• عصام المجالي
يخطر في ذهني وانا اكتب هذه الافكار، ما قالته سيدة عراقية فاضلة تقيم في الاردن من كلمات، وخلال لقائي بها صدفة في احدى المحلات التجارية ودون معرفة سابقة.. هذه الكلمات ما زالت تصدِّع رأسي من داخله ، ناقوس مرياع كبير يدق في رأسي.
لقد قالت هذه العراقية الفاضلة وموجهة حديثها بطريقة عفوية " يا اخوان وصيتكم بعائلتكم الهاشمية .. حافظوا على بلادكم وعلى الحكم الملكي الوطني.. لقد ضيعنا حكمنا الملكي الهاشمي في العراق وشوفوا حالنا والمحنة العراقية التاريخية المستمرة التي نعيشها، والأزمات الراهنة والانقسامات الخطيرة بكافة ألوانها وعناوينها تنعكس بهذه المحنة المزمنة في الجسم العراقي نتيجة الخطأ التاريخي الذي ارتكبه العراقيون بتخليهم عن النظام الملكي".
صوت هذه السيدة يرنُّ صداه في أذنيَّ، وانا اقرأ بتمعن حديث سيدي صاحب الجلالة لوكالة الانباء الفرنسية، حديث شامل يؤسس مجددا لإعادة بناء الوطن والدولة، حديث يؤسس في الافق الأمل لتحقيق التحول الضروري لاستدامة استقرار البلاد وتحقيق الرفاهية والديمقراطية الحقيقية لمواطنيه.
لقد شكلت رؤية جلالة الملك عقدا اجتماعيا وعقدا سياسيا جديدا لضمان الشراكة والمشاركة السياسية الحقيقية في ظل نظام ديمقراطي تعددي مبني على احترام حقوق المواطن، كما بلور جلالته لمفهوم حقيقي للوطن والمواطن من خلال دستور عصري يؤسس للتعددية والديمقراطية وتداول السلطة ومشاركة الجميع في صنع القرار السياسي.
لذلك اقول للمتطرفين في شعاراتهم أن الدعوة للإصلاح واجبة، ولكن التطرف في الشعارات والمطالب التي اصبحت تصل الى رأس الدولة ورمزها سيجعلنا كأردنيين أمام واقع مرير لا سمح الله لا نرضى به ولن نستطيع تحمله، هذا الواقع يعيشه العراقيون بكل ملابساته وتعقيداته وتقسيماته منذ تموز 1958.
نداء استغاثة هذه العراقية الماجدة ومعها اغلبية الاردنيين لعلَّه يجد عند البعض صداه.. فلنحافظ على وطننا وحكمنا الهاشمي الملكي الوطني الذي اعطى الحصانة اللازمة للأردنيين منذ عهد الملك المؤسس رحمه الله من التعرض للإهانة والحرمان والفقر والتعذيب والقمع.
الله يحفظ قيادتنا الهاشمية الحكيمة ووطننا الاردن آمنا ومستقرا