أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الاتحاد الأوروبي يدعو لتحقيق مستقل بشأن المقابر الجماعية في غزة مذكرة تفاهم بين الجيش والجمارك إيران تقلص وجودها العسكري في سوريا رئيس مجلس النواب يلتقي السفير المغربي التربية: صرف مستحقات موظفي المياومة عبر البنوك الشهر الحالي ذروة الكتلة الحارة الخماسينية بالأردن يوم الخميس الخصاونة يوعز بتقديم الدعم لإجراء الانتخابات النيابية إجراء الانتخابات النيابية 2024 الثلاثاء 10 أيلول (لا يمكن الثقة بنا) .. هفوة جديدة لبايدن (فيديو) إنجازات قطاع جودة الحياة خلال الربع الأول من العام الحالي "الطفيلة التقنية" و"القاضي عياض" المغربية تعقدان مؤتمر الحضارات بمراكش مباريات الأسبوع السابع عشر بدوري المحترفين تنطلق غدا بورصة عمان تنهي تعاملاتها على انخفاض الفايز يدعو مؤسسات المجتمع المدني إلى كشف الإجرام الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الحوامدة رئيساً لمجلس محافظة الطفيلة للدورة الثانية. نتائج اختبار ضبط الجودة LQAS 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة لليوم 201 للحرب الأسماء النهائية لرؤساء مجالس المحافظات الصين تحذر من أن الدعم العسكري الأميركي لتايوان يزيد من "خطر حصول نزاع" وزير الخارجية ونظيره الإيرلندي يبحثان في جهود للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة المهندسان والمربع الذهبي

المهندسان والمربع الذهبي

23-08-2012 02:30 AM

المهندسان والمربع الذهبي
بقلم/ د. سليمان الرطروط
يستعد الرئيس محمد مرسي لزيارة إيران بعد زيارته الخارجية الأولى لدولة غير عربية، حيث سيزور أولاً الصين، ثم يتبعها في طريق عودته بزيارة إيران لحضور مؤتمر دول عدم الانحياز، والذي كان الرئيس الراحل جمال عبدالنصر أحد المؤسسين الثلاثة لتلك المنظمة العالمية إبان الحرب الباردة ما بين الاتحاد السوفيتي السابق وحلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وينظر لتلك الزيارة بأهمية من حيث التوقيت وتسارع أحداث المنطقة وتصاعد التوتر الداخلي في سوريا ، وزيادة التشنج الأقليمي خليجياً وإيرانياً ، ثم تلويح إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية للبرنامج النووي الأيراني، وتهديدات حزب الله في حال إندلاع الحرب الشاملة بقتل عشرات الآلاف من الإسرائيلين. فالكل على ما يبدو يحشد ويستعد ويقرع طبول الحرب، ولكن لا أحد يعلم متى ساعة الصفر، ولا من سيشعل الفتيل، وأين؟ وإلى أين ستمتد الحرب؟ ومن الرابح والخاسر ؟ وما العواقب ؟ وهل ستتطور إلى حرب أكبر من الأقليمية؟
وتكمن أهمية الزيارة كذلك بسبب إنقطاع العلاقات الدبلوماسية وغيرها ما بين مصر وإيران منذ ما يزيد على ثلاثة عقود، ناهيك عن الاختلاف والتضاد في السياسات، والتوجهات ما بين الطرفين، ثم موقف كل منهما المغاير أحياناً للقضايا والمستجدات الدولية والأقليمية بدءاً من القضية الفلسطينة وانتهاءاً بالوضع الداخلي الطائفي خليجياً، وكل ذلك إبان حكم مبارك.
وتبرز تلك الزيارة بأهميتها للرئيس مرسي لأنها المشاركة الأولى له بمؤتمر عالمي ومنظمة دولية ، كانت مصر في السابق من أبرز قادتها ومؤسسيها، ثم تخلت تدريجياً عن موقع القيادة في تلك المنظمة وغيرها؛ لتكون حليفاً وتابعاً غير مكرم للولايات المتحدة والغرب بشكل عام.
إزاء كل ذلك وغيره ينظر لأهمية تلك الزيارة ، ولعل من المشجع على أن تلك زيارة يمكن أن يكتب لها النجاح؛ بنزع فتيل التأزم والتوتر في المنطقة هذا من ناحية، ثم عودة مصر لدورها العربي والإسلامي والدولي الفاعل، ومما يساعد على التفاؤل بالنجاح وجود عوامل كثيرة و مشتركة مابين الزعيمين _ المصري والإيراني _ ، منها أن كلا الزعيمين يحملان شهادة الدكتوراة والأستاذية في الهندسة، وهما أكاديميان جامعيان بداية وقبل إنخراطهما في العمل السياسي، وأن كل منهما قد مارس العمل البرلماني ، وأنهما شاركا في العمل والنشاط الطلابي أيام الدراسة الجامعية الأولى، وأنهما لم يصلا لما وصلا إليه بدعم قبلي أو عشائري بل بجدارة علمية وأكاديمية وكفاءة شخصية وملكات ومواهب ذاتية.
يضاف لذلك أنهما من الطبقة الفقيرة مادياً والمتواضعة إجتماعياً ، ولم يسبق لأي فرد من عائلتيهما تبوء مناصب عليا، أو كان صاحب غنى مادي متميز. ثم إنهما تربيا في القرى المهمشة والبعيدة عن العاصمة. أما حياتهما العادية فهي متشابهة فبيوتهم مستأجرة، وسيارتيهما سيارات بسيطة وعادية ، وما زلنا نذكر سيارة البيجو لأحمدي نجاد والتي بيعت بالمزاد العلني لصالح الفقراء، أما زوجاتهم فهن من عامة الناس، ويضاف لذلك أنهما قبل انتخابهما رئيسان لا يعتبران من الأغنياء مادياً، ولذا أكاد أجزم أن ظروفهم المادية والاجتماعية تكاد تكون متشابهة. ثم الظاهر عليهما التواضع والتدين وهما ممن يحفظون كتاب الله وخاصة الرئيس المصري . أما خطابهما فتغلب عليه القوة والمنطق وصدق العاطفة، وجزالة الألفاظ، مع سهولة العبارة، والقدرة على الخطابة، والمستوى العالي في الاستشهاد والاستنباط، ويعززه ملامسة قلوب العامة والخاصة من الناس، والتميز في إثارة العاطفة والدينية منها على وجه الخصوص.
ويبرز لديهما التفوق والسمو العقلي والذكاء الحاد وسرعة البديهة، وقدرتهما على الافادة واستغلال الأحداث وتطويعها لصالحهما. ولا ننسى أنهما من نتاج وتربية تنظيمات حركية إسلامية ؛ أحدهما يتبع تنظيماً حركياً سنياً، والآخر يتبع تنظيماً شيعياً حركياً. كما وأنهما تعرضا للأذى والاضطهاد من نظام الحكم في بلد كل منهما. كما وأن لكل منهما مرجعية حزبية ، فإذا كان المرشد العام للثورة في ايران يعتبر سياسياً هو القائد الأول، ونجاد منصبه يوازي منصب رئيس الوزراء، فإن للرئيس مرسي قبل تسلمه الرئاسة مرجعاً كذلك ممثلاً بالمرشد العام للإخوان المسلمين، وعلى الرغم من تصريحات المرشد بإعفاء مرسي من البيعة ، وإعفاءه من جميع مناصبه الحزبية، وإلتزاماته التنظيمية ، إلا أنه يبقى مرجعاً روحياً على الأقل.
كما وأن هنالك أيضاً الكثير المشترك والمتوافق ما بين البلدين ، فكل من البلدين لديها التعداد السكاني الكبير، والذي قد يصل إلى 80 مليون نسمة في كل بلد ، ولديهما أيضاً الطاقات البشرية والقوى العاملة الضخمة، والعمالة الزائدة بشكل كبير وإن كان بعضها ينقصه التدريب المتميز، بالإضافة للموارد الإقتصادية والثروات الطبيعة الهائلة سواء من النفط والغاز ...الخ، كما وأن البلدين يعانيان من ضائقة إقتصادية، وأزمة في السكن ، والمواصلات، وتلوث بيئي، ومشاكل إجتماعية من أبرزها في مصر مشكلة تأخر سن الزواج والعنوسة، ومشاكل في التعليم الأساسي والجمعي، وزيادة عدد الخريجين ، والبطالة المتفشية، وتفشي الأمراض وتهديدات داخلية جمة، وتهديدات خارجية من أبرز التهديد الإسرائيلي المباشر لأيران ، والتهديد الإسرائيلي غير المباشر لمصر حتى هذه اللحظة.
كما وأن البلدين يعتبر كل منهما القلب والمركز العلمي والديني للمذهبين السني والشيعي، يضاف لهذا أن هنالك صلات حزبية كانت موجودة ما بين المرجعيات الحزبية لكل منهما ومنذ أمد بعيد، وليس آخرها تهديد المرشد السابق للأخوان السيد محمد مهدي عاكف بإرسال الآلاف من شباب الإخوان للقتال بجانب حزب الله أثناء حرب تموز في لبنان العام 2006م، وصلات تنظيم الإخوان الفلسطيني ممثلاً بحركة حماس. ولذا فغني عن القول إن لكلا التنظيمين الحزبيين الدينيين والحركيين الامتداد المكاني الذي يتعدى حدود الدولتين لغيرهما سواء في العالم العربي والإسلامي والعالم أجمع، ومن المفهوم كذلك أن لهما الامتداد المؤسسي والاجتماعي خارج حدود الدولتين.
كما وأن كلا النظامين يصرح أنه لا يرغب في تصدير الثورة لخارج بلده، سواء في مصر الحديثة بثورتها وقيادتها السنية، أم إيران بثورتها المتقدمة زمنياً على الثورة الأيرانية، ثم إن كلا الثورتين كانتا سلميتين بشكل عام، وقد ثارتا على نظامين قمعيين ، وأن مرجعية كل منهما كانت دينية بشكل عام في مصر، ودينية خالصة في إيران. بالإضافة أن لنظامي البلدين السابقين صلات وطيدة بالغرب عموماً والولايات المتحدة خصوصاً.
ومن الجدير ذكره أن لكلا البلدين موقعه الإستراتيجي وتحكمه في طرق مرور عالمية لها الأثر الاقتصادي على اقتصاد العالم، فمن تحكم إيران بمضيق هرمز، لتحكم مصر بقناة السويس.
ولكن يوجد بينهما نوع من الاختلاف وليس التضاد، فموقف كل منهما من اسرائيل مثلاً ، فنجاد يبرز العداء ويعتبرها ورماً سرطانياً يزول وتجتثه يد الجراح ومبضعه، أما مرسي فيعطي إشارات دبلوماسية هادئة ومدروسة ، وأظن أن نجاد والقيادة الإيرانية تتفهم موقفه في هذا الوقت، وربما تتوافق معه. أما الموقف من الغرب عموماً والإدارة الأمريكية خصوصاً فأظن أنه منسجم على الرغم من أن الظاهر إيرانياً العداء، فما موقف إيران إلا رد فعل عكسي على الموقف الأمريكي والغربي، ولا عداء من الإيرانيين للغرب وأمريكا إلا رد فعل على موقفهم من الثورة الإيرانية، ولنتذكر أن أغلب قيادة ونشطاء الثورة الأيرانية درسوا وتعلموا في الغرب عموماً.
وإزاء كل ما ذكرت فمن المأمول أن يبادر المهندسان على تهدأة الأمور ووأد الفتنة بين السنة والشيعة، والتنسيق والإفادة من خبرات وقدرات كلا البلدين لمصلحة العالم العربي والإسلامي، وإذا كانت تلك أماني وتطلعات، ولكنها تصدم بعقبات جمة، لعل من أبرزها العامل الإسرائيلي والغربي والذي يثير التخوفات والتخرصات في نفوس قادة وزعماء العرب عموماً والخليج خصوصاً من التهديد الإيراني بشكل خاص، ببعده النووي والعسكري والطائفي.
وأيضاً الأحداث الدامية في سوريا والتي بدأت تتجه للعنف الطائفي والحرب الأهلية، وهذا مما يستدعي تحمل كلا الزعيمان لمسؤليتهما التاريخية لوقف نزف الدماء في سوريا، وما مبادرة الرئيس المصري بتشكيل لجنة رباعية مكونة من السعودية وإيران ومصر وتركيا لبحث وحل المشكلة السورية إلا تفكير عقلي وسياسي بعيد النظر، ولتشكيل مربع إقليمي سياسي قد يتطور في المستقبل لما هو أعلى منه. ولكنه قد لا يرضي قطر اللاعب الأبرز إعلامياً ودبلوماسياً في مناطق التوتر عربياً.
ويستطيع الرئيس المصري وهو لا تنقصه المهارة والذكاء من ترتيب ذلك المربع الذهبي ، خاصة وكما أسلفت لديه الكثير من العوامل المشتركة مع الرئيس الإيراني، مما يعزز فرص النجاح، أما تركيا وأردغان فأظن أن الأمر أيسر وما يجمعمهما من نقاط التلاقي والانسجام الفكري والعاطفي والسياسي أكثر بكثير مما عرضناه مع إيران أحمدي نجاد، أما اللمملكة العربية السعودية ، فإن لمصر وتركيا وإيران من المصالح ما يفوق الحصر، ولذا فأظن لو أن ذلك المربع أو التنسيق كتب له الولادة والنشأة، لنعكس ذلك إيجاباً على المنطقة برمتها، وأعادة ترتيب أوراقها من جديد، وأستطعنا إمساك خيوط اللعبة السياسية بيد أبناء الأمة، فليكن مثلاً ذهبياً فاعلاً إقليماً وعربياً. فإن أبى أحد الأطراف ، والتفاؤل معقود على ذلك المثلث أو المربع. والأمة تنتظر والتاريخ لا يرحم أحداً.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع