العام اجتياح الجامعة وبدأوا بضرب الطلاب بالعصي والهراوات ما دفع الطلبة للمواجهة فحدثت اشتباكات بالايدي لكن الجسم الطلابي تفتت ما اسهم في سهولة محاصرة الطلبة على شكل جماعات صغيرة ونتج عن الاحداث استشهاد الطالب ابراهيم حمدان والطالبة مروة طاهر الشيخ وهي من اقرباء مدير المخابرات حينذاك طارق علاء الدين واستشهاد الطالبة الفلسطينية مها قاسم.
خرج الخب من البوابة الشمالية من الجامعة لكنه وقع مغشيا عليه من شدة الضرب ولم يصح الا بعد دقائق ليجد نفسه بعيدا عن الجامعة, بعد ان تمكن عدد من الطلبة من حمله بعيدا عن رجال الامن, اختفى الخب لمدة ستة شهور داخل الاردن لكنه اضطر للهروب الى سورية بعد تضييق الخناق عليه, واما سعد الطاهر فقد تخر ج من الجامعة وسافر الى الخليج.
العرب اليوم - محمد ابو عريضة
... لما أسدلت الستارة عن جمهور النظارة في احداث جامعة اليرموك عام ,1986 ذهب كل الى شأنه وكأن شيئا لم يكن, صحيح ان الكل خرج خاسرا جراء ما حدث, وصحيح ان ما حدث ترك غصة في الحلق, الا ان الرواية الرسمية التي تناولتها وسائل الاعلام وتحدثت فيها الجهات الرسمية عن طلبة خرجوا عن مألوف المجتمع, واثاروا جلبة في بيئة مسالمة عكروا فيها صفو الجو الجامعي الذي اتسم بالاسرية حسب تعبير البيان الرسمي, رواية ظلت مفرداتها هي السائدة وهي التي استندت اليها الاجراءات اللاحقة.
ظلت الرواية الرسمية مبتورة او انها بقيت رواية من دون اقدام تمشي عليها واذرع تساعدها على الانتشار والاقناع لانها ظلت رواية طرف واحد هو الحكومة, صحيح ان اطرافا تحدثت عن مؤامرة استهدفت رئيس الجامعة حينذاك د, عدنان بدران, لجهة انه شقيق رئيس الوزراء الاسبق مضر بدران, في اشارة الى الخلاف التاريخي بين زيد الرفاعي الذي كان رئيسا للحكومة إبان الاحداث وبدران, وصحيح ان اشاعات اخرى تحدثت عن استهدافات بعينها, الا ان كل تلك الاقاويل ظلت من دون اسانيد تثبتها, خاصة لدى اوساط الحركة السياسية والحركة الطلابية بشكل خاص, فالاخذ بمبدأ المؤامرة وتحريك الطلاب لتحقيق اهداف سياسية في اذهان اصحابها وفقا لاحد قادة الطلاب في احداث 86 رمزي الخب تسطيح لحركة التاريخ, فالطلبة لم يتحركوا بال¯ »ريموت كونترول« ف¯ تحركاتهم جاءت منسجمة مع قناعاتهم واستجابة طبيعية لافرازات الواقع, حتى لو حقق البعض منافع له جراء ما حدث.
الرواية الرسمية ظلت مبتورة, لان الطلبة لم يقولوا كلمتهم, وان حاولت قوى سياسية دحض الرواية الرسمية, وتحدثت عن تفاصيل لم تتناولها الجهات الرسمية في حديثها, فان صوت هذه القوى ظل مبحوحا لا يسمعه سوى القريبين منها, لانها كانت تعمل تحت الارض ووسائلها في التعبير كانت جدا محدودة, ما شكل انطباعا عاما - قسم المعنيين بالاحداث وابطالها ميكانيكيا الى جزءين, غالب ومغلوب, الحكومة وما لف لفيفها غالبه, والطلبة وحلفاؤهم مغلوبون, وهدا وفقا للخب ايضا تسطيح, وقراءة غير علمية لما حدث, لذا وجب اعادة وضع الاحداث وفق سياقها التاريخي, حتى تستقيم الامور, والخروج برواية معقولة لا فصام فيها, ولا غايات منها سوى الحقيقة الغائبة.
ابطال الحدث
شارك في الاحداث المئات بل الآلاف لكن اربع شخصيات بعينها لعبت ادوارا رئيسية فيما جرى, شخصيات اربعة كانت تتحرك في فضاء الحدث امام أعين الجميع, وان حاولت اثنتان من الاربع شخصيات اخفاء ما كانت تفعله وتخطط له, فالاضواء كانت مسلطة على هؤلاء الاربعة, وان اصابت الاضواء الآخرين, اولهم مدير الامن العام حينذاك م. عبد الهادي المجالي, الذي ادار عملية اقتحام رجال الامن حرم جامعة اليرموك حسب الخب وهو في غرفة العمليات بمديرية أمن محافظة اربد, وثانيهم رئيس جامعة اليرموك إبان الاحداث د. عدنان بدران الذي اوصل بتعنته وفقا للخب ايضا الامور الى ما وصلت اليه, وهو الذي سمح لرجال الامن باقتحام الجامعة, ولولا قراره بالسماح لما اقتحم الامن الجامعة, وثالثهم رمزي الخب الذي يسرد رواية الطلبة, او الرواية الاخرى التي ظلت مكتومة, او انها بقيت من دون تدوين, والخب ابن الرمثا نشأ في اسرة ريفية بسيطة بين »دزينة« من الابناء, ما جعل فرصته في البروز او التفوق ضربا من الخيال, خاصة انه كان يرى والده الذي انتقل باسرته الى المفرق ليعمل في محطة محروقات كانت تتبع في ذلك الحين لشركة »برتش بتروليوم« المعروفة, يتلظى تحت اشعة الشمس في ايام الصيف القائظ ويكابد برد الصحراء في ليالي الشتاء ليقبض آخر كل شهر دريهمات قليلة بالكاد كانت تكفي لاطعام اثني عشر فما, فأخذ يتشكل وعي الفتى رمزي وهو لم يزل في الصفوف الابتدائية بعد, وظل سؤال العدالة في الارض يلح عليه منذ تلك الايام ولمّا انهى الثانوية العامة ودخل جامعة اليرموك في نهاية سبعينيات القرن الماضي وجد ضالته في الحزب الشيوعي الاردني فانتسب اليه عله يجد فيه جوابا على سؤال »العدالة« المفقودة.
واما رابع الابطال فهو المهندس سعد الطاهر, الذي كان عام الاحداث 1986 طالبا في كلية هندسة جامعة اليرموك وبعد انتهاء الاحداث وتخرجه مهندسا آثر السفر للعمل في الخليج, حيث لا زال يعمل هناك خاصة ان علاقته مع جماعة الاخوان المسلمين بوصفه كان عضوا فيها ومسؤول تنظيم الجامعة حينذاك اصابها العطب, بسبب اوامر قيادة الجماعة التي جاءت في خضم الاحداث طالبة منه ومن باقي اعضاء الجماعة الانسحاب من اعتصام الطلبة, فرفض الاوامر واستمر في الاعتصام, فكان الجفاء بينه وبين الجماعة خيارا من الطرفين.
خلفية تاريخية
تأسست جامعة اليرموك عام ,1976 ولاسباب موضوعية وفق ما يقوله رمزي الخب نمت في الجامعة روح ذات صبغة خاصة اطلق عليها الطلبة روح اليرموك ومع الوقت اصبح تعبير »يرموكي« يرمز الى الطالب »المتمرد« على القيود, فغالبية الذين التحقوا بالجامعة جاءوا من خارج محافظة اربد وهذا فرض عليهم السكن مع بعضهم البعض بعيدا عن قيود اسرهم, وعن القيود المفروضة في مساكن الطلبة التقليدية التي تنشئها الجامعات, ما فتح آفاقا واسعة للتنظيمات الفلسطينية والاحزاب الاردنية المحظورة لتستقطب الطلبة من دون معيقات تذكر.
يقول الخب ان اجتياح اسرائيل لجنوب لبنان عام 1978 واجتياح 1982 شكلا فرصة مواتية لاختبار »الروح اليرموكية« التي اخذت تنمو باضطراد فقد اقام الطلبة عشرات الفعاليات إبان الاجتياحين ونظموا عمليات التبرع بالدم والتطوع للسفر والقتال في صفوف المدافعين عن لبنان بنجاح فاق التصور, ما زاد من تنامي »الروح اليرموكية« وتواصل اندفاعها الى ان وصلت الايام الى عام 1984 حينما اصدرت ادارة الجامعة مطلع العام الدراسي خطة دراسية تسبب تطبيقها بفصل 560 طالبا مع نهاية الفصل الاول.
في السادس من شباط 1984 تحرك ما يقارب من 8 آلاف طالب من اصل 10 آلاف هم عدد طلبة الجامعة حينذاك وعلقوا الدراسة واعتصموا وتمثلت مطالبهم بعودة المفصولين الى الجامعة والعودة عن الخطة الجديدة واعادة العمل بالخطة القديمة, استمر الاضراب خمسة ايام من دون ان تحدث تجاوزات او مشكلات يمكن ان تستخدمها ادارة الجامعة في ثني الطلبة عن مطالبهم رضخت في النهاية الادارة الى مطالب الطلبة ونفذت المطالب الثلاثة وهذه هي المرة الاولى في تاريخ الاردن التي تتراجع فيها ادارة جامعة امام اصرار الطلبة ما شكل ل¯ »الروح اليرموكية« دافعا اضافيا كي ترفع من طموحاتها.
في يوم 21 شباط اعتقلت اجهزة الامن رمزي الخب الذي كان احد ابرز قيادات الطلبة في احداث 5 شباط ومع ان الخب كان واحدا من 11 طالبا هم عماد اللجنة الطلابية التي فاوضت ادارة الجامعة لانهاء الاعتصام والعودة للدراسة الا ان اجهزة الامن لم تعتقل بعد انتصار الطلبة الا الخب. صحيح انه كان يقود لجنة التفاوض وكان واضحا انه من يقود الطلبة لكن الخب يفضل دائما التحدث عن الجهد الجماعي ودور الآخرين وهو يعيد استذكار تلك الايام.
مكث الخب في المعتقل من دون محاكمة سنة و7 شهور ورغم انه اضرب عن الطعام 12 يوما, ورغم ان عشرات التحركات الطلابية والمناشدات المطالبة بالافراج عنه الا ان اجهزة الامن أبقته 19 شهرا في المعتقل ومع ان ايام السجن كانت قاسية على الخب خاصة انه كان الوحيد الذي اعتقل جراء احداث 5 شباط لكنه ظل متماسكا وبقيت معنوياته عالية وطالما ظل يردد وهو في الزنزانة وحده:
يرموكي ما بَرَّوح الا الراية مرفوعة
يا يرموك هيجي هيجي خلي حق الطالب يجي.
1986
خرج الخب من المعتقل وعاد الى الجامعة في الفصل الثاني من العام الدراسي 1985-1986 فأسرته قامت بتأجيل الفصول الدراسية التي مكث فيها في المعتقل ما سمح له بالعودة الى الجامعة طالبا, وكان الحدث الابرز في ذلك العام الدراسي حصول اعضاء من جماعة الاخوان المسلمين على حصة كبيرة لاول مرة في انتخابات الجمعيات الطلابية خاصة في كلية الهندسة لكن التحدي الابرز امام الطلبة كان فرض رسوم تدريب على طلبة كلية الهندسة في الفصل الصيفي بواقع 90 دينارا ما دفع طلبة الهندسة للاحتجاج خاصة ان اوساط الطلبة كانت تردد ان الجامعة تتقاضى من جهات التدريب التي توفد الطلبة اليها للتدريب اموالا, ولما لاحظت ادارة الجامعة ان طلابا من الكليات الاخرى اخذوا يتضامنون مع طلبة الهندسة اعلنت انها ستعيد النظر برسوم التدريب, لكن الحدث الابرز من كل ذلك كان مشاركة الطلبة المنتمين لجماعة الاخوان المسلمين لاول مرة في الفعاليات الاحتجاجية الى جانب طلبة التيار اليساري والقومي اضافة الى العلاقة التي نسجها الخب مع رئيس جمعية كلية الهندسة سعد الطاهر, الذي كان يرئس لجنة المتابعة لالغاء رسوم التدريب, تلك العلاقة التي تطورت بشكل سريع خلال اسابيع لتشكل حاضنة للتنسيق المتكامل بينهما في خضم الاحداث المقبلة في ايار.
المؤتمر الطلابي
وصلت »الروح اليرموكية« الى ذروتها بعدما نجحت الاحتجاجات الطلابية على رسوم التدريب لطلبة الهندسة ما شجع الناشطين من الطلبة على رفع سقف تطلعاتهم, ومع ان الفعاليات الطلابية التي تتابعت بعد فعالية الرسوم شهدت عددا من الخلافات الطلابية الهامشية الا ان سيرورة مطلبية طلابية وفقا للخب اخذت تحتل واجهة العمل الطلابي ما ساعد على طرح فكرة الجمعيات الطلابية, بوصفها الصيغة الرسمية للتمثيل الطلابي داخل الجامعة, بهدف نسفها وتبني فكرة اتحاد الطلبة وبالفعل تفاعل الطلبة مع الموضوع ووصل الحراك الى ذروته في الثامن والعشرين من شهر نيسان حينما قدم اعضاء الجمعيات الطلابية استقالاتهم وتجمع ما يفوق ألفي طالب لعقد مؤتمر تأسيسي لاتحاد طلبة الاردن.
حضر رئيس الجامعة د. عدنان بدران الى المؤتمر الطلابي, وقال: ان هذا المؤتمر غير رسمي وغير مصرح به ويعتبر خروجا على سياسة الجامعة, ووفقا للخب انعقد مساء ذلك اليوم مجلس أمن محافظة اربد المشكل من المحافظ ومدير شرطة المحافظة ومدير مخابراتها اضافة الى مجلس الجامعة ووصل الحوار داخل الاجتماع الى مرحلة حاسمة تقرر فيها فصل 32 طالبا اعتبرهم المجتمعون المحرضين على النشاطات الطلابية وقادة الحركة الطلابية في الجامعة لكن المجتمعين قرروا عدم الاعلان عن هذا القرار الى موعد الانتهاء من امتحانات الفصل الدراسي وكان من ضمن المفصولين في القرار وفقا للخب رمزي الخب نفسه, وسعد الطاهر, وموسى الزيتاوي وآخرون.
ليلة الحدث
بعض اعضاء من مجلس عمداء الجامعة ممن كانت لهم علاقات مع جماعة الاخوان المسلمين سرب قرار الفصل ما شكل تحديا امام الطلبة, وقرروا البدء بالاحتجاجات الطلابية منذ يوم الاحد 11 أيار وتعليق الامتحانات وبالفعل استجاب اكثر من 60% من طلبة الجامعة اضافة الى مشاركة عدد من اعضاء الهيئة التدريسية وهم الذين فصلوا في وقت لاحق, وتشير يوميات الاحداث كما رواها الخب الى ان التحدي الاكبر امامهم تمثل في نجاحهم في تعليق الامتحانات وكان لهم ذلك لكن مع نهاية اليوم وخروجهم من ابواب الجامعة قامت اجهزة الامن باعتقال عدد من الناشطين اضافة الى مداهمة منازل آخرين واعتقالهم, ما دفع الطلبة في اليوم التالي الى اضافة مطلب جديد يتعلق بالافراج عن المعتقلين لكن المطلب الجديد جوبه باعتقالات جديدة وكذلك استمر الحال الى يوم الثلاثاء ما كان يدفع قيادة الطلبة الى استخدام اساليب مختلفة للدخول والخروج من الجامعة.
صباح يوم الاربعاء شهدت اطراف الجامعة وبواباتها حضورا أمنيا مكثفا فأفراد لواء الامن العام شكلوا سياجا حول الجامعة ما ولد انطباعا لدى الطلبة بأن اليوم سيكون حاسما خاصة حينما لاحظوا التشديد على دخول وخروج الطلبة من البوابات ومع ان الخب حاول دخول الجامعة اكثر من مرة عبر وسائل متعددة الا انه لم يتمكن من ذلك الا ليلا خلال صلاة »التراويح« - الاحداث جاءت في شهر رمضان- استطاع عبر بوابة مسجد الجامعة الداخلية الدخول الى الجامعة - اغلقت تلك البوابة بعد الاحداث- عندما دخل رمزي الخب الجامعة كان الوضع غاية في الروعة حالة تضامنية بين الطلبة منقطعة النظير.
وما زاد من رومانسية المشهد ان امطار أيار التي هطلت في تلك الليلة دفعت الطالبات اللواتي كُنّ يسكُنّ في سكن الجامعة الداخلي لاحضار البطانيات لاستخدامها ليتفادى الطلبة الامطار لكن الابرز في تلك الساعات كان قرار قيادة جماعة الاخوان المسلمين بالانسحاب من الاعتصام, رفض اكثر من 50% من اعضائهم الانصياع للقرار بمن فيهم سعد الطاهر.
واما المفاوضات التي جرت بين ادارة الجامعة وقيادة الاعتصام بوساطة النائب في البرلمان د. احمد الكوفحي فقد انتهت بان ابلغ الكوفحي الطلبة عند منتصف الليل ان الامور خرجت عن نطاق سيطرة الداعين الى الحوار وبعد انتصاف الليل بنصف ساعة بدأ لواء الامن العام اجتياح الجامعة وبدأوا بضرب الطلاب بالعصي والهراوات ما دفع الطلبة للمواجهة فحدثت اشتباكات بالايدي لكن الجسم الطلابي تفتت ما اسهم في سهولة محاصرة الطلبة على شكل جماعات صغيرة ونتج عن الاحداث استشهاد الطالب ابراهيم حمدان والطالبة مروة طاهر الشيخ وهي من اقرباء مدير المخابرات حينذاك طارق علاء الدين واستشهاد الطالبة الفلسطينية مها قاسم.
خرج الخب من البوابة الشمالية من الجامعة لكنه وقع مغشيا عليه من شدة الضرب ولم يصح الا بعد دقائق ليجد نفسه بعيدا عن الجامعة, بعد ان تمكن عدد من الطلبة من حمله بعيدا عن رجال الامن, اختفى الخب لمدة ستة شهور داخل الاردن لكنه اضطر للهروب الى سورية بعد تضييق الخناق عليه, واما سعد الطاهر فقد تخر ج من الجامعة وسافر الى الخليج.
العرب اليوم - محمد ابو عريضة
... لما أسدلت الستارة عن جمهور النظارة في احداث جامعة اليرموك عام ,1986 ذهب كل الى شأنه وكأن شيئا لم يكن, صحيح ان الكل خرج خاسرا جراء ما حدث, وصحيح ان ما حدث ترك غصة في الحلق, الا ان الرواية الرسمية التي تناولتها وسائل الاعلام وتحدثت فيها الجهات الرسمية عن طلبة خرجوا عن مألوف المجتمع, واثاروا جلبة في بيئة مسالمة عكروا فيها صفو الجو الجامعي الذي اتسم بالاسرية حسب تعبير البيان الرسمي, رواية ظلت مفرداتها هي السائدة وهي التي استندت اليها الاجراءات اللاحقة.
ظلت الرواية الرسمية مبتورة او انها بقيت رواية من دون اقدام تمشي عليها واذرع تساعدها على الانتشار والاقناع لانها ظلت رواية طرف واحد هو الحكومة, صحيح ان اطرافا تحدثت عن مؤامرة استهدفت رئيس الجامعة حينذاك د, عدنان بدران, لجهة انه شقيق رئيس الوزراء الاسبق مضر بدران, في اشارة الى الخلاف التاريخي بين زيد الرفاعي الذي كان رئيسا للحكومة إبان الاحداث وبدران, وصحيح ان اشاعات اخرى تحدثت عن استهدافات بعينها, الا ان كل تلك الاقاويل ظلت من دون اسانيد تثبتها, خاصة لدى اوساط الحركة السياسية والحركة الطلابية بشكل خاص, فالاخذ بمبدأ المؤامرة وتحريك الطلاب لتحقيق اهداف سياسية في اذهان اصحابها وفقا لاحد قادة الطلاب في احداث 86 رمزي الخب تسطيح لحركة التاريخ, فالطلبة لم يتحركوا بال¯ »ريموت كونترول« ف¯ تحركاتهم جاءت منسجمة مع قناعاتهم واستجابة طبيعية لافرازات الواقع, حتى لو حقق البعض منافع له جراء ما حدث.
الرواية الرسمية ظلت مبتورة, لان الطلبة لم يقولوا كلمتهم, وان حاولت قوى سياسية دحض الرواية الرسمية, وتحدثت عن تفاصيل لم تتناولها الجهات الرسمية في حديثها, فان صوت هذه القوى ظل مبحوحا لا يسمعه سوى القريبين منها, لانها كانت تعمل تحت الارض ووسائلها في التعبير كانت جدا محدودة, ما شكل انطباعا عاما - قسم المعنيين بالاحداث وابطالها ميكانيكيا الى جزءين, غالب ومغلوب, الحكومة وما لف لفيفها غالبه, والطلبة وحلفاؤهم مغلوبون, وهدا وفقا للخب ايضا تسطيح, وقراءة غير علمية لما حدث, لذا وجب اعادة وضع الاحداث وفق سياقها التاريخي, حتى تستقيم الامور, والخروج برواية معقولة لا فصام فيها, ولا غايات منها سوى الحقيقة الغائبة.
ابطال الحدث
شارك في الاحداث المئات بل الآلاف لكن اربع شخصيات بعينها لعبت ادوارا رئيسية فيما جرى, شخصيات اربعة كانت تتحرك في فضاء الحدث امام أعين الجميع, وان حاولت اثنتان من الاربع شخصيات اخفاء ما كانت تفعله وتخطط له, فالاضواء كانت مسلطة على هؤلاء الاربعة, وان اصابت الاضواء الآخرين, اولهم مدير الامن العام حينذاك م. عبد الهادي المجالي, الذي ادار عملية اقتحام رجال الامن حرم جامعة اليرموك حسب الخب وهو في غرفة العمليات بمديرية أمن محافظة اربد, وثانيهم رئيس جامعة اليرموك إبان الاحداث د. عدنان بدران الذي اوصل بتعنته وفقا للخب ايضا الامور الى ما وصلت اليه, وهو الذي سمح لرجال الامن باقتحام الجامعة, ولولا قراره بالسماح لما اقتحم الامن الجامعة, وثالثهم رمزي الخب الذي يسرد رواية الطلبة, او الرواية الاخرى التي ظلت مكتومة, او انها بقيت من دون تدوين, والخب ابن الرمثا نشأ في اسرة ريفية بسيطة بين »دزينة« من الابناء, ما جعل فرصته في البروز او التفوق ضربا من الخيال, خاصة انه كان يرى والده الذي انتقل باسرته الى المفرق ليعمل في محطة محروقات كانت تتبع في ذلك الحين لشركة »برتش بتروليوم« المعروفة, يتلظى تحت اشعة الشمس في ايام الصيف القائظ ويكابد برد الصحراء في ليالي الشتاء ليقبض آخر كل شهر دريهمات قليلة بالكاد كانت تكفي لاطعام اثني عشر فما, فأخذ يتشكل وعي الفتى رمزي وهو لم يزل في الصفوف الابتدائية بعد, وظل سؤال العدالة في الارض يلح عليه منذ تلك الايام ولمّا انهى الثانوية العامة ودخل جامعة اليرموك في نهاية سبعينيات القرن الماضي وجد ضالته في الحزب الشيوعي الاردني فانتسب اليه عله يجد فيه جوابا على سؤال »العدالة« المفقودة.
واما رابع الابطال فهو المهندس سعد الطاهر, الذي كان عام الاحداث 1986 طالبا في كلية هندسة جامعة اليرموك وبعد انتهاء الاحداث وتخرجه مهندسا آثر السفر للعمل في الخليج, حيث لا زال يعمل هناك خاصة ان علاقته مع جماعة الاخوان المسلمين بوصفه كان عضوا فيها ومسؤول تنظيم الجامعة حينذاك اصابها العطب, بسبب اوامر قيادة الجماعة التي جاءت في خضم الاحداث طالبة منه ومن باقي اعضاء الجماعة الانسحاب من اعتصام الطلبة, فرفض الاوامر واستمر في الاعتصام, فكان الجفاء بينه وبين الجماعة خيارا من الطرفين.
خلفية تاريخية
تأسست جامعة اليرموك عام ,1976 ولاسباب موضوعية وفق ما يقوله رمزي الخب نمت في الجامعة روح ذات صبغة خاصة اطلق عليها الطلبة روح اليرموك ومع الوقت اصبح تعبير »يرموكي« يرمز الى الطالب »المتمرد« على القيود, فغالبية الذين التحقوا بالجامعة جاءوا من خارج محافظة اربد وهذا فرض عليهم السكن مع بعضهم البعض بعيدا عن قيود اسرهم, وعن القيود المفروضة في مساكن الطلبة التقليدية التي تنشئها الجامعات, ما فتح آفاقا واسعة للتنظيمات الفلسطينية والاحزاب الاردنية المحظورة لتستقطب الطلبة من دون معيقات تذكر.
يقول الخب ان اجتياح اسرائيل لجنوب لبنان عام 1978 واجتياح 1982 شكلا فرصة مواتية لاختبار »الروح اليرموكية« التي اخذت تنمو باضطراد فقد اقام الطلبة عشرات الفعاليات إبان الاجتياحين ونظموا عمليات التبرع بالدم والتطوع للسفر والقتال في صفوف المدافعين عن لبنان بنجاح فاق التصور, ما زاد من تنامي »الروح اليرموكية« وتواصل اندفاعها الى ان وصلت الايام الى عام 1984 حينما اصدرت ادارة الجامعة مطلع العام الدراسي خطة دراسية تسبب تطبيقها بفصل 560 طالبا مع نهاية الفصل الاول.
في السادس من شباط 1984 تحرك ما يقارب من 8 آلاف طالب من اصل 10 آلاف هم عدد طلبة الجامعة حينذاك وعلقوا الدراسة واعتصموا وتمثلت مطالبهم بعودة المفصولين الى الجامعة والعودة عن الخطة الجديدة واعادة العمل بالخطة القديمة, استمر الاضراب خمسة ايام من دون ان تحدث تجاوزات او مشكلات يمكن ان تستخدمها ادارة الجامعة في ثني الطلبة عن مطالبهم رضخت في النهاية الادارة الى مطالب الطلبة ونفذت المطالب الثلاثة وهذه هي المرة الاولى في تاريخ الاردن التي تتراجع فيها ادارة جامعة امام اصرار الطلبة ما شكل ل¯ »الروح اليرموكية« دافعا اضافيا كي ترفع من طموحاتها.
في يوم 21 شباط اعتقلت اجهزة الامن رمزي الخب الذي كان احد ابرز قيادات الطلبة في احداث 5 شباط ومع ان الخب كان واحدا من 11 طالبا هم عماد اللجنة الطلابية التي فاوضت ادارة الجامعة لانهاء الاعتصام والعودة للدراسة الا ان اجهزة الامن لم تعتقل بعد انتصار الطلبة الا الخب. صحيح انه كان يقود لجنة التفاوض وكان واضحا انه من يقود الطلبة لكن الخب يفضل دائما التحدث عن الجهد الجماعي ودور الآخرين وهو يعيد استذكار تلك الايام.
مكث الخب في المعتقل من دون محاكمة سنة و7 شهور ورغم انه اضرب عن الطعام 12 يوما, ورغم ان عشرات التحركات الطلابية والمناشدات المطالبة بالافراج عنه الا ان اجهزة الامن أبقته 19 شهرا في المعتقل ومع ان ايام السجن كانت قاسية على الخب خاصة انه كان الوحيد الذي اعتقل جراء احداث 5 شباط لكنه ظل متماسكا وبقيت معنوياته عالية وطالما ظل يردد وهو في الزنزانة وحده:
يرموكي ما بَرَّوح الا الراية مرفوعة
يا يرموك هيجي هيجي خلي حق الطالب يجي.
1986
خرج الخب من المعتقل وعاد الى الجامعة في الفصل الثاني من العام الدراسي 1985-1986 فأسرته قامت بتأجيل الفصول الدراسية التي مكث فيها في المعتقل ما سمح له بالعودة الى الجامعة طالبا, وكان الحدث الابرز في ذلك العام الدراسي حصول اعضاء من جماعة الاخوان المسلمين على حصة كبيرة لاول مرة في انتخابات الجمعيات الطلابية خاصة في كلية الهندسة لكن التحدي الابرز امام الطلبة كان فرض رسوم تدريب على طلبة كلية الهندسة في الفصل الصيفي بواقع 90 دينارا ما دفع طلبة الهندسة للاحتجاج خاصة ان اوساط الطلبة كانت تردد ان الجامعة تتقاضى من جهات التدريب التي توفد الطلبة اليها للتدريب اموالا, ولما لاحظت ادارة الجامعة ان طلابا من الكليات الاخرى اخذوا يتضامنون مع طلبة الهندسة اعلنت انها ستعيد النظر برسوم التدريب, لكن الحدث الابرز من كل ذلك كان مشاركة الطلبة المنتمين لجماعة الاخوان المسلمين لاول مرة في الفعاليات الاحتجاجية الى جانب طلبة التيار اليساري والقومي اضافة الى العلاقة التي نسجها الخب مع رئيس جمعية كلية الهندسة سعد الطاهر, الذي كان يرئس لجنة المتابعة لالغاء رسوم التدريب, تلك العلاقة التي تطورت بشكل سريع خلال اسابيع لتشكل حاضنة للتنسيق المتكامل بينهما في خضم الاحداث المقبلة في ايار.
المؤتمر الطلابي
وصلت »الروح اليرموكية« الى ذروتها بعدما نجحت الاحتجاجات الطلابية على رسوم التدريب لطلبة الهندسة ما شجع الناشطين من الطلبة على رفع سقف تطلعاتهم, ومع ان الفعاليات الطلابية التي تتابعت بعد فعالية الرسوم شهدت عددا من الخلافات الطلابية الهامشية الا ان سيرورة مطلبية طلابية وفقا للخب اخذت تحتل واجهة العمل الطلابي ما ساعد على طرح فكرة الجمعيات الطلابية, بوصفها الصيغة الرسمية للتمثيل الطلابي داخل الجامعة, بهدف نسفها وتبني فكرة اتحاد الطلبة وبالفعل تفاعل الطلبة مع الموضوع ووصل الحراك الى ذروته في الثامن والعشرين من شهر نيسان حينما قدم اعضاء الجمعيات الطلابية استقالاتهم وتجمع ما يفوق ألفي طالب لعقد مؤتمر تأسيسي لاتحاد طلبة الاردن.
حضر رئيس الجامعة د. عدنان بدران الى المؤتمر الطلابي, وقال: ان هذا المؤتمر غير رسمي وغير مصرح به ويعتبر خروجا على سياسة الجامعة, ووفقا للخب انعقد مساء ذلك اليوم مجلس أمن محافظة اربد المشكل من المحافظ ومدير شرطة المحافظة ومدير مخابراتها اضافة الى مجلس الجامعة ووصل الحوار داخل الاجتماع الى مرحلة حاسمة تقرر فيها فصل 32 طالبا اعتبرهم المجتمعون المحرضين على النشاطات الطلابية وقادة الحركة الطلابية في الجامعة لكن المجتمعين قرروا عدم الاعلان عن هذا القرار الى موعد الانتهاء من امتحانات الفصل الدراسي وكان من ضمن المفصولين في القرار وفقا للخب رمزي الخب نفسه, وسعد الطاهر, وموسى الزيتاوي وآخرون.
ليلة الحدث
بعض اعضاء من مجلس عمداء الجامعة ممن كانت لهم علاقات مع جماعة الاخوان المسلمين سرب قرار الفصل ما شكل تحديا امام الطلبة, وقرروا البدء بالاحتجاجات الطلابية منذ يوم الاحد 11 أيار وتعليق الامتحانات وبالفعل استجاب اكثر من 60% من طلبة الجامعة اضافة الى مشاركة عدد من اعضاء الهيئة التدريسية وهم الذين فصلوا في وقت لاحق, وتشير يوميات الاحداث كما رواها الخب الى ان التحدي الاكبر امامهم تمثل في نجاحهم في تعليق الامتحانات وكان لهم ذلك لكن مع نهاية اليوم وخروجهم من ابواب الجامعة قامت اجهزة الامن باعتقال عدد من الناشطين اضافة الى مداهمة منازل آخرين واعتقالهم, ما دفع الطلبة في اليوم التالي الى اضافة مطلب جديد يتعلق بالافراج عن المعتقلين لكن المطلب الجديد جوبه باعتقالات جديدة وكذلك استمر الحال الى يوم الثلاثاء ما كان يدفع قيادة الطلبة الى استخدام اساليب مختلفة للدخول والخروج من الجامعة.
صباح يوم الاربعاء شهدت اطراف الجامعة وبواباتها حضورا أمنيا مكثفا فأفراد لواء الامن العام شكلوا سياجا حول الجامعة ما ولد انطباعا لدى الطلبة بأن اليوم سيكون حاسما خاصة حينما لاحظوا التشديد على دخول وخروج الطلبة من البوابات ومع ان الخب حاول دخول الجامعة اكثر من مرة عبر وسائل متعددة الا انه لم يتمكن من ذلك الا ليلا خلال صلاة »التراويح« - الاحداث جاءت في شهر رمضان- استطاع عبر بوابة مسجد الجامعة الداخلية الدخول الى الجامعة - اغلقت تلك البوابة بعد الاحداث- عندما دخل رمزي الخب الجامعة كان الوضع غاية في الروعة حالة تضامنية بين الطلبة منقطعة النظير.
وما زاد من رومانسية المشهد ان امطار أيار التي هطلت في تلك الليلة دفعت الطالبات اللواتي كُنّ يسكُنّ في سكن الجامعة الداخلي لاحضار البطانيات لاستخدامها ليتفادى الطلبة الامطار لكن الابرز في تلك الساعات كان قرار قيادة جماعة الاخوان المسلمين بالانسحاب من الاعتصام, رفض اكثر من 50% من اعضائهم الانصياع للقرار بمن فيهم سعد الطاهر.
واما المفاوضات التي جرت بين ادارة الجامعة وقيادة الاعتصام بوساطة النائب في البرلمان د. احمد الكوفحي فقد انتهت بان ابلغ الكوفحي الطلبة عند منتصف الليل ان الامور خرجت عن نطاق سيطرة الداعين الى الحوار وبعد انتصاف الليل بنصف ساعة بدأ لواء الامن العام اجتياح الجامعة وبدأوا بضرب الطلاب بالعصي والهراوات ما دفع الطلبة للمواجهة فحدثت اشتباكات بالايدي لكن الجسم الطلابي تفتت ما اسهم في سهولة محاصرة الطلبة على شكل جماعات صغيرة ونتج عن الاحداث استشهاد الطالب ابراهيم حمدان والطالبة مروة طاهر الشيخ وهي من اقرباء مدير المخابرات حينذاك طارق علاء الدين واستشهاد الطالبة الفلسطينية مها قاسم.
خرج الخب من البوابة الشمالية من الجامعة لكنه وقع مغشيا عليه من شدة الضرب ولم يصح الا بعد دقائق ليجد نفسه بعيدا عن الجامعة, بعد ان تمكن عدد من الطلبة من حمله بعيدا عن رجال الامن, اختفى الخب لمدة ستة شهور داخل الاردن لكنه اضطر للهروب الى سورية بعد تضييق الخناق عليه, واما سعد الطاهر فقد تخر ج من الجامعة وسافر الى الخليج.
العرب اليوم - محمد ابو عريضة
التعليقات
وكانت دائما تستفز طلبة كثيرين ويحكو عنها
يعني يا مستر محمد أبو عريضة يا محترم في شباب دمهم فاير من دون هالواسطة وبكلمة بقوموا وما بقعدوا !!!
بتقوم انتا وبكل جرأة بتعيد هالقصة
يا عمي الناس مو ناقصين الله يستر عليك، جد الواحد عندو مليون شغلة براسو وإنتا نازل تنبش من تحت التبن !!!
مو ناقصين تتكرر أحداث تانية متل هاي !!! ونفقد شباب أو شابات أو أي أح يتضرر من أحداث مشابهة
يا محرر يا محترم قصة وراحت من 24 سنة ليش لتخلوها تأثر بجيل حتى ما لازمها ولا حتى كان لسة مخلوق وجاي على هالدنية، جد نفسي أفهم يعني ليش عم بتعيد بالماضي، شو إستفدت ؟؟؟ إحنا هلأ بالحاضر خلي الماضي للماضي، خلونا نفكر كيف بدنا نتطور.......... بعدين والله ما حدا سبب بكموت الطلاب وسكوتهم وبعدهم عن السياسة والأحزاب غير إنتو والله ما كنا منقدر نحكي بكلمة بالجامعة، كل ما تصير طوشة نهرب على بيوتنا، يعني لو بتخلو الطلاب يخرجوا الهم والفورة اللي بدمهم بنشاطات ما كان بتصير طوش، إنتو اللي كمتونا مو نحنا !!!
انتو اللي خليتونا شباب وصبايا فافي ما منفهم لا بسياسة ولا بأحزاب ولا بتنظيمات، إحنا جيل فافي وهذا كلو بسببكم ليس بسبب الطلاب....................................................
بتعرف انك يا كسار الروس فهمان
وانا كتير بكيف ع تعليقاتك
شو سوبر مان يعني لازم زاد تحط اسماء 8 الاف طالب
هادي رواية طالب عانا ويعطيه العافية ع الرواية
بس بالفعل كل واحد بلاقي عندو عقدة الفشل بحب يصغر من الاخرين
يعني الشب بسافر ع سوريا وبوكل هوا
اي هاد بطل
ويا محرر اذا بدك تحذف حرف ه حرف واحد ما تنزل حكيي
خلينا مناح مع بعض (;
والله محي أصلك يا ابو أحمد
وإلى محرري زاد.. نشر الخبر لا يعني سوى اشعال فتنة.. نحن بغنى عنهــا.
نعتذر عن النشر...
نعتذر عن النشر...
يا محرر المقال يجب ان تكون حيادي في قص التعليقات. حيث ان استخدام هذا الاسلوب مستفز بالدرجة الاولى وثانيا يدل على تناقض في كتابة بعض المقالات. وهذا الموضوع اكبر دليل على تناقضك بالدرجة الاولى وتحيزك في نشر التعليقات. كيف تسرد قصة اقل ما يقال عنها انه عفا عليها الزمن. بالله عليك قلي ما مغزى سرد هكذا قصة ماتت من زمن. في تحليلي لمحرري زاد على الاغلب انه لا يوجد عندهم منهجية باختيار المواضيع وفي قص التعليقات وخاصة ان هناك بعض التعليقات (التعليقات الخاصة بي)لا يوجد فيها مسبات فهي مجرد حقائق مدعمة بوثائق.
في هذا المقال قمت بقص (لا تنشر على اية حال هذا فقط لزيادة معلوماتك في هذا الموضوع) اين شرطة البادية واعتدائهم على الطالبات. وهذه حقيقة يا سيادة المحرر لم اخترعها من رأسي هذا ما تحدث به احد افراد شرطة البادية انذاك في هذا الموضوع. واذا كنت تخاف على سمعة الاردن. الاولى بك ان لا تيقظ فتن نحن في غنى عنها (اللي فينا مكفينا يا سيدي). والولاء لهذا الوطن هو بنبذ التطرف والعنف والحث على المسؤولية تجاه هذا الوطن كل واحد حسب موقعه. والكل يعرف ان الاعلام من الوسائل المهمة في اخراج جيل اما لنا واما علينا. فالانسان يحصد ما يزرع.
وكمان مره يا سيادة المحرر ليس مهما لي ان تنشر هذه المعلومات. المهم ان تكون انت على علم حقيقي بما يتعلق بهذا الموضوع او غيره.
اتمنى ان تكون رسالتي وصلت الى المحررين في زاد
2. كان التيار الموجود تيار يساري غير منتمي الى تراب هذذ الوطن وهدفهم الاول زعزعه الأمن والاستقرار .
3. لم يثق هولاء المجموعه بادارة الجامعه والمسؤليين بايصال الدم اللذي تم التبرع به الى لبنان وحاولو اثارة مشاكل وتم اجتماع لهذه المجموعات واعضاء الجمعيات الطلابيه في شؤون الطلبه وتم التداول في الموضوع وانتهى الى أن تتولى ادارة الجامعه هذا الموضوع .
3. هذا الاسم لم اسمع به ابدآ ونسي هذا الشخص أن الناس جميعآ لم تمت .
4.لماذا هذا الموضوع وبهذا الوقت بالذات لا اعرف ربما القريبين من هذا الشخص يعرفون لماذا.
5. جامعة اليرموك معلم حضاري وعلمي وصرح عظيم فيه خيرة الخيره وتميز بحياته الاجتماعيه الرائعه فاذا دخلت الجامعه ينشرح صدرك وتحس بانتماء عظيم لجامعه عظيمه .
ثانيا / انا كنت من الطلاب المعاصرين لهذه الفتره وعندما قرأت المقال لم ارى امامي الا سوبرمان اليرموك مع العلم ان كل طالب في هذه الفتره قدم تضحياته حسب فهمه للموضوع لان الفة الطلاب في ذلك الوقت كانت شيء غير طبيعي فلا يوجد تفريق بين يسار أو يمين او احزاب اردنيه او فلسطينيه كلها كانت في نفس الخندق
ثالثا / ان ادارة الجامعه في ذلك الوقت كانت سيئه جدا والدليل على ذلك القرارات التي تؤخذ بالليل كانت تلغى في النهار مما اساء الى كثير من الطلاب من حيث التخرج
النتيجه كانت احداث اليرموك لا بد ان تحدث وذلك من أجل فك اللحمه والاخوه التي كان يعيشها طلاب الجامعه فأنا كنت من لاب كليه العلوم قسم الرياضيات الا ان اصقائي من الكليات الانسانيه والهندسه ولايوجد تفريق بين جميع طلاب الجامعه
فقط للتنويه وايضا كل طلاب الجامعه كانوا سوبرمان وليس طالب بعينه
الناس بتتطور وبتتقدم وانتو بترجعونا لورا لسنة 86
عن جد غريب هالمقال شو مناسبته؟؟
بس المشكله انه اليرموك موقعها بنص شارع الجامعه و كل اللي مارق بفوتها ما في تشديد و ع الهويات يعني و الله العظيم بس تعالو يوم الخميس وشوفو اللي مروح من الجيش و جاي يشوف صاحبيته و الي اصلا ما بيدرس فيها و جاي طشه و الله مشاااااااااااااااع
لازم يكون في تشديد اكثر و الله منا عارفه ليش الامن واقفين ع البوابات مهو كله فايت
في الحقيقة لا اغرف من اين ابداء ولكن الموضوع قد استفزني وانا لست يرموكيا كما يقولون بل انا اردني اعتز بعروبتي وديني
ان هذة الاحداث المحزنة التي مرت بها احدى جامعاتنا الحبيبة التي نكن لها كل احترام على ما قدمتة للمجتمع وللعالم من خريجين كانوا الرافد الوطني لجلب الاستثمارات الى البلد هم وزملائهم من خريجي الجامعات الاخرى
هنا استذكر حديث الرسول علية السلام لعن الله موقظ الفتنة
من خلال مقالكم والذي لم استطيع حتى الان مع اني قرات الموضوع مرتين لاجد ما هي المناسبة لكتابة هذا الموضوع بهذا الوقت بعد احداث تجاوزت 26 عاما خرج منها ناس من الحياة وجاء ناس جدد الى الحياة
انني لم افهم من هذا الموضوع الا شئء واحد وهي ايقاظ الفتنة بين الناس وخاصة بين الطلاب وهي اخطر بكثير ممن يعتقد الاخرون فمجرد حدوث اي مشكلة بين الطلاب سوف تنعكس بشكل كبير على المجتمع وسوف تشمل اماكن متعددة بنقس اللحظة والسبب ان طلاب الجامعة هم من مناطق وقرى ومدن وعائلات مختلفة بمجرد حدوث مصادمة مع عشرة طلاب يعني هناك مصادمة بين عشرة عائلات وعشرة مدن وبالتالي تنتشر النار بالهشيم
اخي المحرر هذا موضوع فتنة وراءة مقاصد وفتن كثيرة واتمنى ان تكون هناك رقابة صارمة على مثل هذة المواضيع الحساسة لانه مشاعر مجتمع باسرة ومشاعر وطن ولن نسمح لاي كان ان يعزف على وتر الفتنة من اجل اقتناص فوائد ومنافع شخصية يجهلها كثير من الغوغايين والذين يتهافتون وراءها لمجرد اشباع رغبة او اظهار لشخصيتهم
اخي المحرر انت اوقضت مشارع مدفونة لاشخاص نسوا ما حدث ان جرحت مشاعر اهل الذين انتقلوا لرحمة الله في حينها
يا ريت يشباب انا نحاول ان نكتب المواضيع التي تقرب اللحمة الوطنية ونستشهد بمواقف لها قوة للوطن وتزيد من كبريائة وعظمتة نريد ان نكتب في المحبة بالانتماء بالفداء بالتضحية من اجل الوطن هناك كثيرون ضحو وهناك كثيرون كسبوا مكاسب والاخسر الاكبر هو ابن الوطن الفقير البسيط الذي يكون في النهاية هو عبارة عن ضحية لمخططات لاشخاص صاغوها ونسجوها في ظلمة الليل من اجل ان يتساقط العميان بها وما اكثر العميان عندنا رغم انهم متعلمين ومثقفين ولكن ما فائدة العلم والثقافة ما دمنا نفكر بعواطفنا وبنخوتنا العمياء النخوة يجب ان تكون لفائدة وليست لمظرة اشكركم على صبركم وشكرا
اتمنى من المحرر ان يكتب في منفعة يحس بها الجميع ليقولوا لهة شكرا لقد ابدعت