أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
العين العبادي يؤكد دستورية المادة (4/58) من قانون الانتخاب ما سقط "في العراق" يكشف أسرار ضربة إسرائيل على إيران أول خبر سار لعشاق الصيف .. حرارة أربعينية تُطل برأسها على الأردن باحث إسرائيلي: تل أبيب فشلت بشن هجوم كبير على إيران الرئاسة الفلسطينية تدين عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة طولكرم طبيبة أردنية عائدة من غزة تصف معاناة النساء في القطاع إصابتان برصاص مجهول في إربد جماعة يهودية متطرفة تقدم مكافأة مالية لمن يذبح قربانا بالأقصى انتشال جثة شاب عشريني من مياه سد وادي العرب إثيوبيا تستفز مصر مجدداً: من أين لكم بمياه لزراعة الصحراء في سيناء رجل يحرق نفسه أمام محكمة ترامب - فيديو. هآرتس تكشف بناء بؤرتين استيطانيتين في غزة. أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة. 100 عمل مقاوم في الضفة الغربية خلال 5 أيام. الأردني أبو السعود يحصد ميدالية ذهبية في كأس العالم للجمباز. كتيبة جنين : استهدفنا معسكر سالم. القناة الـ12 : التفاوض مع المقاومة وصل لطريق مسدود. مبادرة بلجيكية لمراجعة منح إسرائيل امتيازات بسوق أوروبا. التنمية تضبط متسوّل يمتلك سيارتين حديثتين ودخل مرتفع بحوزته 235 دينارا في الزرقاء الإعلام الحكومي: مدينة غزة تعيش حالة من العطش الشديد.
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام عبدالله رافع الدعجة : شهيد نال الحظوتين

عبدالله رافع الدعجة : شهيد نال الحظوتين

22-08-2012 01:56 PM

ليلة الخميس كنت واحداً من آلافٍ أمّوا مضارب عشيرة الزغاتيت الدعجة في منطقة الهاشمي الشمالي، ألتمس موقعي في الاصطفاف المهيب أشارك أكارم هذه العشيرة الباسلة، و التي تربطني بأبنائها غير وشيجة نسب وقربى، ناهيك بالجيرة والصداقة لما يزيد على عقود أربعة ونيف من الزمان الأردني الماجد، نستقبل الجاهة الكريمة من وجهاء البلاد بجهاتها الأربع، والذين جاؤوا لأخذ عطوة اعتراف و.. قد كان، تم ذلك وطبعاً وفق العادات المتوارثة والأعراف المتداولة في مملكتنا المحفوظة، ولا أدري حقا أي حالةٍ هي تلك التي أخذت أجياشها اللجبة، تتربص بي وبقلمي الدوائر حيرةً غالبةً وحزنا مقيماً وتمزقاً كانتونيَ المراسيم، حتى بت وبسبب من تلكم الحالة الكهروحُزنية ولكأني على شفا تهلكةٍ ما بين الكتابة والكتابة ..

كان السواد الليلي الدامس لوناً وحزناً يعلو السرادق الكبير المهيب، غير أن ليلاً آخر داخلياً أجلّ حزناً وأمضى كَمَداً، كان قد علا أفق السرادق بغيمات مقدسات قادمات من بعيد قريب، لا بد وسيتقدمن بعد قليل كي يعرفن بهويتهن الغيبية المولد فالكيان والمكان أيضاً، ما سيكون غب الطلب وطوع بنان عبر تقاطع هذه السطور الناهلة من دمع الفقد الهتون ..

إلى ذلك أيضاً ولمّا أزل في الحضرة الملائكية للحدث الاستشهادي السامي، بينما جنبات المضارب تعبق بروائح طيب رسولي ومسك لكن مطعمٍ بشذىً من عليين، كنت أسير ملائك وضع صوفي تقطعه بين الحين والحين حوارات بين أناي المثقلة وأناي العليا، حتى لكأني بصوتي الداخلي منذها وحتى الساعة يواجه حالة اختراق خارجي، بين صيحات وصراخ لا حوارا مونولوجياً حين يكون حديث الشعر أو الروي الدراميين..

ولعلي تمنيت لو تلحق وجيعتي هذه بمركباتٍ فضائيةٍ، خلتها تنطلق من مرسى صدري إلى حيث لا حيث ولا عنوان، أو تتخفى فتجوح مع ذئاب ما بداخلي فأنال قسطاً من هدئةٍ بين المشتجرين أو هدنةٍ بين المحتربين، فأحتشد من ثم عليّ أصل إلى حالة فصل قوات بين ملائك الحزن وأجياش الغضب، كل أولئك كي أسطر، في المنتهى، رغم غير صيحة هيهات، مرثاة الفقد النبيل للشهيد عبد الله رحمه الله، الذي سبقنا بخطوتين فنال الحظوتين عبر فوزه بإحدى الحسنيين النصر أو الشهادة..

أصدقكم القول، قبلُ، بأنه ظل يتملكني منذ وارينا جثمان الشهيد الطاهر وحتى ليل الخميس، إحساس طاغٍ تكتبني مراسيمه من وقت لآخر كيف شاءت ولا أملك إلا السمع والطاعة، بأن أحرار وحرائر المملكة الأردنية الهاشمية، من رمثاها الأصيلة إلى عقبتها الباسمة.. ومن طرتها الطيبة إلى درتها النشمية، قد جاؤوا جميعاً إلى هنا وقد وسعتهم المضارب فها هم يحتفون بعرس الشهيد عبد الله الزغاتيت طيب الله ثراه وجعل أعلى عليين مثواه..

لم أبح بسر إحساسي آنفا حتى لحفيدي ابن السنين الأربع براءةً وحليباً، عبد الله سمي الشهيد ومليكهما الحبيب مع أنه بعد لم يلثغ بحرف أردني مبين، بأن في المكان أصواتاً حبيبة بين صيحات تكبير وصليل سيوف وصدى نقع وحوافر خيل، فشهيدنا الملازم عبد الله كان قد تخرج من مؤتة الرسالتين السيف والقلم، ما يعني أنه كان وعلى مدى سنيّ دراسته الأربع يسمع ذات الكونسيرت المؤتي الناطق بحكايا المجد التي كانت، فعلى مقربة كان بمكنة عبدالله أن يسترق السمع كل ليلة إلى تصهال جياد الفتح المؤتوي المقدس..

وعليه من هنا فلا بد وأن في المضارب في الوسط وعن شمال وعن يمين ما يشبه العزز الرسولي المهيوب، لا بل ووفق الناطق الدرامي للصدى الاستشهادي السامي القيمة السامق المقام، أن روح جعفر الطيار وقد قادت ألفاً من جندٍ ملائكةٍ روح عبد الله تعرفهم نحن لا نعرفهم، وكذا زيد بن حارثة يتبعه ألفٌ وكذا عبدالله ابن أبي رواحة رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين، فتسامى المكان وزهت القامات وعلت الجباه تعانق الذرى، فحرت لا أريم إذ لم أقع على تفسير لهذا لخليط المتطيب فاختراتني دموعي وقد اكتمل رسم المشهد مداً بهياً ما بين السماء والأرض ..

نحن، إذن، وبالكاد أتلمس طريقي ولو إلى شكل خواتيم، في حضرة الألق تحفه ملائكة من عليين وأرواح زكية، ناهيك بمدد من مؤتة الأمس وفي الرحاب مؤتة الرسالتين السيف والقلم، وبمددٍ من طيب أصل مسكه من بطحاء مكة اليقين صلى الله وسلم على ساكنها العظيم، وإلا كيف نفسر أو نفلسف هذا التصهال ووقع الحوافر والصيحات من على ظهور الجياد، وبإزاء ذلك كله، أخيراً، لا أملك إلا أن أمسك ومعي أهل عبد الله والآلاف من الحضور الأكارم ، بتلابيب الآية الكريمة وهي بعد استعاذة فبسملة وحمدالله (ولا تحسبن الذي قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون) صدق الله العظيم، فـإنّا لله وإنّا إليه راجعون، و.. لنا، من قبل ومن بعد، فخر إستشهاد الملازم عبد الله رافع الزغاتيت الدعجة وسع الله مُدخله حياً مقيماً بالفردوس العظيم في جنات وعيون ..





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع