أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
وزير بمجلس الحرب الإسرائيلي: نسعى للتطبيع مع السعودية هيئة البث الإسرائيلية: ضغوط كبيرة لمنع الرد على إيران. إردوغان يحمل نتنياهو مسؤولية الهجوم الإيراني على تل أبيب إسرائيلي يشهد أمام الكنيست: 50 ناجيا من حفل نوفا انتحروا بعد 7 أكتوبر الأمم المتحدة: أكثر من 10 آلاف امرأة قتلت بغزة نائب ايراني يهاجم الاردن. أولمرت: نتنياهو كان في حالة من الانهيار العصبي الملك يستقبل رئيس مجلس الشورى السعودي الاردن من الدول الأكثر تضررا جراء الصراع بالشرق الأوسط. مهم من مطارات دبي للمسافرين البرتغال تستدعي سفير إيران بعد احتجاز طهران سفينة ترفع علمها قد تصل لـ9 أيام .. الأردنيون على موعد مع عطلة طويلة إرادة ملكية بالضلاعين .. وإحالة القاضي وأبو رجيع للتقاعد الاردن .. الغاء حظر بيع المشروبات الروحية بعد 12 ليلا الحكومة: استخدمنا كل السبل المتاحة للتوضيح حول توترات المنطقة إسرائيل تعرقل تحقيقا أمميا في طوفان الأقصى إعلام إسرائيلي: 3 سيناريوهات للرد على إيران حزب الله يعلن قـصـف مواقع إسرائيلية بطاريات الحالة الصلبة تهوي بأسعار السيارات الكهربائية الإعلام العبري يكشف رسائل نقلتها مصر لإسرائيل بعد الهجوم الإيراني
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام مقارنة .. مخاطر التيارات الفكرية في العالم...

مقارنة .. مخاطر التيارات الفكرية في العالم العربي مع الغرب

21-10-2012 11:37 AM

الجزء الأول : أصبحنا نشاهد على مدى الأعوام القليلة الماضية ، وجود ظواهر غريبة تجتاح المجتمعات ، وهي عبارة عن تيارات سياسية متناقضة وصراعات ، وكلها نجمت في الأصل عن ظروف خارجة عن إرادة البشر العاديين ، كما خلفت تلك الظروف ، العديد من التيارات الفكرية المتصارعة ، والنزاعات السياسية التي أعقبت الحربين العالميتين ، الأولى والثانية .. وما نجم عنهما ، هو نشوء صراعات كانت في غاية التطرف . وكما يعلم الجميع فقد انقسم العالم كله على إثر ذلك إلى معسكرين متضادين ، ما بين يساري متطرف متمثل في الاتحاد السوفياتي ، ويميني متطرف متمثل في الولايات المتحدة الأمريكية وهو ما كان معروفا بسياسة القطبين .. واللذين أقيما على أنقاض وأطلال الدولة العثمانية بعد هزيمتها في أعقاب الحرب العالمية الأولى.

وبقيت هذه السياسات الاستبدادية الاستعمارية، تهيمن على شعوب الدول التابعة لها بتلك الدول الفقيرة وظلت تدور في أفلاكهما إلى يومنا هذا ، إلا أن دول العالم الثالث كانت أكثر تأثرا بتلك التيارات ، وبقي الاستعمار يجثم على صدور الشعوب التي ترزح تحت نيرها وأخص بالذكر دول العالم العربي التي تغص بالثروات ، حيث كانت ثروات هذه الدول .. محورا للصراع القائم مابين القطبين .. لأكثر من سبعة عقود وإلى يومنا هذا .

وكان من أهم ما أفرزته تلك التجاذبات في العالم العربي في ظل غياب ديمقراطية الشعوب كان سببا لبروز العديد من السيناريوهات ، لأسوأ حالات التراجع والتخلف والفشل ساهمت في توطيدها ، مركزية إدارة السياسات في العالم العربي ، والإسلامي أيضا ، والسبب الرئيس في ذلك كله ، هو ميل الزعماء والحكام العرب نحو الاستبداد في الرأي والاستبداد بإدارة السياسات الداخلية التي طبقت على شعوبهم بالهراوة والقهر ، ولاتي لا تمت أبدا إلى أي نوع من الديمقراطية بصلة.. وأما ما آلت إليه حال الشعوب في ظل هذا كله فإن ما كان في العالم العربي هو الأسوأ .

فقد أفرزت الحربان الأولى والثانية في الغرب والشرق ، شعوبا تعمل للصالح العام وتقوم على اعتبارات اقتصادية بحتة ، الغاية منها رقي الدولة وازدهار الأوطان أي تغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة كليا ، لكنها في العالم العربي ، أخذت منحى آخر ، فقد أفرزت شعوبا تعمل لمصلحة الفرد فقط ، أي كل يعمل لمصلحته الخاصة ، وهكذا أصبح توجه المتنفذين في العالم العربي توجها ماديا بحتا ، الغاية منه جمع المال بشتى الطرق ، ومما ساعدهم في إتباع هذا الأسلوب والإمعان فيه ، هو شَرَهُ الحكام وميولهم الاستبدادية ، مما أدى تبعا لذلك إلى خلق شعوب مكبوتة مقيدة فقيرة جاهلة .

وفي كل الحالات فإن نزعة هؤلاء الحكام الاستبدادية الظالمة ، لم ترق للشعوب التي ناصبت حكامها العداء المبطن ، بل وأسهمت إلى حد كبير إلى فقدان الثقة بين الحاكم والمحكوم ، أدت على المدى البعيد إلى خلق هوة سحيقة لا يمكن ردمها ، ما بين الرئيس والمرؤوس ، وساعدت أيضا على ميلاد نماذج غريبة على مجتمعاتنا العربية ، زادت من حجم الكراهية بين الحكام والمحكومين بلا استثناء ..

ولقد رأينا في الأشهر القليلة الماضية ، نماذج مختلفة ، لكنها تحكي قصص الكراهية بين الحكام وشعوبهم ، وكانت تلك الكراهية أكثر وضوحا وصراحة وجرأة عن ذي قبل ، ومن أبرز ما رأيناه هو تلك المعارك الهمجية التي دارت رحاها على الأرض العربية في ظل ما يسمى بثورات الربيع العربي وما قبلها على أرض العراق الشقيق ، فكان على مدى عامين العام المنصرم والعام الحالي صراعات على السلطة ، راح ضحيتها مئات الآلاف من الضحايا الأبرياء من الجانبين المتصارعين على أرض الدولة الواحدة ، وكانت معظم تلك المعارك عبارة عن ردة فعل سلبية ، انعكس عن سوء تقدير الحكام للمسألة ، وكذلك سوء تعاملهم مع شعوبهم .

لكن ما نجم عن إصرار هؤلاء الحكام على التمادي في حرمان شعوبهم الفقيرة المعدمة من أي مزايا إيجابية ، أو مكاسب اقتصادية أو سياسية ، أو حتى ولا أبسط قواعد الحرية التي تطمح بها الشعوب ، وأكثر من ذلك هو حرمانهم من كل أشكال الرفاهية التي تنعم بها الشعوب الأخرى في العالم أجمع ، لكن حينما وصل استبدادهم إلى حد كبت الحريات وتكميم الأفواه وقطع الألسن ، وخاصة في بعض الدول العربية التي قام حكمها على الاستبدادية منذ البداية ومنذ وصول هؤلاء الحكام إلى سدة الحكم ، حيث أدى ذلك الاستبداد إلى جعل الشعوب أكثر كراهية لحكامهم ، كما عزز الجرأة لدى الشعوب ، ومهد أمامهم الطريق للثورة على الجور والظلم مهما كبدهم ذلك من دماء وتضحيات .

لكن بعض أولئك الحكام هداهم الله .. ظلوا على إصرارهم البغيض، وظلوا بمواقفهم الاستبدادية، ولم يبقوا فرصة واحدة أمام شعوبهم لإعادة بناء جسور الثقة فيما بينهم ، فسدت بذلك كل الطرق أمام أي فرصة للمصالحة . بل وراحوا إلى أبعد من ذلك .. بأن قاتلوا شعوبهم واستخدموا في معاركهم أسوأ أنواع الأسلحة والدمار..
لكن إصرار الشعوب على طلب الحرية بعد ما يقرب من ستة عقود من العبودية والذل ، وبعد أن قدموا من أجل تحقيق هذه المطلب ، الغالي والنفيس ، فكانت التضحيات في ساح الوغى ، مواكب من القتلى تتلو مواكب ، إلى أن هلك الطواغيت بسوء فعالهم ... وبذلك تكون قد انتهت حقبة طويلة من الاستبداد والقهر والإذلال..
نتبين مما سبق، أن أي مراهنة من قبل الحكام على الشعوب تبوء بالفشل ، خاصة إذا كانت المسألة تتعلق بحرية الشعوب ، أو حجب كل أشكال التقدم والازدهار ، وهذا ولد العداء والكراهية ما بين السلطات والشعوب ، نتيجة التخلف والتراجع الذي أصاب الأفراد والجماعات على مدار عقود ماضية ..

ولقد ساعدت تلك السياسات الهوجاء ، والتعنت الذي لا يحمل بين طياته سوى اتساع الهوة ما بين حكامنا وشعوبنا إلى حد كبير ، على إبراز تيارات سياسية متصارعة في كثير من الأوطان العربية والإسلامية ، تولد عنها أيضا ولادة نموذجين متناقضين ، يحمل كل منهما في طياته منهجا وفكرا هداما لا يخدم القضية العربية ولا مصالح الوطن العربي برمته ، نماذج غير قابلة للحوار أو التفاوض ، فكانت مهمة النموذج الأول .. عرقلة كل الجهود المبذولة من أجل التصالح مع الحكام ، والعمل على إجهاض كل فكرة تدعو إلى التحرر من رق العبودية التي تعيشها الشعوب ، وهذه تجعل الحكام بحكم المخططات الموروثة من آبائهم ، تنظر إلى شعوبها نظرة عدائية ، لأن قضية تحرر الشعوب في العالم العربي ككل ، هي قضية يتشاءم منها الغرب ، ولا تروق له بالمطلق ، لأنهم هم من وضعوا الأسس والمناهج الاستعمارية في العالم العربية منذ أن بدأ الصراع العربي الإسرائيلي ، ومنذ سقوط فلسطين تحت نير الاحتلال الصهيوني ، ولكي ينشغل العالم العربي بقضايا جانبية تبعدهم عن مجرد التفكير بقضية التحرير ، وكانت تلك الدول الاستعمارية وكأنها تسيِّر تلك الجماعات بالريموت كونترول .. من على بعد .

وأما النموذج الثاني .. فهو صاحب فكر هدام ، لا يمكن قبوله أبدا ، وأنصاره هم جماعة انتحاريون ، يتبنون إثارة الصراعات في العالم العربي بشكل متطرف لا يقبل أي قاسم مشترك ، وهي التي لا يُعرف أي طرف من أطرافها أبدا ، ومن خلال تتبع آثارها السيئة ، تبين بأنها تضع في قمة أولوياتها تولي واحتضان عمليات إرهابية تدور رحاها في كل أرجاء الوطن العربي ، فهي تقتل لمجرد القتل ، وربما بلا هدف ، لأن رجالها الموجهون بالريموت ، لا يعقلون أي عمل انتحاري يقومون به ، ولا من هم الضحايا ، فهذا لا يهمهم أبدا ، فهم يقتلون أي شعب بدون حساب ، ولا يضعون بحساباتهم الجهة التي يجب أن تدفع الثمن ، فكل الوطن بمفهومها هو عدو لدود ، وكل الشعوب هم أعداء ألداء ، ويجب عليهم أن يدفعوا الثمن ، وما أكثر أن يكون الضحايا هم من المواطنين العاديين لا ناقة لهم بتلك الصراعات ولا جمل ، مثلما يحدث في العراق الآن ، وأتحدى إن كان من بين أولئك القتلة والانتحاريون من يعرف حجم إجرامه ولا إلى من يوجه ، ولا الفائدة التي يمكن أن يجنيها من إرهابه .

ومما سبق أيضا ، فقد أفردتْ تلك الدول فصولا خاصة دأب مبتكروا تلك الفصول من عباقرة السياسة في الغرب ، على جعل المجتمعات العربية بالذات هي البؤرة الرئيسية التي تتكدس فيها النظريات الإرهابية ، وتتجمع بها التيارات المتصارعة ، والذين يتولون إدارة تلك الصراعات هم من العملاء والمدسوسين والمتنفعين ، وعلى الأغلب فهم الأشد تأثرا بالنظريات القادمة من بؤر التآمر ضد العرب ، فهم لا يفتأون يدورون في فلكهم وبالتالي ، فهم يخلقون إلى جانب ذلك مجتمعاتٍ ، أكثر تذمرا وكراهية لحكامهم ، واستمر أولئك المخططون في الغرب بمساعيهم ، بناء على ما جنوه من نتائج وثمار لتلك المخططات ، إلى مواصلة التطوير والتحديث والمتابعة ، إلى أن استطاعوا في النهاية إفراز هذه التيارات الإجرامية المتصارعة ، متنوعة الاتجاهات ، وفي النهاية .. فقد وقعت معظم الشعوب في الوطن العربي ضحية لمؤامرات غاية في الخطورة والوحشية ، فعميت البصائر عن إبصار الأهداف السامية التي ترمي إليها الشعوب ، كما أنهكت بهذه السياسات كاهل المجتمعات العربية ، وساعدت على الحد من رغبة الشعوب في أن تكون شعوبا ذات انتماء لوطن أو لدولة . فتقهقرت كلها عن المضي قدما من أجل تحقيق الغايات والطموحات المنشودة ، التي كانت من المفروض أن تبقى في قائمة أولوياتهم ، لا بل فقد أطاحت بكل الأماني التي كانت تطمح الشعوب العربية إلى تحقيقها على مر العقود الماضية ، وقد جاءت تلك السياسات ، تحت مسميات وشعارات براقة مختلفة ، لكنها كيفما تباينت تلك الشعارات والتسميات ، فهي بالمحصلة ، كلها تصبُّ في بوتقة واحدة ، هي عبارة عن شعارات هدامة لم تفلح أبدا في دعم النضال العربي وسعيه الحثيث من أجل التحرر والاستقلال الفكري والتقدم والازدهار .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع